شلل تام... هذا هو الوصف الأدق لما عانته القاهرة امس واول امس عندما اضرب السائقون العاملون بهيئة النقل العام عن العمل, وتوقفت حركة اتوبيسات الهيئة لدرجة غابت فيها تماما عن شوارع القاهرة الكبري. هذا ليس كل شيء بل الاكثر من ذلك ان الموظف البسيط وقع فريسة لسائقي السرفيس الذين انتهكوا ادميته علي مدي يومين. ففي العتبة مثلا, الزحام شديد لدرجة تجعل حركتك بقدميك شبه مستحيلة, والاشخاص متراصون علي طول المحطات الخاصة بالاتوبيس التابع لهيئة النقل العام بدءا من عبد المنعم رياض وحتي الازهر, ولا يجدون ما يغيثهم للانتقال من مكان إلي آخر خاصة ان الزحام يزيد فيها بشكل كبير, والنازحون للقاهرة اكبر بكثير من المقيمين فيها... انتظرت في اكثر من محطة ما يقرب من20 دقيقة املا ان يمر احد اتوبيسات الهيئة دون جدوي, ولكن المشهد مفزع, نساء ورجال واطفال يتكالبون للحاق بالميكروباص الذي تتزاحم فيه النساء والرجال, ويعتصر فيه الاطفال ثم يمتلأ الميكروباص لتراه اشبه بعلبة السردين, فالكرسي الذي يتسع لثلاثة لابد ان يحتمل اربعة, وإما اترك المكان لغيرك فلا بديل عن الخضوع والاستسلام لتعلميات سائق الميكروباص فالبديل مختفي. حاولت استيقاف المواطنين التي كانت كلماتهم خاطفة اما لترقب وصول الميكروباص أو للحاق بمكان, ولكن أكد محمد النجار جاء من البحيرة لشراء بعض مستلزمات المكتبة الخاصة به انه يجد صعوبة كبيرة في المواصلات داخل القاهرة وكأن اتوبيسات النقل العام اختفت ولا ادري لماذا؟ ولكن يقول البعض في الموقف إن السائقين مضربون عن العمل, وبعفوية الريفي البسيط عقب قائلا اذا كان لهم حق في مطالبهم ياخذوها ولكن لا يتركون الركاب هكذا دون بديل ويجعلوهم فريسة في يد سائقي الميكروباص. اما ريهام سعيد تقول: جئت لاشتري الجهاز الخاص بي من العتبة, وعانيت الامرين في الزحام اثناء الحضور, فقد انتظرت في الشارع اكثر من ساعة حتي جاء ميكروباص وهنا تشعر ان الحركة مشلولة فغياب اتوبيس النقل العام اصابنا بكارثة, حيث إنني بعد شراء ما احتاج لم اجد ما يعيدني للمنزل حتي يحضر ميكروباص يقسم المسافة وياخذ الاجرة ضعف المطلوب مستغلين عدم وجود سيارات الهيئة. ويستغيث عدوي محمد موظف من كونه اب لاربعة ابناء في مراحل التعليم المختلفة, واضطررت لمضاعفة المصروف الخاص بكل منهم لاني اعرف المواصلات جيدا وما يفرضه سائقي الميكروباص, فأنا مثلا من سكان مدينة السلام و كنت اركب الاتوبيس بجنيه الي رمسيس اليوم احتاج لرحلة الذهاب3 جنيهات في الميكروباص لانه يقسم المسافة الي مرحلتين ليربح مرتين, والمضطر يركب دون جدال ولكن من فينا يستطيع تحمل هذا مع محدودية دخلنا, فلماذا يترك المسؤلون هؤلاء العمال هكذا دون ايجاد حل لهم ولنا لانهاء اعتصامهم. أما سائقي الميكروباص فيتخذون من ازمة البنزين و السولار مبررا لهم ويرون ما يفعلونه من رفع الاجرة امرا طبيعيا حيث يقول محمد علي سائق ميكروباص ان البنزين لانحصل عليه الا من السوق السوداء بضعف الثمن وكذلك السولار الذي وصل سعر الصفيحة منه35 جنيها, مما يشكل علينا عبئا فهل نجلس بلا عمل وتحدث ازمة ام نعمل ونحاول توفيق الوضع, والمفروض ان تحل الحكومة لنا وللمواطنين المشكلة بدلا من اتهامنا. وعلي الجانب الاخر, استمر اعتصام العاملين بهيئة النقل العام مؤكدين احقيتهم في طلباتهم سواء كان علاجا طبيا أو رواتب أو تامينات أو مكافاة نهاية خدمة بعد المعاش, حيث يقول رمضان عبد العال سائق انك لا تستطيع ان تجد في شريط القبض الخاص بكل منا اكثر من300 جنيه بعد الخصومات وغيرها ومن لديه منا4 اولاد في مراحل التعليم المختلفة ماذا يفعل ؟ وكيف يكفيه هذا المبلغ اكل وشرب ودواء, والوعود بتحسين الدخل تتكرر ولكن دون جدوي. ويستكمل جاد محمد كمسري ان الرعاية الصحية هي الاخري متدهورة ويتم الكيل فيها بمكيالين فالمريض منا يستخسرون فيه الدواء ويعطوه البدائل الارخص, والمستشفي الخاصة بالهيئة من يدخلها بمرض واحد يخرج منها بامراض كثيرة من شدة الاهمال, واذا مرض احد المهندسين يدخل افضل المسشفيات الخاصة ويعالج بافضل الادوية ولا ادري لماذا ؟ بخلاف ان المعاملة لنا غير آدمية وبها اهانة لذلك قررنا ان ننقل اعتصامنا اليوم الي مجلس الوزراء بالسيارات. وعن التأمينات ومكافأة نهاية الخدمة, يقول محمد رفعت سائق إن مكافأة نهاية الخدمة بعد40 سنة عمل تجدها5 آلاف جنيه, وكأننا لم نفني عمرنا فيها وحتي التأمينات ندفعها من اول شهر عمل ولا تسددها الهيئة الا قبل عامين او ثلاثة من خروجنا للمعاش, فأين تذهب هذه الأموال؟.