نجحت مصر خلال العام الماضى فى استعادة قدرتها على جذب حركة السياحة العالمية من جديد.. وبدأ منظمو الرحلات فى كافة الدول الأوروبيه فى إعادة وضع مصر على خريطة برامجهم السياحية مرة أخرى بعد غياب استمر ثلاث سنوات. وبفضل النجاح الذى تحقق خلال المؤتمر الأقتصادى الذى عقد بمدينة شرم الشيخ مارس الماضى بحضور كبريات شركات السياحة العالمية..لم تعد مصر فى حاجة إلى تدشين حملات لتحسين صورتها بالخارج..وقد أكدت مؤشرات الحركة خلال الشهور الماضية ان السياحة هى الرهان القادم.
ولكن قبل المؤتمر الاقتصادى وتحديدا فى شهر يوليو من العام الماضي.. نجحت الدولة المصرية فى إقناع دول العالم المصدرة للحركة السياحية بالإجراءات الأمنية التى اتخذتها فى كافة المقاصد السياحية..فسارعت المانيا برفع حظر السفر الذى فرضته على مصر إبان ثورة يناير 2011 وحذت حذوها جميع الدول الأوروبية وعلى رأسها إيطاليا وفرنسا..مما دفع بمنظمى الرحلات فى تلك الدول الى إعادة وضع مصر من جديد على خريطة برامجهم وبدأت الوفود السياحية تعود مرة اخرى إلى مدن شرم الشيخوالغردقةوالأقصر وأسوان. كما قامت مصر بدعوة كبار منظمى الرحلات فى العالم مثل "تيوي-وتوماس كوك-ونيكرمان"وغيرهما للاجتماع بالرئيس عبد الفتاح السيسى الذى حثهم على زيادة رحلاتهم خلال الفترة المقبلة..وبالفعل قام أتحاد شركات السياحة الألمانية وهو أكبر تجمع لمنظمى الرحلات فى العالم..بنقل مؤتمره السنوى من إسرائيل إلى مدينة الأقصر ليطلق إشارة بدء عودة حركة السياحة إلى مصر. نجاح مصر فى تنظيم المؤتمر الأقتصادى أدى إلى تحسين صورتها فى الخارج بصورة جعلت أرقام السياحة الوافدة تذيد بمعدلات وصلت إلى 30%..وقد أكد لى المهندس خالد رامى فى حوار سابق أن مصر لم تعد فى حاجة الى تحسين صورتها فقد قام المؤتمر الاقتصادى والعديد من الإجراءات الأخرى بهذه المهمة..وقد تخطينا ذلك وبدأنا بالفعل فى وضع خطط جديده ترسم ملامح صناعة المستقبل فى مصر ليصل عدد السياح إلى 20 مليون سائح بإيرادات 20 مليار دولار، بحلول عام 2020. وأدى تحسين صورة مصر فى الخارج ونجاحها فى ملف اعداد المؤتمر الأقتصادى إلى قيام الوزارة بوضع خطة أمام المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء للأستفادة بمردود هذه النجاحات..حيث إن قطاع السياحة يساهم بنحو 11.3% فى الناتج القومى الإجمالي، كما يساهم بنسبة 7% من حصيلة العملة الأجنبية..وتصل نسبة العاملين فيه إلى 12.6% من حجم العمالة المصرية. وتسعى وزارة السياحة حاليا إلى زيادة حركة السياحة الوافدة لمصر بمعدل مناسب سنويا لتصل إلى 20 مليون عام 2020 كما تهدف لزيادة الدخل السياحي، ليصل إلى 26 مليار دولار أمريكى عام 2020. حضور كبار صناع السياحة فى العالم دفع بقطاع السياحة للبدء ايضا فى اقتحام اسواق جديدة تخرج بها مصر من سيطرة الأسواق التقليدية مثل الألمانى والأيطالى والروسى وذلك عن طريق تكثيف الحملات والأدوات التسويقية المختلفة والحوافز الموجهة للسائحين باختلاف دولهم وثقافاتهم والترويج لمنتجات جديدة فى السوق المصرية مثل سياحة الاستشفاء و البيئية وسياحة الصحارى والواحات، و المؤتمرات والمعارض، والسياحة الدينية واستهداف أسواق واعدة مثل سائحى الدول الإسكندنافية والأسواق البعيدة، مثل الولاياتالمتحدةوالصين والهند واليابان. وبالفعل خلال زيارة الرئيس السيسى الى الصين تم توقيع العديد من الأتفاقيات السياحيه بين البلدين..وخلال شهر ابريل الماضى بدء السائحون الصينيون بالتوافد على مدن الأقصر وأسوان عن طريق طائرات شارتر قام القطاع الخاص بتأجيرها بعد زيادة الحركة السياحية القادمة من بكين..وأطلقت مصر ايضا حملتها "مصر قريبة" لتجذب جميع الأسواق العربية خلال موسم الصيف الجارى وذلك بعد نجاحها فى جذب السائحين العرب خلال الصيف الماضى بتيسير خطوط طيران ولأول مرة من كافة العواصم الخليجيه إلى مدن شرم الشيخوالغردقة. ولعل ما أكده منظمو الرحلات الألمان لوزير السياحه خالد رامى أثناء تواجده بالمانيا أوائل الأسبوع الجاري..يعكس مدى الثقه التى عادت فى مصر كمقصد سياحى مفضل للمواطن الألماني..فقد أكدوا ان هناك زياده وصلت إلى 20% متوسط زيادة الحجوزات وطاقة الطيران الناقلة من السوق الألمانية إلى مصر خلال موسم الصيف الحالى وانهم سوف يستمرون فى تسيير الطيران العارض إلى الغردقة و شرم الشيخوالأقصر و مرسى علم.. وأخيرا أكدت الاحصائيات أن حركة السياحه التى وصلت إلى مصر خلال موسم الشتاء الماضى زادت بنسبة 30% عن نفس الفتره من العام الماضي..وهذا يؤكد أن السياحه المصريه فى طريقها إلى التعافى وبصوره تفوق ما تم تحقيقه خلال عام 2010 المسمى بعام بالذروه والذى حققت مصر خلاله 14 مليون سائح..فجميع المؤشرات تؤكد أن مصر خلال فتره قصيره سوف تتخطى هذه الأرقام بنسب كبيره..وهذا ما توقعته منظمة السياحه العالميه فى تقريرها الأخير مؤكده أن مصر هذا العام حققت معدلات نمو مرتفعه مقارنة بأعوام ما بعد ثورة الربيع.