دعت فيديريكا موجيرينى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى إلى ضرورة الموافقة على استخدام القوة العسكرية ضد مهربى البشر، وذلك فى ظل الانقسام حول خطة فرنسا التى تطالب بتوزيع طالبى اللجوء بينهم بنظام الحصص»الكوتا». وقالت موجيرينى فى كلمتها أمام مجلس الأمن بشأن الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين فى المتوسط، إنها تشعر بالخجل ألا تستيقظ أوروبا إلا بعد رؤية الموتى، مشيرة إلى أن قائمة الخيارات العسكرية لمواجهة أزمة مهربى البشر ستتضمن ضبط سفن المهربين وتدميرها ، ولكن بشرط أن يكون ذلك وفقا للقانون الدولي. ويأتى الاقتراح الأوروبى بعد تأكيد مصادر دبلوماسية ، أن عشر دول أوروبية من بينها بريطانياوإيطالياوفرنسا وإسبانيا إلى جانب دولة لاتفيا التى ترأس الاتحاد حاليا ، تؤيد حاليا الخطوة الأوروبية لتنفيذ مهمة عسكرية بضرب مراكب مهربى المهاجرين فى إطار سياسة الأمن والدفاع الأوروبية وإدارة الأزمات، وستكون المهمة تحت قيادة إيطاليا. ومن جانبه، أعلن برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسى أن بلاده تؤيد خطة لتوزيع طالبى اللجوء بين الدول الأوروبية بال «كوتا»، مشيراً إلى أن النظام الحالى يضع عبئا غير عادلاعلى بعض الدول. وقال كازنوف لإذاعة «آر تى إل» الفرنسية أمس إن فرنسا تؤيد الخطة التى تعترض عليها بعض دول الاتحاد الأوروبى ، بينما تدعمها السويدوألمانيا. وطالب الدول الأوروبية بضرورة التوصل إلى وسيلة للتمييز بين الهجرة الاقتصادية والهجرة والعمل على تنظيم اللجوء قبل أن يخاطر المهاجرون بحياتهم. وأضاف وزير الداخلية الفرنسى ، أنه من المقرر أن تعرض اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبى اقتراح توزيع طالبى اللجوء غدا الأربعاء فى إطار استراتيجية مساعدة بعض الدول وفى مقدمتها ألمانيا و إيطاليا ولاسيما جزيرة مالطا التى يتوافد إليها آلاف المهاجرين.ومن المتوقع أن تكشف المفوضية الأوروبية عن الأجندة الأوروبية حيال الهجرة والتى ستدعو لتعديل كامل لسياسات الاتحاد الأوروبي. وتحتاج اقتراحات المفوضية إلى موافقة جميع حكومات الاتحاد الاوروبى للتصديق عليها. وسيتم مناقشة هذه المقترحات فى القمة المقررة فى نهاية يونيو المقبل ، بينما تشير تقارير إلى أنه من غير المتوقع التصديق على مقترحات المفوضية الأوروبية لأن بريطانيا ترفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً. وفى غضون ذلك، قال إبراهيم الدباشى السفير الليبى لدى الأممالمتحدة إن بلاده سترفض محاولة الاتحاد الأوروبى الحصول على دعم الأممالمتحدة لاستخدام القوة العسكرية ضد مهربى البشر فى البحر المتوسط. وقال الدباشى فى تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» إنه لم يتشاور أى طرف مع بلاده بشأن المبادرة. وفى الإطار نفسه، ذكرت منظمة العفو الدولية فى تقرير لها إن المهاجرين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى أوروبا لأنهم يواجهون الخطف والتعذيب والاغتصاب فى ليبيا، مضيفة أن نحو 1800 مهاجر قضوا غرقاً فى مياه البحر المتوسط خلال العام الحالى. وعلى صعيد آخر، أعلنت السلطات الماليزية والإندونيسية أمس إنقاذ حوالى ألفين مهاجر من بورما وبنجلاديش بعضهم وصل سباحة إلى جاكرتا وكوالالمبور، محذرة من وجود مهاجرين آخرين منكوبين. وقالت الشرطة الماليزية إنها عثرت خلال اليومين الماضيين على 1018 مهاجرا يشتبه بأنهم من ميانمار أو بنجلاديش على جزيرة لانجكاوى السياحية. فى الوقت الذى أكد فيه مسئول فى هيئة الاغاثة الإقليمية فى إندونيسيا، أنه تم إنقاذ سفينة جديدة على متنها 400 مهاجر قادمين من بورما وبنجلادش قبالة إقليم اتشيه بشمال غرب البلاد وذلك غداة وصول 600 مهاجر آخرين بحراً. وأشار أحد مسئولى شئون اللاجئين فى إقليم أتشيه ، إلى أنه تم إنقاذ قرابة 550 مهاجرا يعتقد أنهم من أبناء أقلية الروهينجا العرقية المضطهدة القادمين من ميانمار وبنجلاديش وقاربهم ينجرف فى المياه أمس الأول ، مضيفا أنهم يعانون من «الجوع والاكتئاب».