نشرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال نتائج بحث قامت به أخيرا عن تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على الأبناء والأهل، توصل البحث إلى وجود مميزات حقيقية لاستخدام الأبناء لمواقع مثل الفيسبوك مثل زيادة التواصل، والحصول على معلومات جديدة، وتنمية إحساسهم بذاتهم، كما أشار إلى مساوئ أخرى قد تحدث نتيجة الوجود المتواصل على هذه المواقع والتى يقبل عليها الأبناء من الأطفال والشباب.. كما توصل البحث إلى أن 22% من المراهقين يدخلون على موقعهم المفضل أكثر من عشر مرات يوميا، وأن 75% منهم يمتلكون تليفون محمولا، ويظهر البحث أن هذا المستوى من الارتباط بالانترنت يجعلهم أكثر عرضة للتهديد، والتعرض لمحتوى غير لائق، وخطرالجنس عبر الرسائل. رغداء السعيد خبيرة لغة الجسد ومدربة المهارات البشرية ترى أنه من المهم أن يكون الأهل موجودين مع أبنائهم فى هذا العالم الافتراضى المشترك مثل الفسيبوك والتويتر والانستجرام وغيرها من المواقع والتطبيقات التى تظهر كل يوم، ومواكبة هذا التقدم التكنولوجى يسمح بتقليل الفجوة بينهم وبين أولادهم.. لكن هذا العالم المشترك له قوانينه التى يجب الالتزام بها، والأمر يكون أسهل كثيرا عندما يكون الأهل أسبق فى الانضمام لهذه المواقع.. كما تؤكد ضرورة أن يتحرك كل من الأهل والأبناء لتقليل الفجوة بينهم وحتى يتقبل الابن أو البنت أن يكون الأهل منضمين لعالمهم وفى نفس الوقت يستمتع الأهل بنفس العالم أيضا ،لكن يجب أن يقدم الأهل هنا بعض التنازلات وهى التغاضى قدر الامكان عما يسمح به حتى لا يشعر الأبناء إنهم مراقبون طوال الوقت، وتوضح رغداء السعيد أن الأبناء عادة ما يخافون من الإحراج أو المضايقة بسبب تعليق أو صورة أوانتقاد أو دعابة أوما شابه يقوم به أحد الأباء أو الأجداد أوالأقارب، فقد يكتب الأبن: (أشعر بالجوع)، فنجد الأم تعلق " ما أنت لسه واكل من شوية"، وهناك تعليقات المعارف مثل "سلم على ماما" و" تسلم ايديك" وغيرها من التعليقات التى تشعرهم بالضيق.. وللتحايل على هذا قد يلجأ الأبناء إلى عمل "بلوك" أو "تعديل الخصوصية" لحسابه، بل وقد يلجأ بعضهم إلى عمل حسابين: واحد للأهل والآخر للأصدقاء، كما يخفى أيضا بعضهم أن لديه حساب على تويتر هربا من المراقبة حيث بان تويتر أكثر حرية وديمقراطية فلا يوجد عليه كثير من الأهالى مثل الفسيبوك وبالتالى يقبل عليه كثير من الشباب. وتؤكد رغداء أهمية أن يعطى الأبناء مساحة من الحرية والخصوصية لأن مواقع التواصل الاجتماعى موجودة ليعبروا عما يشعروا به وينشروا صورهم وأفكارهم وغيرها، لذلك يجب ألا يقوموا بالتعليق المحرج أو إلقاء اللوم حتى لا يهرب الأبناء من تحت أعينهم، بمعنى " يطنشوا" طالما شئ غير إباحى أو خارج عن الحدود، وإذا حدث تجاوز يكون التوجيه بشكل غير مباشر أو أساليب التعبير الحديثة مثل وجه غاضب أو غيرها من وسائل التعبير، كما أرفض أن يتم مراقبة رسائلهم الخاصة. وتؤكد فى النهاية أمرين: الأول أهمية الثقة بين الأباء وأبنائهم مادام الأساس سليما، والثانى ألا تفقد العائلة تواصلها المباشر داخل البيت وخارجه ويصبح التواصل القائم فى العالم الافتراضى من خلال تعليق أو "لايك" والذى نفتقد فيه لغة الجسد.