حولت وسائل التواصل الاجتماعى كلا من الحرية والإرهاب إلى وجهين لعملة واحدة. بعد سنوات من الانتشار، وعقب تحولها إلى وسيلة مبهرة لتداول الآراء والملفات والصور، وللتنفيس عن الأفكار والمعتقدات بحرية مطلقة بعيدا عن أعين الرقابة والسلطات، تحولت إلى شىء آخر تماما فى السنوات الأخيرة، بداية من دورها فى اندلاع ثورات ما يسمى ب"الربيع العربى"، ثم الربيع العالمى، ثم دورها فى الدعاية للأفكار والتنظيمات المتطرفة، ثم الإرهابية، وآخرها داعش. نتشرت مواقع التواصل الاجتماعى مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب، ثم الواتس آب والإنستجرام، وغيرها، وأصبحت من سمات العصرالذى نعيشه، بفضل عدة عوامل، أولا مجانيتها، وثانيا تمتعها بالحرية بدون رقابة، وثالثها تمتعها بالخصوصية التى لا تتوافر فى وسائل الإعلام التقليدية. ولا خلاف على أن الإنترنت هى بالفعل خير وسيلة لتحقيق مبدأ الحرية، ليس فقط من باب طرح المناقشات ووجهات النظر، ولكن لأن النشطاء والحقوقيين ودعاة الحرية والديمقراطية وجدوا فيها مصدرا رائعا وسهل الانتشار والاستخدام للدعوة لتنظيم المظاهرات والاحتجاجات، والترويج للمبادئ والأفكار الحرة التى يؤمنون بها، حتى ولو كانت ضد النظام أو ضد المجتمع، فالإنترنت تربة خصبة تنشأ فيها وعليها أصوات المعارضة، وتتكون عليها جبهات وائتلافات، ويحتشد فيها الملايين، وقادرة بالفعل على حشد الجماهير وصناعة أحداث ضخمة تستطيع أن تغير ملامح التاريخ. وما حدث من ثورات الربيع العربى فى 2011 فى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن بسبب استبداد الحكام ثم الإطاحة بهم، وما حدث فى أوكرانيا والبرازيل وبوركينا فاسو وإسبانيا والبرتغال واليونان وتايلاند وهونج كونج، وأيضا يحدث من مقدمات ل"ربيع أسود" فى الولاياتالمتحدة الآن بسبب عنصرية ووحشية الشرطة ضد الأقليات، كل هذه أدلة على أن الإنترنت عامة ومواقع التواصل الاجتماعى خاصة تدعم مبادئ الحرية وتروج لمن يدعو لها. لكن الواقع نفسه فرض لاحقا حقيقة أخرى مُرة، قد تبين فى الفترة التى أعقبت ثورات الربيع، وحتى عام 2014، أن منبر الحرية هو نفسه الذى أصبح معبرا لنقل التطرف والإرهاب عبر الحدود، فممارسات تنظيم داعش الإرهابى وما يشبهه من منظمات متطرفة واستخدامها وسائل التواصل الاجتماعى فى الدعاية ونشر البيانات والحرب النفسية وطرق صنع القنابل والمتفجرات، فضلا عن تجنيد الإرهابيين، كلها جعلت ملايين المنبهرين بالإنترنت فى العالم يعيدون النظر فى هذه الوسيلة المبتكرة لتناقل المعلومات. ولكن كيف كان أداء مواقع التواصل الاجتماعى إيجابيا، ثم تحول إلى أداء سلبى، ونكبة على الإنسانية جمعاء؟ الإنترنت أداة الحرية كانت مواقع التواصل الاجتماعى وعلى رأسها تويتر وفيسبوك ويوتيوب، فى اعتقاد كثيرين، مجرد مواقع لتكوين صداقات والتواصل بين الأصدقاء، وشكل من أشكال الرفاهية الاجتماعية، لكن أثبت الواقع أن مواقع التواصل الاجتماعى ليست للرفاهية، فقد تحولت إلى آلية ضخمة لتخرج الثورات العربية من رحم هذه المواقع الإلكترونية، وذلك بعد استخدامها النشطاء العرب من تونس مرورا بمصر وليبيا وصولا إلى سوريا واليمن من أجل التواصل والتفاعل مع واقعهم، والتعبير عن غضبهم من الأوضاع فى بلادهم. لم يكن أكثر خبراء التكنولوجيا العالميين وأساتذة الإعلام فى العالم يتوقعون أن يكون كل زائر للإنترنت يمكن أن يكون محررا إخباريا يغطى الأحداث من موقع وقوعها على مدار الساعة ومن أى مكان. لكن بعد انطلاق ثورات الربيع العربى فى 2011 تسببت هذه الوسائل الإعلامية الاجتماعية الجديدة فى أحداث كبيرة ضربت