في سوريا‏..‏

الرقص علي أنغام البارود‏!‏

كم كنت ساذجة إلي حد البله‏,‏ بل العته‏,‏ عندما تخيلت للحظة أن أسماء الأخرس تأخذ الآن أبناءها الصغار حافظ وزين وكريم تضمهم إلي أحضانها‏,‏ ساحبة في ذيلها حماتها أنيسة مخلوف‏. لتدور بهم ملتاعة بين جنبات القصر الرئاسي الدمشقي تغلق من حولهم الأبواب والنوافذ كي لا تصل إلي آذانهم زفرات آلاف الشهداء الصاعدة إلي السماء تشكو شبيحة الأرض, وعويل آلاف الثكالي, وتوسلات آلاف المساقين تحت السلاح لسجون العذاب.. كم كنت غافلة والعقل مني غائب عندما ظننت للحظة أن الإنسانية لم تزل تسكن عالمنا الذي انقض عليه وحوش الغاب سحلا واغتصابا وقتلا وقمعا ووأدا للأحياء في المقابر الجماعية تحت التراب.. عندما اعتقدت للحظة أنه في سوريا خروج عن الثالوث.. عن المألوف.. ثالوث العائلة الواحدة عائلة الأسد, وحزب واحد حزب البعث, وطائفة واحدة طائفة العلويين.. عندما كذبت ظني وارتأيت أنه إذ ربما أن رائحة دماء الوطن الطاهرة المراقة قسرا وقهرا علي عتبة قصر الحاكم قد تلهب مشاعر زوجته لتلقاه عند عودته منتفخا بإحدي خطبه المملاة عليه من إيران وحزب الله بلغة عنيفة صارمة نصحوه بانتهاجها لعكس قدرة جيشه علي قمع التمرد لتصرخ في وجهه: اتق الله في أبناء وطنك.. كم كانت تلك السيدة بوداعة ابتسامتها المرسومة, وحيائها الظاهري, والتصاقها الدعائي بالأعمال الخيرية ورعاية المعوقين والمعوذين والمكفوفين والمصدورين والمجذومين وذوي الحالات الخاصة, كما تظهر اللقطات الأمل الأخير في أن تكون ملاذا ودرعا وقارب إنقاذ ونجدة لأطفال سوريا من مجازر البربرية الهمجية.. في أن تحقن الدماء.. في أن تلملم الأشلاء.. في أن تشرخ الجدار.. في أن تعبر الأسوار.. في أن ترفع راية العصيان.. في أن تواجه الطاغية.. في أن تقلم أظافر الغول.. في أن تضع في سرير الحكم بودرة العفريت.. في أن تزرع وسادته أشواكا.. في أن تعريه أمام الأبناء فربما خجل واستعبر وتاب إلي الله توبة نصوحا.. في أن تذرف الدمع بين يديه, وتتوسل بين يديه, ويغشي عليها وتصحو بين يديه, وتقبل قدميه وراحتيه وساعديه وكتفيه, وترفع عيون التضرع إلي عينيه.. في أن توسع قرنيتيه بمشارط الحقيقة وهو طبيب العيون الذي أغلق بصره عن رؤية الحقيقة.. في أن تكون دهاء شهر زاد لشهريار العنف الذي قد يستغني بها ليلة عن شبق الاستمتاع بمشهد الرأس المقطوعة.. كم كنت.. لكنني أفقت..
