سيطر تنظيم "داعش" بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية الملقبة ب "لؤلؤة الصحراء" السورية أمس الأول بعد إحكام سيطرته على المدينة الواقعة فى وسط البلاد، مما يثير مخاوف جدية على الآثار القيمة الموجودة فى المدينة والمدرجة على لائحة التراث العالمى. وقال مدير المرصد السورى رامى عبد الرحمن أمس: "انتشر عناصر تنظيم "داعش" فى كل أنحاء المدينة بما فيها المنطقة الأثرية فى جنوب غربها والقلعة فى غربها"، لكن لم ترد تقارير عن أى تدمير للآثار، كما سيطروا أيضا على القاعدة الجوية والسجن ومقر المخابرات فى "تدمر"، إثر مواجهات الجيش السورى. وتفتح هذه السيطرة الطريق أمام التنظيم نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص (وسط)، حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقا، وبالتالى، بات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريبا، بينما لا يزال النظام يحتفظ فقط ببعض المواقع العسكرية، بينها ثلاثة مطارات عسكرية. وقال عبد الرحمن :"بات التنظيم بعد سيطرته على كامل منطقة تدمر والغالبية الساحقة من البادية السورية يسيطر على أكثر من 95 ألف كلم مربع من المساحة الجغرافية لسوريا"، أى ما يوازى نصف مساحة البلد. ومن جانبها، حذرت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو أمس، من أن تدمير المدينة الأثرية سيشكل "خسارة هائلة للبشرية"، حيث إن"تدمر موقع تراث عالمى فريد فى الصحراء، وأى تدمير لها لن يكون جريمة حرب فحسب، وإنما أيضا خسارة هائلة للبشرية" وكررت دعوتها لمجلس الأمن لبحث المسألة.