تمهيدا للقمة المصرية الألمانية المهمة التى تستضيفها العاصمة الألمانية برلين بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والمستشارة أنجيلا ميركل فى الثالث من يونيو المقبل جاءت لقاءات وزير الخارجية الألمانى فرانك والتر شتانماير بالقاهرة أمس مع الرئيس السيسى ووزير الخارجية سامح شكري..حيث تركزت المباحثات على مناقشة الأوضاع السياسية فى مصر والتطورات التى شهدتها البلاد على مدى الفترة الماضية، بالإضافة الى الأوضاع فى الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بظاهرة الإرهاب والأزمات فى ليبيا وسوريا واليمن ، وضرورة مكافحة عصابات تهريب اللاجئين غير الشرعيين لأوروبا، أهمية زيارة السيسى لبرلين، تنبع كونها تسبق انعقاد قمة الدول الصناعية السبع فى إيلماو بجنوب ألمانيا، وهى القمة التى ستناقش كيفية إعادة الاستقرار إلى ليبيا وتكثيف التعاون مع دول الجوار وفى مقدمتها مصر، لمكافحة تمدد إرهاب داعش فى شمال إفريقيا..وطبيعى أن ما ستطرحه مصر خلال قمة برلين سيكون محل نقاش وبحث معمق فى قمة الدول الصناعية. فمصر تتمتع بأهمية مركزية فى تحقيق الاستقرار فى الشرقين الأوسط والأدنى باعتبارها أكبر دولة فى العالم العربي، ولا غنى عن التشاور والتبادل الوثيق معها من أجل التوصل لحلول للصراعات الكبرى فى هذه المنطقة، ابتداء من ليبيا مرورا بسوريا وصولا لليمن. فسابق خبرة العالم مع كيفية إدارة مصر للملفات الإقليمية والدولية كفيل باستشارتها فيما تمر به منطقة الشرق الأوسط،. ويأتى ملف الإرهاب على رأس الموضوعات المدرجة على جدول أعمال قمة برلين ، فمصر تتعامل مع تحديات إرهابية حقيقية لا حصر لها، فما نواجهه فى الداخل وعلى الحدود يتطلب ضرورة سرعة مشاركة المجتمع الدولى فى الاستجابة لمطلب مصر بتوفير حلول عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة العابرة للقارات. وهو ما تم طرحه بشفافية تامة خلال لقاءات شتانماير أمس ، فالوضع فى منطقة الشرق الأوسط فى ظل التطورات الراهنة وبصفة خاصة استشراء التنظيمات الإرهابية فى المنطقة يمثل تهديدا للعالم بأسره وليس لدول الشرق الأوسط فقط، مع مطالبة مصر بضرورة تكثيف التحرك الثنائى والإقليمى والدولى للقضاء على هذا الإرهاب الذى لا يستثنى أحدا. وقد أكد سامح شكرى هنا الترابط القائم بين التنظيمات الإرهابية سواء على المستوى الفكرى أو الأيديولوجى أو العملياتى مما يتطلب التعامل معها دون استثناء ووفق منهج يتسم بالشمولية. أهمية زيارة شتانماير للقاهرة أمس تأتى فى المقام الأول للتعرف على أفكار القيادة السياسية والحكومة المصرية وتصورها لكيفية تحقيق المصالحة والاستقرار بعد سنوات من الخلافات السياسية الحادة، للإسراع بتنفيذ خطة النهوض بمصر وتجاوز أخطاء المرحلة السابقة التى سبقت تدشين خريطة الطريق . لمزيد من مقالات رأى الاهرام