أنظمة ديكتاتورية، وحفزت الشعوب على الثورة ضد الطغاة، لكن أهم ما قامت به أيضا هو ما يطلق عليه اسم "التشبيك الاجتماعى" التى أصبحت جزءا لا يتجزأ من المشهد العام فى العالم، ليس فقط العالم العربى بل العالم كله، فمظاهرات "الربيع الأسود" التى تجتاح الولاياتالأمريكية حاليا، والتى تؤجج المشاعر ضد قتل طفل يبلغ 12 عاما لحمله مسدس لعبة فى أحد المتنزهات، ومن قبله مقتل المراهق الأسود على يد شرطى أبيض ثم تبرئته، خير دليل على ذلك، فقد انطلقت فى ولايات أمريكية مختلفة سلسلة احتجاجات بشعار "لا أستطيع أن أتنفس"، فى وقت سريع للغاية بفضل مواقع التواصل، وخرجت الاحتجاجات من القارة الأمريكية ووصلت لعدة دول أوروبية أخرى لتندد بما حدث من انتهاكات لحقوق الإنسان. وبين عشية وضحاها، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى المحرك الرئيسى للثورات فى كل دول العالم ، بل إنها أصبحت بمثابة الزعيم أو القائد لها، ووصل الأمر إلى أن ظهرت فى قواميسنا مصطلحات مثل "ناشط إلكترونى" فى تعبير عن المعارضين لأداء الدول والحكومات، حتى إن البعض يحلو له إطلاق لقب "ثورة الفيسبوك" على الثورة المصرية، بعد أن أصبح شباب الفيسبوك هم وقود تلك الثورات ، خاصة عقب تشكل ثقافة "فيسبوكية" من خلال شبكة الإنترنت والتواصل عبر المواقع الاجتماعية مع العالم الخارجى. فقد وفر ظهور شبكات التواصل الاجتماعى فتحا ثوريا ، نقل الإعلام إلى آفاق غير مسبوقة، وأعطى مستخدميه فرصا كبرى للتأثير والانتقال عبر الحدود بلا قيود ولا رقابة. كما أن الخبرة والتسهيلات الجديدة التى وفرتها الإنترنت فى مجال التنظيم والاتصال والإعلام غيرت المعادلة القديمة التى كانت تضطر قوى التغيير إلى الاعتماد على دعم دول أخرى فى نضالها السياسى، كما كان الحال فى الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين. لذلك فإن وسائل التواصل الاجتماعى تلعب دورا داعما فى التغيير الاجتماعى، وتعد وسيلة ناجحة جدا للتواصل بين الحكام وصناع القرار والجمهور، إذ يؤدى غياب الحوار، إلى اختلال العلاقة بينهما وهذا هو الجانب الإيجابى للإنترنت. الإنترنت وسيلة لتصدير الإرهاب شهد عام 2014 ميلاد التنظيم الإرهابى «داعش» الذى استخدم الإنترنت كمسرح رئيسى، تتم فيه عمليات جذب المتحمسين إلى العنف والتطرف من كل بقاع العالم، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعى ومنتديات الدردشة، خاصة أن ذلك يجنب المتطرفين الحاجة إلى لقاء المتطوعين الجدد وجها لوجه، كما كان يحدث فى أفغانستان، وبالتالى التعرض لمخاطر الاعتقال، كما أن الإنترنت هى النافذة الإعلامية الأمثل لعرض فيديوهات قطع الرؤوس وبيانات الجماعات الإرهابية التى تشكل جزءا رئيسيا فى الحرب النفسية الإعلامية ضد الآخر. وقديما كان دعاة الفكر الإرهابى يلجأون إلى استخدام التسجيلات الصوتية لنشر أيديولوجياتهم، لكن الآن أصبحت ظاهرة التكفيريين ونشر الفكر المتطرف مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعى. فتحولت الإنترنت بدلا من أداة تعتبر منبرا للحرية، أصبح وسيلة ومعبرا لتصدير الإرهاب والأفكار المتطرفة. ومن الواضح أن تصدير الإرهاب عبر الإنترنت سيتوسع أكثر فى 2015 مع رغبة الدول الغربية فى شن حرب على الإرهاب، وتكوين تحالف دولى تتزعمه أمريكا للقضاء على الإرهاب، وذلك لأن بيئة الإنترنت تعتبر استثمارية جدا لمثل هذه التنظيمات الإرهابية، فنحن أمام مجتمع افتراضى تحكمه ديمقراطية بلا حدود ودون قيود، فلا توجد مساءلة أمام تقديم محتويات غير قانونية عبر الإنترنت، فضلا عن إمكانيات هائلة فى التراسل الصوتى