مع احتفالات عيد العمال وبدلا من أن يهنئ العمال أنفسهم بإنتاج وفير وجيد المواصفات، راح 24 ألف عامل بمصانع إنتاج خيوط الغزل بالغربية، التابعة لشركة مصر للغزل والنسيج يستغيثون بالدولة، علها تجد ماتقدمه إليهم قبل أن تنقرض صناعة النسيج وتتمزق أوصالها. وذلك بعد أن توقف 80 % من هذه المصانع، حيث بات مستقبل ومصير الشركة مهددا نتيجة نقص الأقطان المستوردة والمخصصة للإنتاج المحلى، وانخفاض نسبة التعاقدات والطلبيات الخارجية اللازمة لتشغيل المصانع. وأكدت مصادر داخل الشركة أن الأزمة بدأت منذ 15 يوما، ثم تفاقمت تداعياتها حتى جعلت معظم مصانع إنتاج الغزل بالشركة تعمل بنسبة 20 % من قوتها الأساسية. وكشفت تقارير مديرى مصانع الغزل التى يتم تقديمها للمفوض العام عن سوء الموقف والأوضاع الحالية داخل المصانع، والتى جاءت لتؤكد أن مصنع غزل ( 1) الذى يضم 128 ماكينة أصبح يعمل بقوة 40 ماكينة فقط، وكذلك غزل (2) يضم 62 ماكينة تعمل به 20 ماكينة، فى حين أن غزل (3) يضم 92 ماكينة تعمل به 20 ماكينة، وغزل (5) تعمل فيه 40 ماكينة من قوة 120 ماكينة، وغزل (6) به 124 ماكينة اصبح يعمل بقوة 35 ماكينة، فى حين أن مصنع غزل (4) المتخصص فى إنتاج الخيوط السميكة والذى أغلق عدة شهور لتجديده عاد للعمل بقوة 10 % فقط، ودون أن يشهد أى تحديث أو تطوير، وإذا كان العيد كلما جاء يجدد كل هذه الآلام ويفجر ماتعيشه مصانع غزل المحلة من معاناة وإهمال، فإن ذكريات وأمجاد صناعات الستينيات وهتافات العمال فى حضرة مصانعهم وزيارات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وابتسامته التى يبدو أنها مازالت عالقة بأذهان هؤلاء العمال، كيف كان يسير مختالا فخورا طربا لسماعه أحلى نغم كان يعزفه صوت المكن الداير، وترسمه خيوط الغزل، وكأنها تنسج تاريخا من وطن.