أفقت واستسلمت بعدما قرأت ما نشرته مجلة الايكونوميست الاقتصادية بأنه في شهر مارس الحالي فقط قام النظام السوري بتهريب ما يزيد علي20 مليار دولار يطالب ثوار سوريا الآن الدول الغربية وبعض الدول العربية بالكشف عن الأرقام الحقيقية لأرصدتها التي وضعها الفاسدون لديها لأنها من حق الشعب السوري الذي يلوح ثواره بأن العالم قد أصبح قرية صغيرة, وأن الأسماء المتورطة في تحويل الأموال بأسماء أخري لن يفيدها ذلك أو كما يظن لأنها معروفة لدي السوريين المنتشرين في كل بلاد الأرض.. أفقت.. بعدما كشف رجل الأعمال السوري فداء الناجح الذي يدير شركة أوروبية في هولندا أن أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري تجري مفاوضات عاجلة مع بعض السماسرة العرب لبيع حصتها بشركة عالمية تتعامل في إنتاج الزيوت مقرها أوروبا, وقد انتهت المفاوضات أخيرا مع سمسار لبناني من أجل حسم عملية البيع, وتبعا للموقع الإلكتروني الذي نشر الخبر أن حصة أسماء في الشركة تبلغ30% من رأس المال, وأكد الناجح أن هناك نشاطا مهرولا داخل عائلة الرئيس السوري لتحويل أموالها من المصارف السورية للخارج عبر الأصدقاء ورجال الأعمال اللبنانيين, وأضاف أن أسماء الأسد تعمل الآن علي التخلص من جميع شركاتها وحصصها الأخري الموجودة في دول عربية والمسجلة بأسماء رجال أعمال عرب, مضيفا إلي أن زوجة الرئيس قد أخرجت في الآونة الأخيرة كميات من الذهب والممتلكات الخاصة عبر صديقات من جنسيات مختلفة لبنانية وهولندية ويونانية..و...
وتعد إيمي كما ينادي الأصدقاء أسماء ضليعة في الشئون المصرفية والتحويلات البنكية منذ حصولها علي بكالوريوس الكمبيوتر من كلية كينجر كوليدج التابعة لجامعة لندن عام1996, حيث قامت بالتدريب علي العمل المصرفي في نيويورك منذ بداياتها في مصرف دوتيشه بانك وبعده مصرف جي بي مورجان, وهي المولودة في11 أغسطس1975 في بريطانيا ابنة لطبيب القلب والشرايين السوري فواز الأخرس المولود في حمص عام1946 المتزوج من سحر العطوي التي كانت تعمل في السفارة السورية بلندن... وعبر إتقانهما للإنجليزية والإسبانية إلي جانب العربية التقي طبيب العيون بشار الأسد بأسماء عندما جاءت لزيارة والدها الطبيب في نفس المستشفي الذي عمل به بشار في الفترة ما بين1992 و1994, وتم زواج ابنة الطائفة السنية إلي ابن الطائفة العلوية بعد لي عنق الدستور من أجله بإجماع أعضاء مجلس الشعب السوري الموقر لخفض الحد الأدني لعمر الرئيس من40 إلي34 عاما لتمكين العقيد بشار في يناير1999 من بعد خمس سنوات في رتبة ملازم أول كي يتم ترشيحه لمنصب الرئاسة ليغدو أول رئيس عربي يخلف والده في حكم جمهوري عبر استفتاء شعبي نتائجه بالإجماع!!! ويتم إعادة انتخاب بشار لولاية رئاسية, وأخري.. كل سبع سنوات.. ومن بعد2007 التجديد بالوعد والوعيد في2014, ومن بعدها مسرحية العبث واللامعقول في عام2021, ولو عاش بشار وعشنا يظل بن حافظ مكتوبا علي جبين سوريا الحروب الأهلية حتي عام2028, أي عندما يؤجرها بنفسه مفروشة خالية من جميع النواصي, فالشعب يذوي ينكمش ينتكس يتقلص يتقاعد, ولا يتقاعد الرئيس, فالكل من أجله مستباح.. الدم مستباح, والعرض مستباح, والضمير مستباح, والوطن مستباح.. البرلمان ملكه, والقصر ملكه, والشعب ملكه, والطير والسماء والمدفع وغصن الزيتون وغابة الأرز والدرب والناعور والصبايا والعيال.. و..