لست أنا ولا أنت الذى تقدم ببلاغ لسيادة النائب العام يتهم فيه السيدة سوزان مبارك بسرقة أموال مكتبة الإسكندرية، ولا أنا ولا أنت هو من وجه الاتهامات التى تكفى لإعدام مبارك أكثر من مرة بالكلمة والصوت والصورة وعبر شاشات التليفزيون . صحيح أن للموت حرمة وصحيح أننا كمصريين نتجاوز عن الإساءة وقت الشدة ولكن المسألة تتجاوز المشاعر والأحاسيس ، وتأتى فى وقت بالغ الدقة على المستوى الإعلامى والسياسي والشعبى. عن عزاء الإخوة مبارك للإخوة بكرى أتحدث وأسأل بمنتهى البراءة، هل سمع أحدكم أن آل بكرى اعتذروا لآل مبارك عن اتهامهم (أب وأم وأبناء) بكل ما سمعنا وقرأنا وشاهدنا على مدى سنتين أو أكثر ؟! وهل من بيننا نحن المواطنين البسطاء من قرأ خبرا أو تصريحا لواحد من آل مبارك طالب فيه آل بكرى بالاعتذار أو هددهم برفع قضية رد شرف؟! لا قواعد السياسة ولاأصول الإعلام ولا مبادئ الثورة ولا حتى نصف شعاراتها هى موضوع سطورنا، ولكنه معنى الكلمة ودلالة الموقف ورمزية الحدث الذى حظى بتغطية اعلامية تفوق أصول العزاء كما عرفناها وتربينا عليها عندما تكون صادقة تعبيرا عن اقتسام الحزن. بالتأكيد من حق كلتا العائلتين أن تتبادلا كروت الأفراح، وعبارات لا أراكم الله مكروها فى عزيز لديكم. ولكن لأنهما من رموز الماضى والحاضر، كان عليهما أن تنتبها إلى أن هناك شهداء لم يعزهم أحد، وضحايا لم تقم لهم سرادقات، وخصومة علنية قيل إنها تتعلق بمال عام لا يجب أن تكون المصالحة فيها داخل سرادق تتقاطع فيه الأحضان وكلمات الترحيب مع آيات الذكر الحكيم. وبعدين لأ أحد يعيب على آل مبارك عودتهم للحياة العامة فهم أبرياء بحكم قضائى، ولا أحد أيضا يعيب على آل بكرى استقبال من حضروا للعزاء، ولكن الكثير من المواطنين البسطاء يصبح من حقهم أن يعيبوا كل شعارات الثورة أو نصفها ويسخطوا على من تسبب فيها وما نتج عنها . [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب