فرق كبير بين الدنيا والآخرة،فالحياة الدنيا ذات عمر قصير ومتاع قليل أيعقل أن تضحى بالأبد من أجل عمر قصير مفعم بالمتاعب، وهى دار لهو ولعب وزينة وتفاخر ودار غرور، ودار ترف واستمتاع، يؤتيها الله عز وجل لمن يحب ولمن لا يحب، الدنيا عرض حاضر، يأكل منه البر والفاجر، والآخرة وعد صادق، يحكم فيه ملك عادل، الدنيا دار إغواء ودار ضلال وطغيان لمن يفتن بها، {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } (سورة الإسراء: 62-64)، والدنيا دار عمل وابتلاء والآخرة دار حساب وجزاء" "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" والآخرة هى الحياة الحقيقية التى تليق بنا، الحياة التى تليق بالإنسان المخلوق الأول، الحياة التى أرادها الله لنا، الحياة التى خلقنا الله من أجلها، الحياة الأبدية، الحياة التى يسعد فيها الإنسان بقرب الواحد الديان، "وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" وكل قطرة دم تراق على سطح الأرض من آدم إلى يوم القيامة إلا وسيحاسب عنها الإنسان أشد الحساب، إلا دم المقتول بحدٍّ فالنجاح والفلاح أن تضحك آخراً لا أن تضحك أولًا. اللهم أضحكنا وأفرحنا فى الدنيا والآخرة.