سوريا كلها ملك له في ولاية لا تنتهي, لا يسمع فيها دقات الساعة, ولا النبض في عروق البشر, ولا الخلجة في قلب الشحرور.. القائد الرئيس الأسد المغوار وارث الإرث والبشر يحول مواطنيه إلي أشباح.. يجوس خلالهم, يمشي في دمائهم, يمشط مسامهم, يقف علي أسلاك شعورهم.. فوق المقعد تجلس تحت صورته, وفي الميدان تدور حول تمثاله, وفوق الحائط يشير إليك أن اتبعني.. ظله حاضر أبدا, علي لسانك, وفي طبقك, وعلي سطح مرآتك, وخلف ستار حمامك, وفوق وسادة نومك, وفي سريرك بينك وبين امرأتك.. يغزو حلمك, ويسمم صحيفتك, ويعكر دمك, ويسد مراوحك ويصادق عدوك, ويفضح سرك, ويطمس خيال طفلك.. يشعرك بأنه مالك بيتك وأمرك وسقفك ومستقبلك, وأنك تعيش حتي هذه اللحظة لأنه لم يقرر بعد مقتلك, وهو الذي قتل خلال عام واحد فقط أكثر من ثمانية آلاف سوري, واعتقل ما يزيد علي69 ألفا وشرد بين الأقطار200 ألف لاجئ.. ويتبع الابن خطي وحشية الأب في كتابة تاريخ مماثل من المجازر بصورها المتشابهة التي ارتبطت بالنظام الأسدي من الأب إلي الابن الذي امتد علي مدار42 عاما.. العشرات من المجازر راح ضحيتها عشرات الآلاف أبرزها مجزرة حماة في فبراير1982 التي تعتبر الأعنف والأكثر دموية وقسوة في تاريخ سوريا الحديث, حيث سقط ما بين العشرين والأربعين ألف قتيل ومفقود ونحو15 ألفا آخرين لم يزل مصير عدد كبير منهم مجهولا حتي الآن.. المجزرة التي تعرضت فيها المدينة إلي تدمير كامل شمل بيوتها ومساجدها وكنائسها ومنشآتها مما أدي إلي نزوح البقية المتبقية من سكانها خارجها مجهولي المصير.. لم تمر الذكري الثلاثون لمجزرة حماة التي ارتكبها الأسد الأب من دون أن يشعل الأسد الابن شموع ذكراها بمجزرة مماثلة, وهذه المرة في حي الخالدية في حمص, حيث وصل عدد ضحاياه في4 فبراير وحده340 قتيلا و1400 جريح فاقت قدرة استيعابهم كافة المستشفيات, وكي يرتاح الوالد أبو المجازر قرير العين في مثواه الأخير بوريث الغلو في الدماء يستكمل الأسد الابن مسيرة المجازر العشوائية في حمص وإدلب وحماة.. في كرم الزيتون والعدوية.. في جامع بلال وبلدة نبش.. في مسجد الحنابلة وحي بابا عمرو.. في قرية الغجر والتنونة وسد الشنداخية.. في جبل الزاوية وقري العرقوب وابلين وكورين.. في داريا وريف دمشق.. في كرم الزيتون والرستن.. في جسر الشغور وساحة الشهداء.... يكمل بشار عقود الوحشية بقناعة أن المجتمع الدولي سيدرك بعد فترة أنه لا يمكن إسقاطه, وأن الضغط عليه سيتراجع, والعالم الخارجي سيعود إلي التفاوض.. وربما ظن بشار الأسد في محله فجولات المحادثات التي تناشده السلام تقطعها المجازر بصفاقة بالغة مثلما حدث في مباحثاته الأخيرة مع كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة التي مزقتها المجزرة البشعة في حمص والتي ذهب ضحيتها بالتحديد الأطفال والنساء في مشهد علني لا مبال لا بأنان ولا بالإنسان ولا بالإعلام العالمي.. و..
