بمجرد أن اهدر حسام غالى ركلة الجزاء الخامسة والاخيرة للاهلى معلنا خروجه من دورى ابطال افريقيا لكرة القدم وصعود المغرب التطوانى, عاد شريط الذكريات الى الوراء 23 سنة.. وبالتحديد عام 1992 عندما كان يتولى تدريب الفريق الانجليزى مايكل ايفرت , فالسيناريو واحد .. والنهاية متشابهة .. ولكن الوجوه تغيرت فقط .. فالاسد الاحمر تحت قيادة مديره الفنى الاسبانى تحول الى قط وديع هادئ لا يملك من حطام القوة سوى الاسم فقط. وتبدو المقارنة بين ايفرت وجاريدو منطقية فى العديد من الجوانب , فكل منهما قاد الاهلى الى اسوأ فتراته التاريخية , الاول كاد يهبط به الى الدرجة الثانية بعد ان وصل به الى المركز التاسع فى الترتيب العام للمسابقة .. والثانى كلف النادى غاليا على صعيد البطولات القارية والمحلية ودفع به الى اتون الخلافات والمشاكل بتصريحاته المستفزة التى هاجم فيها الجميع وبرأ نفسه من انهيا القلعة الحمراء. كما ان كلا منهما تشابها فى مسألة التفاؤل والتشاؤم فى ارتداء لون معين فى المباريات , فايفرت تمسك بارتداء قميص معين لم يغيره سوى فى التدريبات , لدرجة ان البعض يتذكر ان مصطفى عبده لاعب الأهلى فى هذا التوقيت قرر قطع الشك باليقين، فاستغل احدى المباريات، وقام بوضع بعض نقاط مادة «ميكر كروم» هذه المادة الطبية الحمراء، على قميص المدرب الانجليزى ولكنه رغم ذلك لم يغيره.. ونفس الشيء فعله جاريدو الذى تمسك بنفس «جاكيت» البدلة وكأنه فال حسن له ولكن لم تكن هناك من فائدة على الاطلاق. ومن مفارقات القدر ايضا فى موقف كلا المدربين ان كلا منهما حضر فى وجود مجلس ادارة انتقالى او بمعنى أخر , فالمدرب الانجليزى تولى المسئولية فى اثناء فترة مجلس الراحل عبده صالح الوحش, وكان من اسباب سحب الثقة منه ورحيله, بينما نظيره الاسبانى حل على القلعة الحمراء بعد وصلة مدح من رئيسه محمود طاهر على الرغم من انه لم يكن يمتلك سيرة ذاتية تنبئ بالخير او الثقة, على عكس ايفرت الذى استعان به الاهلى بعد نجاحه السابق مع المقاولون العرب والزمالك , بل انه كان اول مدرب اجنبى يفوز ببطولة افريقية للاندية المصرية بعد ان قاد ذئاب الجبل الى منصة التتويج فى مسابقة ابطال الكئوس الافريقية قبل الغائها ودمجها مع الاتحاد الافريقى تحت اسم الكونفيدرالية حاليا. وفى كل مرة يضحى الاهلى بالمدرب الاجنبى بعد خراب مالطة .. يكون المدرب الوطنى حاضرا , فعندما جرى الاستغناء عن ايفرت, جرى تعيين أنور سلامة مديرا فنيا, ليحقق مع الفريق بطولة كأس مصر آنذاك. وتكرر نفس المشهد مع المدير الفنى الهولندى جو بونفرير الذى تولى المسئولية 2002-2003 وقدم مستوى ضعيفاً مع الفريق , مما أجبر الادارة على إقالته بعد خسارة بطولة الدورى العام وإسناد المهمة لفتحى مبروك الذى استطاع أن يحصل على لقب الكأس مصر , ويبدو ان مبروك بات علاجا موصوفا للاسد الاحمر فى ازماته , حيث انه فى طريقه لادارة الامور مرة اخرى بعد رحيل جاريدو.