والمكتوب ذى الطبيعة السرية والفورية قليلة التكلفة، وهى كلها أمور تساعد أى تنظيم على بناء علاقات أعضائه فى الفضاء الإلكترونى بعيدا عن المراقبات الأمنية، يضاف إلى ذلك وجود أعداد هائلة من الزوار من مختلف الجنسيات، يمكن للتنظيم أن يجند بعضهم، أو يجذب تعاطف البعض الآخر. الإرهاب الإلكترونى شبح 2015 القادم كان نوعا من الخيال أن تتحول شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى إلى أهم منابر الإرهاب فى العالم ، وذلك بعد انتشارها الواسع بين الشباب بسرعة هائلة كالوباء لسهولة استخدامها، حيث لجأ إليها الإرهابيون والمتطرفون، لبث سمومهم ونشر الفكر المتطرف فى نفوس الشباب المغرر بهم. وترتب على ذلك بروز مصطلح "الإرهاب الإلكترونى" الذى يشكل جريمة ضد الإنسانية تجاوز مداها الحدود الضيقة للبلدان لتأخذ صفة العالمية، وأصبحت خطرا يهدد و يخيم على العالم بأسره، فالتنظيمات المتطرفة تجد فى شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى مساحة للوجود والحراك متخفية بها عن عيون الحكومات،الأمر الذى دعا ثلاثين دولة إلى التوقيع على أول اتفاقية دولية لمكافحة الإجرام المعلوماتى فى العاصمة المجرية بودابست عام 2001، عقب الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها الولاياتالمتحدة فى الحادى عشر من سبتمبر من العام نفسه. وتبلور "الإرهاب الإلكترونى" فى شكله الحالى عن طريق ثلاث مراحل هى، الأولى : مرحلة "الجماعات الإرهابية فى أفغانستان"، حيث كانت تتميز بالمحدودية والمباشرة فى تواصل التنظيمات الجهادية مع مناصريها والناس عبر الوسائل التقليدية، مثل منابر المساجد والخطب والمنشورات والمجلات الورقية والأنشطة الاجتماعية مع المجتمعات المحلية. ثم جاءت بعدها مرحلة "أحداث 11 سبتمبر" والتى تزامنت مع بدء انتشار الإنترنت حول العالم، حيث بدأت هذه الجماعات بإنشاء آلاف المواقع الإلكترونية العادية للتخاطب مع الناس، والتواصل عبر المنتديات الإلكترونية المغلقة. لتأتى بعدها المرحلة الأكثر نشاطا وحرية فى التحرك لهذه الجماعات على شبكة الإنترنت، وهى مرحلة "ما بعد ثورات الربيع العربى" والتى أفرزت ظهور تنظيم «داعش»، حيث تتميز هذه المرحلة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعى بكل أنواعها بما تتسم به من انفتاح وانتشار. وإذا دخلنا فى أعماق تلك الجماعات الإرهابية نجد أن قياداتها دائما ما يسعون إلى ممارسة تأثير أيديولوجى، للتواصل مع القاعدة الجماهيرية من خلال الحضور المرئى أو الصوتى الذى ينشر على الإنترنت، ثم يأتى دور"الشيوخ التكفيريين" الذين يبررون شرعيتهم من خلال إصدار فتاوى ونشر مواد دينية على الإنترنت، أما التنظيمات المسلحة فهى تعمل على نشر رسائلها ومعلومات وصور متعلقة بالجماعة وطرق تدريبها وتسليحها وخطفها للرهائن إلى العالم من خلال الإنترنت، أما المرأة فنجد أن عالم الإنترنت الافتراضى يعطيها فرصة جيدة للمشاركة الفعالة. وتأتى فى النهاية القاعدة الجماهيرية والتى تعد الأكبر عددا، وتتكون من مؤيدى "الجهاد" الناشطين وغير الناشطين، الذين يتصفحون العديد من المواقع والمنتديات لتحديث معلوماتهم عن الجماعات التكفيرية. وبذلك نجد أن شبكة الإنترنت أصبحت عبارة عن مكتبة افتراضية للمواد المتطرفة، توفر لأى شخص فرصة الحصول على مواد سياسية وفكرية وفتاوى تكفيرية. ويعتبر تنظيم «داعش» الذى ظهر فى 2013 من أكثر الجماعات التكفيرية استخداما لشبكات التواصل الاجتماعى، حيث لجأ إليها وتفنن فى التعامل معها كمنصات للدعاية والإعلام وبث أفكاره وحشد المناصرين ولتجنيد الشباب من دول مختلفة، وذلك