وسكتت إيمي دهرا وأخيرا نطقت كفرا عندما أعربت أسماء الأسد زوجة الرئيس السوري بشار التي تنحدر من مدينة حمص المطعونة بيد زوجها عن دعمها للزوج في مواجهة الثوار وضد المؤامرة علي نظام حكمه, ومن بعد ظهورها مع اثنين من أولادها خلال مظاهرة مؤيدة للنظام السوري لم تقل خلالها كلمة واحدة, جاء في رسالة بعثتها من خلال مكتبها إلي صحيفة التايمز البريطانية تحمل قولها: زوجي رئيس لكل السوريين وأنا أدعمه بشدة.. ويتمكن بعض النشطاء من اختراق الموقع الإلكتروني الرسمي لإيمي بعد يومين اثنين من إعلانها المستفز في تأييدها لزوجها, ولا تفلح جهود النظام في تحرير الموقع بعدها من قبضة الثوار الذين يدونون فيه تحت صورتها وسيرتها الذاتية قولا جديدا علي لسانها جاء فيه: أنا أسماء الأسد.. أنا زوجة لمجرم الحرب الشرسة.. إنه يقود جيش سوريا لإلقاء القنابل والقذائف علي المدنيين الأبرياء في كافة مدن الوطن.. إنه يقتل البراءة, ويرسل أتباعه لاغتصاب النساء والفتيات والأولاد ويقوم طول الوقت بتعذيب الأطفال وترويعهم, وقنص المدنيين الأبرياء.. إنه يفتك حاليا بمسقط رأسي مدينة حمص الباسلة.. زوجي يقوم بإلقاء القنابل علي المساجد والكنائس والمستشفيات بوحشية ليس لها مثيل أو حدود, ويحرض العلويين ضد السنة وضد المسيحيين, وضد الأكراد.. إنه يعتقد أن بإمكانه خداع الرأي العام العالمي والأمريكي بلقاءات دبلوماسية وأنا في ذلك أؤيد زوجي, وأؤيد خططه العملاقة في الاغتصاب وقتل الأطفال وتدمير المدن, وأعلم تماما أن زوجي هو هتلر الجديد, وفي ذلك أقف مع حزب الله وحماس وإيران في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا رغم أنني ترعرعت هناك ويختم النص المدرج علي صفحة زوجة الرئيس بكلماتها الأصلية أنا أسماء الأسد, وأنا أقف مع رجلي.. أنا مع بشار!
وإذا ما كانت أسماء قد أعلنت أمام العالم وقوفها إلي جوار زوجها بشار مؤيدة له فليس معني ذلك أنها... أو أنهما معا رغم أنهار الدماء وجبال البكاء وآلاف الضحايا ومدن الخراب منغمسين في محنة سوريا, فاهتماماتهما الحقيقية في واد آخر كشف عنه بريدهما الإلكتروني بعد اختراقه من خلال أكثر من ثلاثة آلاف رسالة تحمل الجانب السياسي والعائلي والشخصي ليطلع العالم من خلالها علي الطريقة التي يفكر بها رئيس يواجه ثورة شعبية علي حكمه بالقوة الغاشمة, ورغم عدم التحقق من الرسائل بشكل قاطع فإن حكاياتها تتابع نشرها كل من رويترز, والجارديان, ونيويورك تايمز, والفانينشيال تايمز التي قالت عن بشار إنه لم يولد زعيما ولم يكن معدا للرئاسة, لكنه حصل علي موقعه لأن أخاه باسل الوريث الذي أعده الوالد توفي في حادث سيارة مفاجئ, ومن هنا قام بشار بدور الوريث مثل صورة آل باتشينو في فيلم عصابة تاريخية فشلت في مواجهة خصومها المنافسين.. وقد ظل الاهتمام بالرسائل الإلكترونية للزوجين الأسد خارج دائرة المتابعة والاهتمام حتي وصلت إلي بشار