وارى التراب في الأيام الماضية جثمانين العديد من مشاهير الأدب والفن والرياضة والصحافة بعد رحلة حياة حافلة بالشهرة والصيت وقبلهم كان غيرهم الذين انتهت رحلتهم في الحياة الدنيا وصولا إلى مرحلة اليقين والموت وهو الحقيقة الوحيدة التي نراها ونعترف بها جميعا لكن نتركها وراء ظهورنا حتى نفاجأ بها، وصدق المولى عز وجل حين قال "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا"والآية واضحة وتجلت فيها حكمة العلى القدير الذى بدأ خلق الموت قبل ان يخلق الحياة بمن فيها من انس وجن وملائكة وغيرهم من الطيور والحيوانات والجمادات وهذا له دلالة وهو أن أول شئ بدأ به المولى قصة الخلق قبل الكون كان الموت فهل نحن جاهزون له؟ هل نحن مستعدون لرحلة اليقين أم سنظل نلهث لهاث السابقين في دنيا وصفها الله عز وجل بأنها متاع الغرور.."وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"..وفي موضع اخر وصفها باللهو واللعب في قوله تعالى "إنما الحياة الدنيا لهو ولعب" ..والآيات التي جاء فيها ذكرالموت والحياة في الذكر الحكيم كثيرة، ولها دلالتها لمن يريد ان يعرف حقيقة الخلق التي قال عنها المولى عز وجل "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين " "وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون" لكن الإنسان الجهول ترك أمر اليقين والعبادة وفضل الجرى خلف ملذات وشهوات النفس البشرية سعيا وراء دنيا فانية، وترك أمر الحياة الأبدية الخالدة لنفسه والشيطان"وان الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون" "وكل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون "وفضل الإنسان بجهله حب الدنيا على الآخرة "الذين يستحبون الحياة الدنيا على الاخرة" الموت قادم فهل نحن جاهزون؟ أعلموا أيها السادة "إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة واعلموا ان كل أموالكم وشهرتكم ومناصبكم ما هى إلا متاع "فما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا" "ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وان الآخرة لهى دار القرار" "ياأيها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا" " فأما من طغي واثر الحياة الدنيا فان الجحيم هى المأوى" فابعد أيها الإنسان عن هذا المصير وأدرك ببصرك وبصيرتك ما ذكره المولى من أمر الحياة الدنيا وأنها زينة ولهو متاع زائل. واعرف ان نهايتها ستكون الجحيم المستعر والوقت مازال أمامنا جميعا لننجو ونستعد للزائر الذي يأتى فجأة دون إستئذان وهو الموت فهلا نستعد لهذا الزائر وهل نحن جاهزون؟! الموت والرحيل قادم قادم لا محالة "قل ان الموت الذى تفرون منه فانه ملاقيكم" "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد" "الله يتوفى الأنفس حين موتها" "وما تدرى نفس بأى ارض تموت" فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون" فهل سنفيق من غفلتنا ونستعد للقاء الله عز وجل ليحاسبنا على ما قدمنا فى حياتنا الدنيا لنحصد هناء ورغد المعيشة في الجنة خلود بلا موت فى الفردوس الأعلى، أم نحصد المعيشة فى الجحيم الابدى والنار المستعرة شرابها من حميم وطعامها من زقوم . وكيف نستعد لهذه الحياة الأبدية والعيش بجوار المصطفى والنبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا، وهناك من يدعو للسفور وعرى المرأة وخلع الحجاب ألا يكفيه كم العرى فى الفضائيات والانترنت ومواقع التواصل الانحرافى... وأنى لنا الاستعداد وهناك من يدعو لتقنين المخدرات والحشيش ليتصالح المجتمع مع حكومته ويصبح الشعب والحكومة فى برشامة واحدة، هذا مع فساد الذمم وخراب الضمير والسلوكيات الشاذة والغريبة عن الدين، فضلا عن أزمة المدارس والمدرس المنحرف الذي يعمل على نشر الرذيلة متناسيا الفضيلة والأخر الذى يعري تلاميذه وتلميذاته بل وفي بعض الأحيان يصل الأمر لحد اغتصابهم.