كشف احتراق 18 منزلا دفعة واحدة بقرية ابودياب شرق بمحافظة قنا قبل ايام عن كارثة تنتظر عشرات القرى مع ارتفاع درجات حرارة الصيف، فالواقع المرير هناك فى قرية ابودياب الذى عايشته الاهرام لحظة اندلاع الحريق وهى ترصد خروج اهالى القرية عن بكرة ابيها بالجراكن والجرادل للسيطرة على الحريق من احد المصارف وشروعهم فى انقاذ ما يمكن انقاذه بعدما اتت ألسنة اللهب على عشرات الاطنان من القمح المخزن ومواشى ودواب نفقت ومنازل متلاصقة احرقها شرر من فرن بلدي ، كل تلك المشاهد جعلت الاهرام تدق اجراس الانذار بأن حريق ابودياب لن يكون الاخير فى القرية او القرى المجاورة لها بل وعشرات القرى التى من الممكن ان تطالها النيران مالم تتحرك الدولة. فى البداية قال العمدة محمد مختار من قرية ابودياب غرب ، مأساة حقيقة عاشتها قرية ابودياب مع امتداد النيران امام اعين اهل القرية من منزل الى منزل لتأكل ما فيه وما تكاد ان تنتهى لتشرع فى الوصول الى المنزل الذى يليه ومابين صرخات الاستغاثة وانين المعاناة حدثت الكارثة التى يرى ان عدم وجود مياه بالقرية جعلها تتفاقم وكذلك عدم وجود حنفيات للحريق» بالشوارع الرئيسية لملء سيارات الاطفاء ساعد ايضا فى اتساع دائرة اللهب مطالبا بسرعة بحث آلية توصيل حنفيات الاطفاء بمداخل ومخارج القرى على الاقل وهذا امر يسير والاهم هو توفير المياه وكذلك سيارة اسعاف لنقطة الاسعاف التى قمنا بإنشائها بالجهود الذاتية بأبودياب غرب لاسعاف الحالات وانقاذها وهذا الامر لابد ان يكون فى كافة القرى الكبرى التى تضم نجوعا وقرى اصغر. فيما يصرخ الشيخ عبدالمعطى ابوزيد احد أئمة الوعظ وامام مسجد العارف بالله سيدى عبدالرحيم القنائي نطالب منذ زمن بإنشاء وحدة مياه للتغلب على العطش والتى كان من شأنها انقاذ قرية ابودياب من الحريق المروع خاصة بعد ان تم تخصيص الارض منذ سنوات بجوار شركة السكر فلو كانت هناك مياه لاخمد كل مواطن الحريق من داخل منزله وانقذ نفسه من خسائر كبرى لحقت به ، خاصة ان القرية محملة على خزان القناوية والمخادمة والمياه لا تصل للقرية والقرى المجاورة لها إلا فى المساء وبشكل متقطع، اى ان الكارثة كان من الممكن ان تتفاقم ،ويرى الشيخ عبدالمعطى ان الاهتمام بالمرافق فى القرى اصبح امرا ملحا لمنع تكرار الامر فى المستقبل لاقدر الله خاصة مع تخزين مواد سريعة الاشتعال داخل المنازل بحكم الطبيعة الريفية خاصة مخلفات القصب والقمح التى تستخدم كأعلاف. فيما يلخص عبيد القاضى احد اهالى قرية ابودياب شرق الكارثة التى حدثت : قائلا: شاهدنا حمام مشتعل يطير من منزل الى منزل وسرعان ما تشتعل النيران فى المنزل الذى يصل اليه الحمام وشرر يتطاير وتاخر الاطفاء وسياراتها جعل اهل القرية يبحثون عن قطرات المياه باحد المصارف لانقاذ مايمكن انقاذه فخرجوا بالجرادل والجراكن لاخماد الحريق وربما لو وصلت الاطفاء مبكرا لتمت السيطرة على الامر وحمل عبيد القاضى الوحدة المحلية للقرية المسئولية كاملة متهما اياها بالتراخى وعدم الاستجابة لصراخ المواطنين قائلا: مفترض عند اندلاع حريق ان تتحرك الوحدة المحلية لا ان نبحث عن اى مسئول فيها لا نجده ونعانى الوصول اليهم حتى بعد وصولنا الى اى منهم نجد لا مبالاة وعدم تحرك. ويحذرالمحامى محمد عطا مصطفى من ابناء قرية ابودياب من ان حادث ابودياب شرق يجب ألا يمر مرور الكرام فالكارثة قائمة وقرى بأكملها مهددة بكوارث شبيهة سواء ابودياب شرق او غرب محملا الوحدة المحلية تحديدا ما حدث ويرى ان المشهد نظرا لتكرار نفس الملابسات فالمنازل متلاصقة ولايوجد تخطيط عمرانى وكذلك لا توجد مياه فمن ابوتشت شمالا وحتى قوص جنوبا يتكرر المشهد وربما تكون قرى العزب المصرى وابومناع والصبريات ونجع سعيد وابوعزوز والسمطا والقناوية والحجيرات مهددة بذات الدرجة وهناك قرى الكوم الاحمر بفرشوط وعشرات القري المحرومة من المياه ففى ابوتشت وفرشوط مركزان باكملهما محرومان من المياه ويشترون جراكن المياه ، فإذا ما قام حريق مماثل فهل يشترى المواطنون الجراكن للاطفاء وهو ما يستوجب على الدولة ان تنظر الى مثل هذا الامر بخطورة بالغه خاصة مع انقطاع التيار الكهربائى ومن ثم توقف محطات الرفع للمياه والمواتير. فيما قال العميد عماد حمدى مدير ادارة الحماية المدنية ان المشكلة الرئيسية التى لمسوها فى حريق ابو دياب هو عدم وجود مصدر للمياه بالقرية تعتمد عليه سيارات الاطفاء فى التغذية ومن ثم تم الاعتماد على مصادر بديله فى قرى اخرى وربما هذا ما عطل حركة السيطرة السريعة بالاضافة الى انخفاض مستوى غاطس مصرف مياه الرى وهو الامر الذى كشف لنا انه ربما يكون ذلك سببا رئيسيا فى تأخر السيطرة على الحرائق وهو البحث عن مصدر للمياه.