أغلب الناس لا ينتبهون مبكرا إلى أنهم وقعوا فى مصيدة الضغط العصبى إلا عندما يستفحل الداء ويصبح العلاج صعبا... وربما مستحيلا فى بعض الأحيان والسبب فى ذلك أن دوامة الحياة تلهينا جميعا عن الالتفات إلى بعض الأعراض والشواهد التى نحسها بين الحين والحين، ومع ذلك نتجاهلها ولا نرى فيها سوى أنها نوبة صداع طارئة أو تلبك فى المعدة يمكن أن يزول أو شد عضلى نتيجة حركة مفاجئة.. مع أن المسألة غالبا ما تكون أعمق من ذلك وأخطر! وقد لفت نظرى من خلال متابعة كبريات الصحف العالمية وأهم القنوات التليفزيونية فى الفضاء الخارجى أن هناك تزايدا ملحوظا فى عدد الصفحات التى تخصصها المجلات الأسبوعية والبرامج التليفزيونية للشئون العلاجية والطبية للإنسان وأنه لا يخلو إرسال تليفزيونى فى معظم القنوات من عدة ساعات كل يوم لتبصير الناس وتحذيرهم من مخاطر عدم الاهتمام بالمؤشرات التى تصاحب أية أعراض بدنية أو نفسية، وأنه ينبغى سرعة التوجه إلى أقرب طبيب متخصص بدلا من مواصلة الاعتماد على روشتات الأصدقاء وتفسيراتهم العشوائية فى عصر يتعاظم فيه الاهتمام بالصحة النفسية للإنسان، وفى ظل تأكيدات بحثية تشير إلى أن غالبية الأمراض العضوية بما فيها نسبة كبيرة من الأمراض المستعصية تنتج عن تراكم الاختلال النفسى والعصبى للإنسان، خصوصا فى المجتمعات التى تعانى من اضطرابات سياسية وأزمات اقتصادية واجتماعية حادة من نوع ما دهم مصر فى السنوات الأخيرة! وتبقى الإشارة واجبة وضرورية إلى حقيقة لم تعد محل خلاف وتؤكد صحة المثل الشعبى الشائع عندنا القائل بأن «الإنسان طبيب نفسه»... فكلما توافرت للإنسان القدرة على مصارحة نفسه وحمايتها من عوامل التوتر والقلق والانقباض والاكتئاب يضمن المرء صحة نفسية جيدة وتفادى إلى حد كبير مخاطر الإصابة بغالبية الأمراض العضوية! ولكن كيف يصبح الإنسان بالفعل «طبيب نفسه»... وكيف نتيقن من أن العلاج الحقيقى فى أيدينا قبل أن نضطر للذهاب إلى عيادات الأطباء، وإجراء التحاليل والمكوث لأيام، وربما أسابيع فوق أسرة المستشفيات؟ سؤال نحاول الإجابة عليه فى حديث الغد. خير الكلام : القلق لن يمنع مشاكل الغد ولكنه سوف يأخذ سلام وراحة اليوم ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله