شبكة الطرق هي الشرايين الحقيقية للتنمية وتحقيق النهضة الاقتصادية ومن هنا تأتي الأهمية القصوي التي يوليها الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما اطلق المشروع القومي لإنشاء 3 آلاف و400 كيلو متر علي مستوي الجمهورية باستثمارات تصل الي ما يقرب من 40 مليارا وأهم ما يميز الطرق الجديدة أنها تخترق مساحات واعدة وتصل الي مناطق جديدة لتكون بمثابة بوابة لإقامة مناطق وتجمعات عمرانية وصناعية وزراعية تفتح آفاقا للأمل وفرص العمل للشباب والحياة الكريمة للمواطنين. ولكن السؤال الاهم الذي يطرح نفسه.. اذا كان الاهتمام يتركز علي الطرق الجديدة فماذا عن الشبكة القديمة التي تصل اطوالها الي 26 الف كيلو متر من المحاور الاساسية والرئيسية من الطرق والكباري علي مستوي الجمهورية. والتي تمثل شرايين الربط بين المحافظات ومراكز الانتاج والمدن الصناعية وجميع المدن.؟!هل ستترك الحكومة هذه الشبكة بدون صيانة أو اهتمام وتتركها هكذا بالرغم من أنها تمثل ثروة قومية وتتجاوز استثماراتها 70 مليار جنيه.المؤشرات والمعلومات تؤكد عكس ذلك بل وتجيب علي تلك الاسئلة بشكل قاطع حيث تؤكد الحكومة أنها تضع هذه القضية في مقدمة الأولويات كما يقول المهندس هاني ضاحي وزير النقل ان هناك اهتماما كبيرا بصيانة الشبكة القديمة وإعادة تجديد الطرق ورفع كفاءتها وازدواج بعض المحاور الي جانب إقامة عدد من الكباري. ويضيف أن القيادة السياسية تتابع بدقة تكاد تكون يومية كل ما يجري علي الأرض حاليا بالنسبة للمشروعات والانشاءات وتوجه جميع المسئولين بتذليل العقبات حتي انجاز هذه المشروعات في التوقيتات المحددة ونحن بالفعل في سباق مع الزمن لسرعة الانتهاء من هذه الطرق التي تغطي جميع انحاء الجمهورية سواء الصعيد أو الدلتا أو الساحل الشمالي والمنطقة الغربية. والدليل علي هذا الاهتمام ان هناك ما يقرب من 20 مشروعا يجري العمل حاليا علي قدم وساق للانتهاء منها تمهيدا لافتتاحها خلال الايام القليلة المقبلة باستثمارات تقرب من الملياري جنيه بهدف دعم خطة التنمية والحد من الحوادث وتحسين حياة المواطنين. ويضيف ان المشروعات الجديدة تغطي جميع المحافظات في مقدمتها ازدواج طريق العباسية/ الاسماعيلية في المسافة من مدينة القصاصين حتي العباسية بطول 20 كيلو مترا وبتكلفة 35 مليون جنيه وذلك للقضاء علي الاختناقات والحوادث المرورية التي كانت تشهدها في المنطقة. ومن بين هذه المشروعات أيضا ازدواج المرحلة من طريق سفاجا قنا بطول 40 كيلو مترا ويعتبر هذا الطريق واحدا من أهم المحاور التي تخدم مثلث التنمية بين سوهاجوقنا وأسيوط وربط هذا الاقليم بالموانئ والمنافذ البحرية علي ساحل البحر الاحمر لتنشيط حركة التجارة وفتح الباب أمام جذب الاستثمارات الي هذه المنطقة وتصل تكلفة هذه المرحلة إلي 106 ملايين من الجنيهات. ومن قنا يأخذنا وزير النقل الي أسوان حيث تم الانتهاء من رفع كفاءة وصيانة وتجديد طريق اسوان ابو سمبل لمسافة 5 كيلو مترات لدعم حركة السياحة وبتكلفة حوالي 80 مليون جنيه ويهدف في المقام الأول الي الحد من الحوادث خاصة الاتوبيسات التي تعمل في مجال السياحة. ومن اسوان ينتقل بنا ضاحي الي بني سويف حيث يؤكد انه تم الانتهاء من ازدواج طريق بني سويف المنيا في المسافة من مدينة بني سويف الي سندس بطول 25 كيلو مترا باستثمارات 150 مليون