طالبت ميرفت تلاوي، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية، الإعلام بمواجهة وبقوة الأفلام الإباحية والجنسية المنتشرة هذه الأيام، مؤكدة أنها تهدد الأمن القومى للمرأة والمجتمع.. وقالت إن هذه النوعية من الأفلام قائمة على التجارة بالدرجة الأولى وتفسد وتخرب المجتمع، وتضر بأمن المرأة العربية. جاء ذلك فى مداخلة للسفيرة ميرفت تلاوي، فى ملتقى "الإعلام وتعزيز دور المرأة فى حماية الأمن القومى العربي"، الذى نظمته منظمة المرأة العربية بالتعاون مع قطاع الاتصال والإعلام بجامعة الدول العربية، برئاسة السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، والذى عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية الإثنين الماضي. واللقاء شارك فيه خبراء فى الأمن القومى وإعلاميون وشخصيات عامة وعدد من الملحقين العسكريين بسفارات الدول العربية. اللقاء استهدف لفت نظر الدولة والمجتمع لأهمية التفكير فى قضايا المرأة بصفتها جزءا من قضايا الأمن القومى للبلاد ككل، وليس بصفتها مجرد قضية فئوية منعزلة تناقش فى أطر ضيقة وعلى مستويات محدودة. واستهدف اللقاء أيضا تعزيز دور المرأة كمواطن يتحمل مسئولية الدفاع عن الأمن القومى بجميع صوره، وباعتبار المرأة جزءا فاعلا من دائرة اتخاذ القرارات المجتمعية المهمة سواء خلال السلم أو النزاعات المسلحة ومباحثات السلام. وفى مداخلة د. كمال الهلباوي، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين أكد أنه كما علينا مواجهة الفكر الدينى المتشدد فى المجتمع، علينا أيضا مواجهة هذا السيل من الأفلام المنحرفة التى تقود المجتمع للهلاك وتؤدى إلى انحرافه، كما ينبغى التصدى للتشدد فى الفكر الديني، والتصدى للتشدد الليبرالي، الذى لايقدم فكرا يخدم المجتمع.. وهاجم الهلباوى هذه الأفلام والقنوات الإباحية التى تفسد عقول المجتمع. المرأة والأمن القومى وناقش الملتقى قضية العلاقة بين المرأة والأمن القومى العربى والتى دعت فيها السفيرة مرفت تلاوي، لتبنى طريقة جديدة للنظر والتعامل مع قضايا المرأة على اعتبارها قضايا فى صلب الأمن القومى للمجتمعات العربية، والكف عن اعتبارها قضايا خاصة ومنعزلة عن التيار المجتمعى العام وعدم التقليل من شأن تأثيرها فى حسم وضع المجتمع ومدى قوته وتقدمه. وأشارت تلاوي، إلى الموروثات والعادات والتقاليد، باعتبارها العقبة الرئيسية فى حياة المرأة، ومن ثم طالبت الإعلام بلعب دور رئيسى فى التوعية بأهمية قضايا المرأة فى محاولة للتصدى لمسألة الموروث الثقافي. ومن جانبه طالب الداعية سعد الدين الهلالي: بضرورة تصحيح المفاهيم التى تسيء للمرأة وتقلل من قيمتها، من خلال خطاب دينى مستنير، بدلا من اختزال الدين فى المناسك والعبادات.. وطالب بضرورة تصحيح وضع المرأة فى الخطاب الديني، وقال: إن مسألة تمكين المرأة ماليا وعلميا ترتقى بالمرأة فى مجتمعها.. وقال: «ان الله عز وجل استوصى بالنساء خيرا". وفى مداخلة للتلاوىأوضحت أن المرأة بصفتها نصف الثروة البشرية فى المجتمع، فضلا عن كونها المسئولة عن تنشئة النصف الثانى من هذه الثروة، و لها دور أساسى فى تعزيز وحماية أمن المجتمع ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وبيئيا، فحرمان المرأة من التمكين وافتقارها للمؤهلات وللتقدير الاجتماعى يضعف دورها فى الدفاع عن الأمن القومى كما يسبب خسائر كبيرة للمجتمع. وأكدت أن منظمة المرأة العربية، تعتبر الإعلام العربى شريكا أساسيا فى تمكين المرأة العربية ورفع التمييز ضدها، ويلعب دورا أساسيا فى إيجاد رأى عام عربى مؤيد للمرأة وقضاياها، داعية الإعلام العربى لأن يتبنى أدوات جديدة لتغيير الثقافة المجتمعية التى تناهض المرأة. وأشارت ، إلى أن دراسات قد أجريت فى أكثر من دولة عربية وكشفت أن مسائل مثل تسرب الفتيات من التعليم أو الزواج المبكر أو العنف ضد المرأة أو ضعف المشاركة الاقتصادية للمرأة، لها آثار سلبية كبيرة لا تقتصر على إضعاف البنية الثقافية والإنسانية للدولة فحسب، وإنما تمتد إلى إحداث خسائر اقتصادية ضخمة تتحملها الدولة ويمكن رصدها بالأرقام. تزداد فى الوقت الحالى أهمية مناقشة قضايا الأمن القومى فى السياقات العربية الراهنة التى تشهد واقعا مريرا من عدم الاستقرار والنزاعات المسلحة والارهاب، ينتج عنها تهديدات ضخمة للمجتمعات ككل وللمرأة بوجه خاص، ورغم الواقع المؤلم الذى تعيشه النازحات واللاجئات العربيات اللائى يفتقرن إلى الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية، فإننا لا نسمع عن هؤلاء.. وبدلا من أن يكن شركاء فى الحفاظ على الأمن القومي، ربما يصبحن ضحية ضعف هذا الأمن القومي. وراء كل جيش عظيم..! ومن ناحيته، أشار اللواء الحقوقى العراقي، أحمد خنجر، إلى مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة، قال إن لدينا فى العراق مقولة (وراء كل جيش عظيم.. جيش من النساء العظيمات)... وأشار إلى أن المرأة فى العراق تقف إلى جانب الرجل فى القتال فى الجيش، ضاربا المثل بامرأة تدعى "أميمة جبارة" (نائب فى البرلمان العراقي).. وقال إنها فضلت أن تقاتل مع الجيش العراقي، تاركة البرلمان، لتكون فى صفوف الجيش وتحارب الدواعش.. وفى مداخلة للدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام سابقا، تحدثت عن دور الإعلام فى الوطن العربي، ووصفته بالصعب.. وقالت إن الإعلام فى الدول العربية على المستوى الثقافى متراجع، وأشارت إلى أن الإعلام من الممكن أن يكون رأيا عاما فى المجتمع . ويعد هذا الملتقى الثانى فى سلسلة الملتقيات التى تعقدها منظمة المرأة العربية فى إطار برنامجها الخاص بتعزيز دور قطاع الإعلام فى تغيير ثقافة التمييز ضد المرأة..