لا أقصد بفوائد الفوسفات فى النيل، تلك التى أعلن عنها بعض المسئولين بعد غرق ناقلة تحمل 500 طن من الفوسفات، فى مياه النيل بقنا. عندما صرح بأن عنصر الفوسفات لا يشكل خطورة على مياه النيل، وأن دولا أخرى وخصوصًا بأمريكا اللاتينية تلقيه فى المياه لزيادة إثراء المياه لو ناقصها عنصر الفوسفات! وذلك قبل أن يتم تحديد حجم الكارثة وكيفية علاجها. وهو ما يذكرنى بأنباء الكوارث التى تحدث فى دول العالم، فيكون الخبر مصاحبا بتصريح لمسئول بأن جميع المصريين هنا بخير، وكأن الكارثة قد اختارت طوعا أن تبتعد عن المصريين وقبل أن تتضح حجم وحقيقة الكارثة. فحادثة غرق الفوسفات ليست أولى الكوارث البيئية لنهر النيل، فالكل يعلم أن كثيرا من المصانع تصرف ملوثاتها فى النيل، وفى مارس الماضى ألقى مصنع سكر كوم أمبو، مخلفاته من الجير المطفى على جسر ترعة »كاسل« التى تغذى محطة مياه شرب بأسوان. وهذا مثال لمئات المصانع التى تلقى بمخلفاتها فى النيل دون معالجة، بالإضافة الى مخلفات البواخر النيلية السياحية وإلقاء بعض الأهالى الحيوانات النافقة، هذا غير وقائع الإهمال التى أدت الى تسرب بقع ضخمة من الزيت أكثر من مرة وبقع سولار، ومخلفات بترولية من المصانع، وغيرها من حوادث التلوث الكبرى لمياه النيل دون أن يتحرك أحد بجدية لوقف هذا المسلسل. ما أقصده بفوائد الفوسفات فى النيل، هو جرس الإنذار الكبير الذى أزعجت دقاته المواطنين عن مدى صلاحية مياه النيل للشرب والري، لعلها تفيق الحكومة من غفوتها، ولعلنا نتنبه لما يحدث لنهر النيل من كوارث بيئية على أيدينا. فهل تكون للحادثة فائدة فى وضع بداية حقيقية لحماية النيل من التلوث، بعيدا عن التصريحات التى تستخف بعقول المواطنين؟ لمزيد من مقالات جمال نافع