كلما اقترب شهر رمضان الكريم تذكرت أيام الطفولة مع رفقائى بالمدرسة وأصدقائي، حيث كنا نسعد بالصيام رغم أننا لم نتجاوز العاشرة، وأتذكر تلك الأيام التى كانت شديدة الحرارة، حيث وافق رمضان شهر يونيو، مثل هذا العام، وكنا نسعد بنهار رمضان ولياليه الممتعة. وبعد أن تخرجت فى كلية الصيدلة وعملت أستاذا بها كنت دائب التأمل فى أشياء كثيرة أنعم الله بها علينا منها نعمة الصيام والصلاة وكل ما يتقرب به العبد إلى ربه فى رمضان وسائر شهور السنة، ولقد قرأت العديد من المراجع العلمية التى أشارت إلى فوائد عديدة للصيام والعبادات الأخري، حيث أفادت بأن الصيام يساعد فى تنشيط المناعة والوقاية من الأمراض وخروج السموم والمواد الضارة من الجسم، كما يعطى الصيام الجهاز الهضمى والكبد وغيرهما قسطا وافرا من الراحة، ولقد بينت البحوث أن الصلاة والقيام والتهجد وذكر الله وقراءة القرآن تساعد فى تنشيط المناعة واكتساب الصائم راحة نفسية وعصبية وبدنية، وكما أن صحة الصائم تتحسن بالصيام والعبادات، فإن من الأطعمة التى تعود الصائمون على تناولها فى الافطار والسحور ما يفيد من الوقاية من الأمراض. ومن هذه الأطعمة الفول الذى قلما تخلو منه مائدة فى رمضان وهو يتميز باحتوائه على كثير من العناصر الغذائية، حيث إنه غنى بالمواد الكربوهيدراتية والبروتينات والمعادن والفيتامينات، ويساعد فى تخفيض الكولسترول وضغط الدم المرتفع، والوقاية من الإمساك وأمراض القلب والشرايين، وتعتبر المواد المضافة، مثل الليمون والزيت الحار أو زيت الزيتون ذات فوائد كثيرة، فالليمون غنى بفيتامين (سي)، وهو من أقوى مضادات الأكسدة، حيث يساعد فى تنشيط المناعة والوقاية من البرد والإنفلونزا، كما يساعد فى امتصاص الحديد بالجهاز الهضمي، وعن زيت الزيتون والزيت الحار أتضح أن كليهما يساعد فى تخفيض الكولسترول والوقاية من أمراض القلب والمحافظة على الحيوية والشباب والوقاية من أمراض القلب، كما يفيد زيت الزيتون فى منع جفاف الجلد والشعر وفى الوقاية من الإمساك ويفضل البعض تناول الزبادى وخاصة فى السحور، وللزبادى فوائد غذائية وصحية عديدة فهو يحتوى على نسبة عالية من الماء الذى يساعد فى تقليل شدة العطش فى أثناء الصيام، ويحتوى على بروتينات ودهنيات وفيتامينات ومعادن، وجميعها عناصر يحتاجها الصائم وقت صيامه، ومن فوائد الزبادى أنه يكسب الجسم صفة مناعية ضد الميكروبات والفيروسات، ويساعد فى الوقاية من قرحة المعدة، وفى تقليل مستوى الكولسترول الضار وزيادة الكولسترول النافع، وفى الوقاية من بعض أنواع السرطان. وعلى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر الصائمون على الرطب أو التمر، وفى هذا فائدة صحية للصائم، حيث يمده بالطاقة الحرارية والنشاط ويقضى على الصداع الذى قد يشكو منه الصائم، كما يساعد التمر أو الرطب فى تنشيط إفرازات الجهاز الهضمى التى تساعد فى هضم الطعام، ويتميز التمر باحتوائه على معظم العناصر الغذائية التى يحتاجها الجسم، مثل السكريات والدهون المفيدة والفيتامينات والمعادن، ومعظم هذه العناصر، وبخاصة سكر العنب وسكر الفواكه لا يحتاج إلى هضم، وفى هذا راحة للمعدة وإمداد سريع بالطاقة الحرارية، ويتميز التمر والرطب باحتوائهما على الألياف التى تنشط حركة الأمعاء وتساعد فى امتصاص العناصر الغذائية وتنظيف الأمعاء من المواد الضارة، ومن فوائد التمر والرطب أنهما يحتويان على مضادات الأكسدة التى تساعد فى الوقاية من الأمراض. ومن فوائد الخشاف، الذى يضم التين والمشمش والزبيب والقراصيا، أنه يحتوى على نسب عالية من مضادات الأكسدة التى تساعد فى تنشيط المناعة والوقاية من الأمراض الميكروبية والفيروسية، كما يعتبر الخشاف من أهم مصادر الفيتامينات والكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والفوسفور، كما تبين أن الزبيب يساعد فى إزالة السموم من الدم والكبد والجهاز الهضمي. ومن أهم محتويات التين والزبيب والمشمش والقراصيا الألياف التى تساعد فى الوقاية من الإمساك.. وهكذا يتضح أن رمضان كريم صياما وقياما وطعاما، وكل عام وأنتم بخير. د. عزالدين الدنشارى