علي بريده صورة امرأة شبه عارية سوداء الشعر تقف ووجهها في مقابل الحائط.. هنا فقط حدث اللغط وتم الالتفات إلي الموقع, وبالتالي إلي بريد أسماء الأسد التي بدت وكأنها تعيش في واد ذي لهو خاص يحملها علي جناح المتعة بعيدا عن أحداث بلادها الدامية.. كانت في عالمها اللاهي تتسوق عبر الإنترنت أحدث صيحات الإثارة والمنافسة بين نساء القصور العربية المتابعات لآخر عروض مراكز التسوق العالمية الباذخة في لندن وباريس ونيويورك.. وتبعا لما نشرته رسائل الديلي تليجراف لم تنقطع أسماء عن الشراء بعشرات الآلاف من الدولارات والجنيهات الاسترلينية في الوقت الذي يلسع البرد والجوع فيه ملايين السوريين, وكان هناك صاحب المتجر الإنجليزي الذي أرسل ترابيزة طلبتها السيدة الأولي إلي سوريا عن طريق دبي ليقول إنه لم يكن يعرف أن زبونته هي أسماء الأسد, فقد وصلته رسالتها عن طريق عنوان يحمل اسم علياء فأرسل الترابيزة إلي سيدة لا يعرف من تكون في رحلة من لندن الممطرة إلي مرفأ دبي المزدحم بالعبارات البحرية والبضائع, إلي قصر كبير جاثم علي هضبة مطل من عليائه علي مدينة ترهب جدرانه وقلوب سكانه.. ويحمل بريد إيمي إلي أصدقائها المقربين تفاصيل عرض خاص بأحذية جديدة ظهرت في فاترينة بباريس منها حذاء ابتاعته بكعب كريستالي عال طوله16 سنتيمترا وسعره3795 جنيها استرلينيا, هذا إلي جانب أنها أنفقت مبلغا كبيرا لشراء شمعدانات وترابيزات ونجف من باريس, وقد أرسلت أسماء عبر رسالة إلكترونية لشقيق رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ليسارع بإرسالDVD إليها يضم آخر حلقات مسلسل فريندز التي فاتتها مشاهدتها.
وإذا ما كانت النخبة الحاكمة تمتلك وعيا يجعلها تري في الامتيازات التي تنعم بها حقا لا يجوز أن يسألها فيه أحد, إلا أن أسماء الأسد السيد الأولي في سوريا في وضعها الحالي بجنسيتها البريطانية معرضة لمواجهة تهمة تصل عقوبتها إلي السجن لمدة عامين, حيث صرح مجموعة من رجال القانون البريطانيين أن تسوقها عبر الإنترنت بتلك المبالغ الباهظة قد أدي إلي خرق الحظر المادي المفروض علي زوجها بشار الأسد, وكانت فاتورة التسوق الأخيرة التي اشترت بها أسماء من محلات هارودز وعدة محلات أخري متخصصة في بيع قطع الأثاث والتحف والمجوهرات قد وصلت قيمتها إلي35118 يورو, وتم ذلك بعد مضي أسبوعين من فرض العقوبات المادية التي تحظر علي مواطن الاتحاد الأوروبي إتاحة التعامل المادي مع114 شخصية معلنة علي قائمة الحظر ومنها بشار الأسد, ولأن السيدة أسماء التي قامت بعملية الشراء تحمل الجنسية البريطانية ولم تتخل عنها فيحظر عليها شراء أي بضاعة لمصلحة الزوج, وذلك ما تم تبعا للفاتورة التي تم الكشف عن مصدرها عبر البريد الإلكتروني.. وللفكاك من حلقة الإدانة ليس أمام أسماء الأسد سوي أن تثبت تنازلها عن جنسيتها البريطانية قبل الشراء, أو إثباتها أن جميع المشتريات لاستعمالها الشخصي دون