بعد ثلاثة شهور من تعيينه قضاها وزير السياحة خالد رامي في إعادة ترتيب البيت من الداخل في وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وبالأخص المكاتب الخارجية وكذلك في تصحيح إطار العلاقة بين الوزارة من ناحية والاتحاد المصري للغرف السياحية من ناحية أخري وكذلك إعادة طرح المناقصة العالمية للحملة الدولية للتنشيط والترويج السياحي بعد توقف خمس سنوات عاني منه القطاع السياحي. بدأ وزير السياحة في تنفيذ خطة للجولات الترويجية الي أهم الأسواق السياحية بالنسبة لمصر. وقد بدأ الوزير تلك الجولات بمشاركة فعالة ومخططة جيدا في الملتقي العربي للسياحة الذي عقد في دبي في مطلع الشهر الحالي وذلك بهدف الترويج لمصر في موسم السياحة العربية الذي يبدأ بعد العام الدراسي مباشرة وقد واكب تلك المشاركة إطلاق حملة الترويج والدعاية الجديدة في السوق العربي والتي أطلق عليها «مصر قريبة» وقد أدلي الوزير بتصريحات متفائلة بعد تلك المشاركة مفادها أن يتوقع تحسنا كبيرا في تدفقات السياحة العربية الي مصر خلال موسم الصيف الحالي من كافة الأسواق الخليجية. ثم أعقب الوزير ذلك بجولة خاطفة الي ثلاثة من أهم الأسواق السياحية لمصر وهي: بريطانيا وألمانيا وروسيا حيث إن هذه الأسواق تمثل ما يقرب من 50٪ من الحركة السياحية الوافدة لمصر. وقد عقد الوزير لقاءات مهنية جادة مع منظمي الرحلات وشركات الطيران المنتظم والعارض والإعلامي السياحي في تلك الأسواق لبحث الخطوات العملية التنفيذية لتنشيط الطلب السياحي علي مصر ودفع التدفقات السياحية من تلك الدول اليها. ومن المنتظر أن يقوم وزير السياحة ومساعدوه بتقييم كامل لتلك اللقاءات وبحث كيفية تلبية طلبات منظمي الرحلات في ضوء الإمكانيات المتاحة ومن خلال الآليات القانونية التي تحافظ علي المال العام. ومن المتوقع أن يستمر الوزير في جولاته الي الأسواق الرئيسية لتنشيط الطلب السياحي علي مصر منها وذلك في إطار الاستراتيجية التي أعلن عنها منذ توليه الوزارة والتي تهدف الي الوصول بعدد السائحين الزائرين لمصر الي 20 مليون سائح بحلول عام 2020. ويري المتخصصون أن تحركات الوزير تأتي بصورة مدروسة جيدا وإعداد جاد وجيد وتركيز شديد علي الحصول علي أكبر فائدة ممكنة لمصر سياحيا دون مبالغة في حجم ونوعية الوفود المرافقة للوزير أو مدد الإقامة في الخارج بل ان معظم تلك الزيارات هي زيارات خاطفة تستغرق يوما أو يومين علي الأقل في كل دولة توفيرا للنفقات. وفى أولى جولاته الأوروبية والتى بدأها بالعاصمة البريطانية لندن استعرض خالد رامى وزير السياحة بحضور السفير ناصر كامل السفير المصرى لدى المملكة المتحدة وأميمة الحسينى مدير المكتب السياحى المصرى فى لندن، ولفيف من أهم ممثلي وسائل الإعلام المختلفة والصحف والمجلات السياحية المتخصصة استراتيجية الوزارة حتى عام 2020 للوصول إلى 20 مليون سائح من خلال الأنشطة الترويجية المختلفة والتنسيق الفعال مع قطاع الطيران لتدشين خطوط طيران جديدة للأسواق الواعدة. وأوضح الوزير أن الحملة الترويجية المتكاملة للمقصد السياحى المصرى سيتم إطلاقها خلال الأشهر القليلة القادمة، مشيراً إلى أهمية إطلاق الحملة فى الوقت الراهن تزامناً مع