«صلاح المجتمع يعتمد اعتمادا كلياً على صلاح العلماء، فالأئمة لهم دور كبير فى الإصلاح الفكرى وتجديد الخطاب الدينى من خلال إحياء منظومة القيم الأخلاقية كقيمة الوطنية وقيمة التعايش السلمى وقبول الآخر وثقافة التسامح وقيمة العمل والعمران». بهذه الكلمات المباشرة ابتدرنا الداعية الشاب الدكتور عادل المراغى ، والذى عد نموذجا للداعية المستنير ، حفظ القرآن فى الكتاتيب فى سن مبكرة، وتخرج فى معهد الإمام المراغى بسوهاج، ثم التحق بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، وحصل على الماجستير والدكتوراة فى الدراسات الاستشراقية بقسم الأديان والمذاهب بجامعة الأزهر، وسافر مبعوثاً إلى هولندا عام 2006، وهو الآن إمام وخطيب مسجد النور بالعباسية. يطالب بالاهتمام بالشباب من قبل مؤسسات الدولة كافة؛ لأنهم يتعرضون لخطة ممنهجة لجرهم للعمل الإرهابى من خلال بعض المأجورين وعمل غسيل لأفكارهم بزرع المنهج التكفيرى لهم من الداخل والخارج. وإلى نص الحوار.. كيف ترى الاهتمام بالشباب؟ الاهتمام بالشباب واجب وطنى وقومى يقع على عاتق كل مؤسسات الدولة لأنهم يتعرضون لخطة ممنهجة لجرهم للعمل الإرهابى من خلال بعض المأجورين وعمل غسيل لأفكارهم بزرع المنهج التكفيرى لهم من الداخل والخارج. هذه المسئولية تقع على عاتق الأئمة والدعاة فى التواصل مع الشباب، لأن حماية الشباب من الفكر المنحرف يعد ضمانة لحماية المجتمع من الأفكار التى تهدد امن وسلامة الوطن من خلال المحاضرات والندوات لتوعية الشباب ضد الفكر المنحرف، ومواجهة الفكر بالفكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم التى تبثها الجماعة المتطرفة من خلال استغلال الفراغ لديهم وتكثيف الجرعة الدينية فى الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، باعتبارهم نصف الحاضر وكل المستقبل. كيف ترى قضية تجديد الخطاب الديني؟ تجديد الخطاب الدينى سنة كما يشير قول النبى صلى الله عليه وسلم «ان الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها»، فالحديث النبوى يجعل تجديد أمر الدين سنة من سنن الله تبارك وتعالى فى الكون، وأن هذا التجديد يقع على رأس كل مائة سنة، بما يشير إلى ما تحمله هذه السنوات المائة من متغيرات وأحداث وأفكار ورؤى ومن تقاليد وعادات تحتاج فيها الأمة إلى الوقوف على حكم الدين ورأيه فيها. المتغيرات فى كل مائة سنة تحتاج إلى تجديد لأمر الدين فكيف تكون حاجة القرون الطوال إليه لا سيما أن القرون الأخيرة منها قد حفلت بمتغيرات هائلة كان من بينها أمور فرضت على أهل العلم. هل هناك مسئولية تقع على الإعلام فى الفترة الحالية؟ الإعلام تقع عليه مسئولية كبيرة نظرًا لدوره المهم ومدى تأثيره فى جموع الشعب وبالتالى يتوجب عليه تجنب إثارة القضايا السطحية أو التى تؤدى إلى حدوث بلبلة والتى لا طائل من ورائها، والبعد عن الأخبار المغلوطة والمكذوبة والشائعات والتى تسهم فى زعزعة أمن الوطن، والإعلام حاليًا يمثل ذاكرة الوطن وتقع عليه مهمة بث روح الوحدة والتعاون والبناء والتنمية والبعد عن الشقاق والتناحر الذى يصب فى مصلحة من لا يريدون لهذا الوطن أى تقدم أو بناء، علاوة على أن الإعلام مطالب بطرح قضايا جوهرية ومهمة للوطن. لماذا زادت حدة موجات التطرف فى الآونة الأخيرة؟ زيادة حدة موجات التطرف تعود إلى عدة أسباب منها غياب دور الأزهر التنويرى بعد تسلط جماعة الإسلام السياسى وجماعات المتاجرة بالدين على مقاليد الحكم، وبعد تقليص دور الأزهر خلال ثلاثين عاماً مضت، بالإضافة إلى أن مناهج التعليم وكتب التراث تحتاج إلى مراجعة. أين دور أئمة المساجد فى التوعية الفكرية؟ صلاح المجتمع يعتمد اعتمادا كلياً على صلاح العلماء. فالعلماء والأئمة لهم دور كبير فى الإصلاح الفكرى وتجديد الخطاب الدينى من خلال إحياء منظومة القيم الأخلاقية كقيمة الوطنية وقيمة التعايش السلمى وقبول الآخر وثقافة التسامح وقيمة العمل وقيمة العمران، فالإسلام منهج حياة والعبادة فى الإسلام ليست طقوساً وهناك عبادات روحية وعبادات بدنية، وأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، فينبغى على الأمة توظيف الخطاب الدينى مع مستجدات العصر. كيف ترى الأزهر فى العالم الإسلامى؟ يعد الأزهر من أبرز القوى الناعمة فى العالم وهو كعبة القاصدين ومحط أنظار العالم ورمز الوسطية، ومن الواجب على الأزهر أن يقوم بمهامه التى منها تنقية كتب التراث حتى لا يترك الفرصة أمام من لا خلاق لهم للطعن فى ثوابت الأمة.