جنيه وهذه المنطقة كان يطلق عليها من النقاط السوداء أو طريق الموت نتيجة لكثرة وتكرار وقوع الحوادث. ثم يعود بنا الي القاهرة وتحديدا بالطريق الدائري الذي شهد توسعات وإعادة رصف ورفع كفاءة لمسافة 30 كيلو مترا وبتكلفة تقترب من 200 مليون جنيه وتمتد هذه المنطقة من الأوتوستراد حتي طريق الاسماعيليةالقاهرة الصحراوي وذلك لاستيعاب الحركة الكثيفة والمتزايدة للسيارات في هذا القطاع والذي كان يمثل مشكلة كبيرة للمسافرين وأصحاب السيارات. يستكمل رصد هذه المشروعات اللواء عادل ترك رئيس هيئة الطرق والكباري الذي يبدأ معنا من الساحل الشمالي حيث طريق مطروح الاسكندرية والذي شهد بالفعل رفع كفاءة واعادة الرصف لتحسين الخدمة لمسافة 60 كيلو مترا في المسافة المتاخمة لمنطقة «فوكة» والتي شهدت العديد من الحوادث الكارثية خاصة الصدامات التي حدثت بين السيارات والقطارات. ومن الساحل الشمالي إلي توشكي حيث تم الانتهاء من محور توشكي أرقين علي الحدود المصرية السودانية وبذلك يكتمل لأول مرة في التاريخ الربط البري بين البلدين وتصل هذه المسافة الي 55 كيلو مترا وتبلغ تكلفتها حوالي مائة مليون جنيه وهو ما يعني بدء أول خط بري مباشر يربط بين الاسكندرية الي جنوب افريقيا ليتحقق الحلم الافريقي عبورا بالسودان واثيوبيا ودول حوض النيل. وينتقل معنا رئيس الهيئة الي منظومة الكباري العملاقة ويبدؤها من المنيا التي شهدت الانتهاء من 3 كباري علوية باستثمارات 400 مليون جنيه، وهي كوبري بني مزار العلوي علي النيل الذي يتسبب في احداث وتحقيق طفرة تنموية هائلة غرب النيل الي جانب الكوبري العلوي علي خط سكة حديد، القاهرة الصعيد والذي سيؤدي الي فصل حركة عبور السيارات عن حركة القطارات وبالتالي القضاء علي الحوادث بهذه المنطقة نهائيا هذا الي جانب 6 انفاق كوبري علوي علي الطريق الصحراوي لمنع التقاطعات والدوران للخلف وبالتالي الحد من الحوادث. المشروعات التي تشمل الكباري أيضا كما يؤكد البلك كوبري الكلابية العلوي علي طريق الاقصر كوم امبو الزراعي بتكلفة 84 مليون جنيه لمنع الحوادث، فضلا على كوبري الكباش الذي ينقل حركة السيارات من طريق المطار الي داخل مدينة الاقصر لخدمة المنطقة الاثرية والحركة السياحية في هذه المنطقة وتبلغ تكلفته 30 مليون جنيه الي جانب كوبري امتداد طريق مطار الاقصر والذي يشمل ازدواج هذه المسافة لتحقيق السيولة المرورية. ومازلنا في صعيد مصر حيث تم الانتهاء من كوبري المعنا العلوي الذي يقضي علي التقاطعات بين الطريق الزراعي وإلغاء المزلقانات بهذه المنطقة للقضاء علي التكدس المروري ومنع التصادم بين السيارات والقطارات. ويعود بنا رئيس هيئة الطرق والكباري من الصعيد الي الدلتا والوجه البحري وتحديدا في الشرقية حيث كوبري أبو حماد العلوي علي طريق أبو حماد الزقازيق بتكلفة 27 مليون جنيه والذي سيساهم بصورة كبيرة في القضاء علي التكدس بهذه المنطقة الي جانب كوبري العباسية العلوي بتكلفة 30 مليون جنيه لحل مشاكل التقاطعات المرورية وتخفيف ضغط حركة السيارات بمنطقة مفارق العباسية التي كانت تمثل عنق الزجاجة للمسافرين الي الزقازيق. ومن الشرقية الي البحيرة حيث تم الانتهاء من كوبري المحمودية المتحرك الذي يقع علي ترعة المحمودية والذي يربط بين دمنهور وطريق رشيد وهو من المحاور الرئيسية لخدمة حركة السيارات في هذه المنطقة.