يري أغلب الرجال قبل الزواج أن زواجه في "بيت العيلة" سند اجتماعي له وعزوة يحتمي بها.. كما رأي أن حضن أسرته ودفئها سيمتد لأبنائه في المستقبل.. وربما يخشي البعض من علاقة الحماة بزوجة الابن باعتبارها من أكثر العلاقات الساخنة، ومن أكثر الأسباب التي تتعلق برفض العروس الزواج في "بيت العيلة". لكن كثيرآ ما نقرأ أو نسمع أيضا عن مشاكل "السلايف" (زوجة شقيق الزوج) وما يدور بينهن من شد وجذب وتأثيرها المباشر علي علاقتهن بأهل الزوج وأزواجهن أيضا فيظل لسان حال بعضهن يردد:" سلفتي تغار مني .. بتدخل علينا سلفة جديدة ستسحب البساط من تحت قدمي .. سلفتي تحاول تلفت انتباه زوجي لها.. سلفتي لا تحترمني .. سلفتي تفتعل المشاكل معي.. وغيرها من المشاكل التي قد تصل في بعض الأسر إلي القطيعة أو الغيرة والحقد المستمرين بل قد تصل أحيانا إلي الانتقام، وغيرها من النغمات الشاذة التي تدندن بها بعض الفتيات وربما يكون أغلبها لا أساس له من الصحة بل قابع في مخيلتها فقط .فحقد المرأة وغيرتها العمياء قد يؤدي إلي جرائم بشعة، كالقتل مثلاً، وربما يتمثل هذا الحقد بالتسبب بالأذي للمحقود عليه وليس إلي قتله، وهناك الغيرة أيضاً التي قد تتطور بداخل المرأة لتتحول إلي حقد قد يؤدي بها إلي ارتكاب الجرائم فالمرأة عندما تحقد وتغار سترمي كل القيم والأخلاق جانباً لتصل لمبتغاها سواء بطرق مشروعة أو غير مشروعة.. ستكون مثل البلدوزر فتمسح كل ما يأتي بطريقها من عقبات.. وربما تكيد وتفتعل المؤمرات الخفية للوصول لما تريد ولا تهتم بالنتيجة ولا تحسب العواقب. فعلت ذلك (ربة المنزل) ذات العشرين عاما من عمرها، والتي تقطن منطقة حدائق حلوان، عندما حاولت الانتقام من سلفتها بسبب الغيرة العمياء، ولم تكتف بذلك بل أرادات بكل جبروت وانعدام ضمير وإنسانية معا بأن تأخذ من سلفتها أعز ما تملك فقررت المجرمة بأن تنتقم من سلفتها بقتل ابنها الرضيع ذى ال 3 سنوات والذي من الله علي والديه بعد 7 سنوات من الزواج دون إنجاب فكان فرحة عمرهما بعد سنوات معاناة مع الأطباء والأمل والانتظار ليجئ إلي الدنيا لا حول له ولا قوة حتي يدفع ثمن حماقة المجرمة التي قررت قتله بدافع الانتقام من أمه. قامت ربة المنزل "المجرمة"والتي تزوجت منذ عامين ورزقها الله بابنة رضيعة حديثة الولادة، وتقيم مع عائلة زوجها في منزلهم بمنطقه حدائق حلوان في "بيت العيلة" والتي دأبت علي الشجار مع زوجة شقيق زوجها، فقررت الانتقام من ابن سلفتها بالتخلص من ابنها الوحيد فاستدرجت الطفل الساعة الواحدة صباحًا بعدأن كان يلهو علي سلالم المنزل، إلي شقتها ثم قيدته بالحبال، وألقت به من الطابق السادس. فأي امرأة هذه وأي أم هذه كي تفعل ذلك في طفل صغير ألم تتصور في لحظة أن لديها ابنة رضيعة ولا تقبل أن تلقي نفس مصير ابن سلفتها، ألم تفكر للحظة في حرقة قلب أم علي طفلها الوحيد وهي تراه جثة هامدة أمام عينيها بعد أن حرمت منه ووالده العامل البسيط طيلة 7 سنوات ظلت خلالها تحلم بإشراقة شمس كل يوم جديد يتم إضافة بعض التفاصيل إلي الصورة التي رسمتها لابنها في مخيلتها حتي تصل إلي قمة تمامها وبهائها بعد إضافة الشكل ولون العينين واختيار الاسم، ظلت طيلة 7 سنوات تنتظر أن تدفع الأيام بالحلم الجميل في طريقه لتعيش مع ابنها أروع وأجمل قصة حب بمن تعلق به قلبها الصغير حتي من الله عليها به واحتضنته وربته لمدة 3 سنوات فقط.. بل لم تفكر المجرمة التي حرمت سلفتها من ابنها وحلم عمرها، أن ابنتها الرضيعة التي ستتركها وحيدة بعد سجنها علي جريمتها سوف تصبح أمها في نظر المجتمع مجرمة وقاتلة بل وسوف تتربي ابنتها داخل أسوار السجن بين المجرمين.. فلم تقض تلك المرأة الحمقاء علي مستقبلها فحسب بل قضت علي مستقبل طفلتها الرضيعة التي لا حول لها ولا قوة سوي أن أمها حقودة وحمقاء بل ومجرمة. لم تنكر ربة المنزل المجرمة جريمتها ولم تحاول أن تتنصل منها بل اعترفت بتفاصيل جريمتها أمام النيابة، بل وأكدت أن والدة القتيل اتهمتها بسرقة حذائها منذ 3 أسابيع، فياليت حجتها تناسب جرمها فهى وإن صدقت في مبررها بأن سلفتها سرقت حذاءها أن تؤدبها بقتل ابنها وحرق قلبها علي ابنها.. فأمر شريف مختار، رئيس نيابة حلوان، بحبس ربة المنزل المجرمة 4 أيام علي ذمة التحقيقات.وقرر المستشار طارق أبو زيد المحامي العام الاول لنيابات جنوبالقاهرة باحالتها الي المحاكمة العاجلة. فكثيرة هي القضايا التي يفرزها واقعنا الاجتماعي وكثيرة هي الأمراض التي لا تزال جراثيمها تسري في الجسد الأسري، وها هي الأيام تمر سريعة، ويمضي قطار العمر في انطلاقه، وبدأت الأم المكلومة في ابنها أن تدرك أنه لا مكان للأحلام في واقع الحياة، ومع غروب كل يوم جديد تفقد الصورة بعض صفاتها وبهائها وتمامها وكمالها وجمالها، إلي أن أصبحت صورة مشوهة لا تملك سوي الرضا بها.