زمان كنا نري الجمال الطاغي والمبهر من خلال نجمات السينما, مثل نادية لطفي ومريم فخر الدين وهند رستم ومن قبلهن كانت ليلي مراد وراقية إبراهيم وليلي فوزي وماري كويني , وغيرهن من الجميلات آنذاك , ثم جاء جيل ذو مذاق خاص من الجمال مثل مديحة كامل وسهير رمزي وميرفت أمين ونجلاء فتحي , ثم جيل يسرا وليلي علوي والهام شاهين ورغدة وقد ينطبق هذا الكلام أيضا علي النجوم الرجال في زمن الفن الجميل حيث كانوا جميعا " جانات " بكل ما تحمله الكلمة من معني , فمن منا يقول عكس ذلك علي رشدي أباظة أو عمر الشريف وأحمد رمزي , ومن قبلهم أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وكمال الشناوي, وبعدهم كان محمود ياسين ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي , وقد استطاعوا جميعا أن يجمعوا بين الوسامة والرجولة والموهبة الطاغية في التمثيل . وفي الحقيقة ظل الجمال هو القاسم المشترك طوال تاريخ السينما والفن عموما , وحتى وقت قريب ! وليس معني هذا أنه لم يعد هناك جمال الآن , فهو باقي بقاء الوجود , ولكن غاية ماهنالك أن التكنولوجيا والطفرة الكبيرة التي طرأت علي عمليات التجميل, كانت - للأسف الشديد - السبب الرئيسي في القضاء علي الجمال . ومن لايري ذلك فعليه أن يمسك ب " الريموت كنترول " ويقلب في القنوات الفضائية ليري مافعلته هذه العمليات من تشويه متعمد أو غير متعمد لوجوه فناناتنا وقد لا يخلو الجو أحيانا من فنانينا أيضا. وكله كوم وتصغير الأنف كوم تاني خالص , فيبدو أنها الموضة الأكثر شيوعا الآن بين النجمات أوالشهيرات عموما , وقد بدأت هذه الموضة علي استحياء مع أحدي النجمات الرمضانية الشهيرة , لتتحول إلي عادة عندها، حيث تقوم بتصغيرها كل عام ومع كل مطلع مسلسل جديد تقريبا , ثم أنتشر هذا الأمر ليشمل الجميع تقريبا , فالكل فجأة أصبحن يصغرن أنفهن ! إلي أن أصبحت أنفهن تبدو مثل أبو الهول بعد أن سقط أنفه عنه. هذا بجانب عملية حقن الخدود بالبوتكس , وكذلك الحال بالنسبة لنحافة الجسم فجميعهن أصبحن نحيفات , أما نفخ الشفايف فحدث ولا حرج ! وكل ذلك محاولة منهن لتقليد اللبنانيات. ولكن للأسف باءت محاولاتهن بالفشل فأصبحن مسخا ، فلا هن أصبحن مثل اللبنانيات ولا حتى استطعن أن يحافظن علي جمالهن كمصريات !