بوادر الاستقرار السياسى والأمنى وأهمية العمل على كافة الاصعدة لتحسين الصورة الذهنية للمقصد السياحى المصرى والترويج له، لافتاً إلى أن الحملة الإعلانية تستهدف 27 سوقا سياحيا وقد تقدمت للمناقصة 17 شركة للتنافس على تنفيذ الحملة. أكد الوزير أهمية السياحة البريطانية بالنسبة للمقصد السياحى المصرى، لافتاً إلى أن الإحصائيات السياحية فى الربع الأول من العام الجارى سجلت نمواً ملحوظاً فى حركة السياحة الوافدة من بريطانيا بنسبة زيادة تقدر بحوالى 20% مقارنة بذات الفترة من العام الماضى. وكشف الوزير عن حرص الوزارة وهيئة تنشيط السياحة على الترويج للسياحة الكلاسيكية وأن تستعيد الأقصر وأسوان مكانتهما السياحية التى تتواكب مع تراثهما الحضاري وآثارهما الخالدة، لافتا إلى أن حوالى 25% من الحملة الترويجية المزمع إطلاقها موجه للسياحة الثقافية والسياحة النيلية، مشدداً على أهمية الرحلات التعريفية للوكلاء السياحيين للترويج للمقصد والوقوف على الصورة الحقيقية لمجريات الأمور فى مصر. وأضاف إذا ما نجحنا فى إعادة السياحة للأقصر وأسوان سنكون حققنا نجاحنا كبيراً، خاصة أن ذلك يسهم أيضاً فى زيادة الاعداد، لافتاً إلى أهمية تحسين الصورة الذهنية عن تلك المقاصد وتعظيم دور العلاقات العامة لإيضاح الامور على حقيقتها. وأشار الوزير خلال المؤتمر إلى الإجراءات الأمنية والتدابير الاحترازية التى اتخذتها السلطات المصرية لتأمين المقاصد السياحية، لافتاً إلى أن المؤتمر الاقتصادي العالمى الذى أقُيم فى شرم الشيخ أبلغ دليل على الأمان الذى تشهده مصر. وأشار «رامى» إلى أن الوزارة تنظر إلى وقف برنامج تحفيز الطيران العارض إلى كل من شرم الشيخوالغردقة دون المساس بتحفيز الطيران للأقصر وأسوان ومرسى علم وطابا والعلمين ومطروح. وحول الرقابة على مراكز الغوص، أوضح الوزير أن جميع مراكز الغوص مرخصة وفقاً لمعايير الإيزو وأن الوزارة هى الجهة المنوط بها منح التراخيص ولا نسمح بأي تهاون حال وجود أي تقصير، مشيراً إلى أن 5 يونية القادم يشهد مشاركة 450 غطاسا من مختلف أنحاء العالم فى مبادرة بيئية خضراء لتنظيف قاع البحر الأحمر بمنطقة الغردقة. وعن خطة التنمية السياحية بالساحل الشمالى، قال الوزير: إن ساحل البحر المتوسط لم يحظ بالتخطيط الكافى خلال العشر سنوات الماضية، لافتا إلى اعتزام الحكومة تدشين مدينة العلمين الجديدة وأن هناك 3 مطارات الآن وفى حاجة إلى فنادق إضافية. ورداً على سؤال حول حماية الآثار المصرية، أوضح الوزير جهود وزارة الآثار وشرطة السياحة والآثار نحو التصدي لأي محاولات للنيل من تراثنا الحضارى وكنوزنا الاثرية. وبالنسبة لتأشيرات السفر الالكترونية المزمع العمل بها، أشار الوزير إلى أن السلطات المصرية قررت استمرارية العمل بمنح التأشيرات الفردية عند منافذ الوصول لحين بدء العمل بتأشيرات السفر الالكترونية خلال الشهور القادمة. وبسؤاله عن تأثير أزمة الروبل على السياحة الروسية الموجهة إلى مصر، أشار رامى الي أن السوق الروسى كبير للغاية ولا نخشى على أعداد السائحين الوافدين من هذا السوق إلى مصر، خاصة أن نسبة التغير كانت طفيفة خلال الثلاثة شهور الأولى مقارنة بذات الفترة من العام الماضى.