مع افتقار مثل هذه الجماعة إلى منصات إعلام تقليدية يمكن أن تصل بها إلى الناس. ويعتبر موقع "تويتر" من أبرز شبكات التواصل الاجتماعى التى اعتمدها تنظيم «داعش» لبث أفكاره وأخباره وفيديوهاته، ويقدر عدد أعضائه الآن بنحو 40 ألف مقاتل، حيث استطاع خلال الفترة الماضية عن طريق شبكة الإنترنت استقطاب نحو ألفى تكفيرى من أوروبا وحدها، أكثر من 80٪ منهم استطاع تجنيدهم عبر شبكات التواصل الاجتماعى. ويشار هنا إلى أن "فيسبوك" أعلن العام الماضى عن وجود نحو 83 مليون حساب مزيف ضمن قاعدة حساباته، فيما أعلن "تويتر" عن وجود 200 مليون حساب مزيف. أداة فعالة للإرهاب ومن أخطر استخدامات الإنترنت التى يستغلها الإرهابيون هى المعلومات المتاحة على الشبكة، مثل الخرائط وجداول مواعيد الهبوط وإقلاع الطائرات، وخرائط محطات مترو الأنفاق، فضلا عن أنهم يرفعون على الإنترنت معلومات مهمة وحساسة، مثل الأهداف الإستراتيجية التى تستغل فى أغراض تكفيرية. كما تستخدم الجماعات الإرهابية الإنترنت فى حصول على دعم مادى من خلال الدعاية لعملياتهم، الأمر الذى يجعل مؤيدى المنظمات التكفيرية الذين لا يشاركون فى عمليات بشكل مباشر، يرسلون الأموال كنوع من الدعم والجهاد غير المباشر. قيود على الإنترنت لكن المشكلة الأكبر التى تواجه الجهات الأمنية للدول التى تحاول الحد منها هى أنه بعد غلق تلك المواقع و المدونات - فضلا عن صعوبة إغلاق جميع المواقع التكفيرية تقنيًا - كثيرا ما يلجأ القائمون على تلك المواقع الإرهابية إلى نقل جميع المشاركين فيه ومعلوماته ومواده إلى موقع آخر جديد يظهر على الإنترنت. فى الوقت نفسه نجد أن تلك المواقع توفر معلومات كثيرة عن التنظيمات وأفكارها ومستوياتها الهيكلية، وبالتالى تعتبر هذه المواقع نفسها، مصدرًا مهمًا لأجهزة مخابرات الدول. ومن جانبها تقوم مواقع التواصل الاجتماعى العالمية بعمل فلترة شبه يومية للمحتوى الإلكترونى، بحيث تزيل أى محتوى مخالف يحوى عمليات إعدام أو تحريض أو تعليم صنع الأسلحة، كذلك فإن مطورى تكنولوجيا المعلومات وخبراء الإنترنت طالبوا بملاحقة أنشطتهم التوسعية بأنشطة حماية وسد ثغرات لحماية هذا الفضاء الحيوى من أن يصبح ساحة إرهاب دامية. فيبدو أن الدول التى وضعت قيودا على حرية شبكة "الإنترنت" من قبل كان لها بعد نظر، و قد أدرجت منظمة "مراسلون بلا حدود" فى تقريرها لعام 2014 إيران، و الصينوسوريا وكوريا الشمالية وكوبا، ضمن الدول "أعداء الإنترنت" لفرضها رقابة واسعة النطاق على الإنترنت. وتحاول بعض الدول الآن مثل بريطانيا و باريس و الولاياتالمتحدة دراسة بعض القوانين الجديدة لمكافحة الإرهاب، تمنع المواطنين الذين يصبحون مقاتلين أجانب فى الخارج من العودة إلى بلادها. ولكن موقف القانون الدولى من استخدام الإرهاب الإلكترونى، يثير الكثير من التساؤلات تتعلق بمدى اعتبار العدوان والهجمات الإلكترونية استخداما للقوة بالمعنى الذى ورد فى المبادئ العامة التى أقرها القانون الدولى. حيث تعد قضية محاربة "الإرهاب الإلكترونى" لا تقل أهمية عن محاربته على أرض الواقع . فغياب اتفاقية واضحة على المستوى الدولى للتعامل مع ظاهرة الفضاء الإلكترونى وتنظيم استخدامه، وتوضيح الحقوق والواجبات قد يجعل الدول لا تشعر بأى إلزام للتعاون مع غيرها، ومن ثم فإن عدم التعاون يشكل جزءا مهما من تعقيد المشكلة. كذلك يجب حث ودعم جهود جميع الفاعلين فى مجتمع المعلومات العالمى من أجل الحفاظ على الطابع السلمى للفضاء الإلكترونى، وهو ما يستلزم تعاون الدول والقطاع الخاص والمجتمع المدنى والأفراد من أجل بيئة آمنة وموثقة فى الفضاء الإلكترونى.