أن ينتفع بها زوجها, وفي ذلك الإطار تبرئ ساحة الحذاء الكريستال والمجوهرات والبارفانات, لكن قطع الموبيليا والتحف ستظل موضع الاتهام لإقامة الزوجين معا داخل نفس القصر, ولكون أسماء لم تزل علي ذمة بشار فهو لم يلق عليها أي يمين طلاق.. والحل الثالث للخروج من المأزق يعد من ضروب المستحيلات أيضا فهو يتطلب من أسماء إثبات أن جميع مشترواتها في حدود الضروريات التي لا يستغني عنها في المعيشة, وهو أمر لا يمكن تزييفه إذا ما تم تفنيد المشتريات لتظهر فيها قطع فريدة من المجوهرات والتحف لا يقتنيها سوي سكان القصور نوعا من الكمايات.. وتنتظر إيمي في قصرها بدمشق ما سوف تنوي حكومات دول الاتحاد الأوروبي فرضه من عقوبات عليها تشمل عدم تمكنها بعد ذلك من السفر إلي دول الاتحاد, أو الشراء بعدها من متاجر أي دولة فيها باسمها, وسوف تبقي تلك العقوبات رهنا بموافقة وزارات خارجية جميع دول الاتحاد.. وحتي ذلك الحين تقبع إيمي المتوجسة داخل القصر الرئاسي الدمشقي المتوتر!! هذا بينما بشار يسخر في رسائله لها عبر الإنترنت من قوانين الإعلام والأحزاب والانتخابات التي يشبهها بالنفايات, ويبادل الأصدقا في تاريخ الذكري الأولي للثورة عبر برنامج آي تونز أغنية تقول:
كنت ألما في القلب يسير علي قدمين
الشخص الذي كنت أخيرا
ليس من أريد أن أكون!
ويبدو أن حل أزمة سوريا في يد اثنين لا ثالث لهما عليهما ألا يكتفيان بالشجب أو الإدانة فلو كانت الإدانة تكفي لسقطت إسرائيل منذ عقود, والمطلوب أفعال لا أقوال.. الأول بيد موسكو التي بوسعها وفعلها إنقاذ سوريا ومعها المنطقة من الخراب الذي سينجم عن تحولها إلي ساحة صراعات داخلية وخارجية مفتوحة, ويمكن هنا لروسيا أن تبرز كزعيمة رائدة للتغيير الإيجابي مع العالم العربي, وأن تتبوأ مكانة مهمة في منطقة الشرق الأوسط مستقبلا بدلا من أن تنظر إليها الشعوب العربية علي أنها مؤيدة للقمع والديكتاتورية باستخدامها ومعها الصين حق الفيتو ضد جهود مجلس الأمن الدولي لأخذ موقف حازم في الأزمة السورية لا مجرد طلب هدنة لمدة ساعة للتوقف عن القتال كي يحمل الجرحي للخلف.. روسيا هي البلد الخارجي الوحيد الذي يملك أكبر عدد من الأوراق التي تمكنها إذا أرادت أن تضغط باتجاه عملية انتقال للسلطة تجنب سوريا مخاطر الحرب الأهلية.. وتستعيد أي روسيا مكانتها كقطب ثان مناوئ للولايات المتحدة الأمريكية التي تصول وتجول وتمول أصحاب خرائط التقسيم ليقولوا لها سمعنا وأطعنا وطالعنا وأطلعنا.. وآمين؟!!
الحل الآخر لم يزل في يد شهر زاد دمشق التي قالت يوما إنها لم تخطط للزواج من رئيس دولة لكنه قدرها.. وأن السلام مثل رقصة التانجو يحتاج لشخصين.. وأنه لا شيء لا تستطيع النساء القيام به.. فهيا يا أخت الشام ادع بشارك للدوران معك علي أنغام التانجو, ثم امض به في خروج آمن خارج نطاق الحلبة التي أدماها القفز علي أنغام البارود!
المزيد من مقالات سناء البيسى