اليوم يوم الوفاء لأبناء جنوبسيناء وكذلك أبناء الشعب المصرى الذين وقفوا متكاتفين عندما كانت مصر تمر بأوقات عصيبة، وفى هذا اليوم تقوم المحافظة بتكريم أبنائها من محافظين سابقين، وكذلك لجنة التحكيم الدولى المصرى ورجوع النقطة 95 من أرض سيناء الحبيبة الى حضن الوطن. يقول اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، سوف يتم تكريم جميع مجاهدى بدو سيناء اليوم، وكذلك المحافظون السابقون، وكذلك يتم تكريم رجال الأعمال الذين وقفوا بجانب الدولة فى المؤتمر الاقتصادى من أجل إظهار مصر بصورة طيبة، وكذلك طقم التحكيم الدولى الذى استعاد النقطة 95 من أرض سيناء الحبيبة الى حضن الوطن وهى آخر نقطة فى أرض مصر وهذا اليوم 25 ابريل سوف يطلق عليه يوم الوفاء لجميع أبناء الشعب المصري. وأحب أن نشكر أهالى جنوبسيناء الذين وقفوا بجانب القوات المسلحة المصرية فى وقت الحرب ووقت السلم، وكذلك فى مؤتمر شرم الشيخ وهم الذين كانوا يقفون مع القوات المسلحة فى الجبال والوديان لتأمين المؤتمر الاقتصادى وأحب أن أقول لهم لا تهميش لأبناء سيناء بعد اليوم، وسوف تقوم المحافظة ببناء مساكن لأهالى جنوبسيناء وعددها نحو 12 ألف وحدة سكنية وسيتم تسليم نحو 6 ألاف وحدة سكنية فى منطقة رأس سدر والطور وأبوزنيمة وأبورديس ودهب وفى أكتوبر المقبل سوف نقوم بتسليم6 ألاف وحدة سكنية أخري، تم بناؤها فى أقل من سنتين، كما تم افتتاح مجلس مدينة رأس سدر الجديد ووحدة صحية ومدرسة، وقد بدأت محافظة جنوبسيناء الاحتفالات مبكرة، حيث افتتحنا مزرعة فى منطقة أبوزنيمة تبعد نحو 50 كم فى قلب الصحراء، وكانت الأرض خضراء و20 صوبة من أجود المحاصيل الزراعية و500 نخلة من أغلى النخيل فى العالم، و3 أحواض سمكية انتاجية كل حوض 25طن سمك كل 6 أشهر، وكذلك هناك فى هذه المزرعة تربية للماشية والأغنام والابل، وفتحنا مدرسة واحدة فى الصحراء، وكنت فخورا عندما رأيت الأطفال وهم يقرأون فى قلب الصحراء. والآن يتم إنشاء 8 تجمعات بدوية زراعية المشروع القومى لتنمية محور قناة السويس بداية جادة وقوية لتسليط الأضواء على ضرورة تنمية أرض الفيروز وانهاء حالة التهميش التى طالما عانى منها أبناء سيناء الحبيبة فى فترات الاحتلال الاسرائيلى وعدم تنفيذ المشروع القومى لتنمية سيناء الذى بدأ عام 1994 ، ولكن مع وجود الارادة السياسية لتحقيق التنمية الشاملة واختيار شرم الشيخ لاستضافة المؤتمر الاقتصادى الذى وجه أنظار العالم كله الى هذه البقعة الغالية من أرض مصر. "تحقيقات الأهرام " رصدت آراء عدد من مشايخ وأهالى سيناء لتحقيق التنمية. فى البداية يؤكد الحاج سليمان عطيوى عضو مجلس الشورى السابق أن الأوضاع فى جنوبسيناء تتجه نحو الأفضل ونتمنى المزيد من الاهتمام من الدولة خاصة أن سيناء وأبناءها تم تهميشهم لأكثر من ثلاثين عاما، ولم نشعر بوجودنا على خريطة الاهتمام للدولة إلا بعد ثورة 25 يناير،ونأمل أن تهتم الدولة بتوفر الخدمات لأبناء جنوبسيناء بالمرحلة المقبلة سواء من تعليم أو صحة أو وظائف لأبناء المحافظة، وتوزيع بعض الاراضى عليهم . العلاج والتعليم ويضيف أن مواطنى جنوبسيناء لا يتمتعون بحق العلاج على نفقة الدولة ومن يمرض لا يجد أمامه سوى مستشفى شرم الشيخ الدولى والذى يكبده مبالغ طائلة فأقل فاتورة علاج به لا تقل عن 7 آلاف جنيه وهذا ما يولد لدينا إحساسا بالغربة الشديدة داخل بلادنا، أما بالنسبة للتعليم فيقتصر على المرحلتين الأساسية والثانوية ولا توجد لدينا جامعات ، ولا يوجد لدينا سوى كلية واحدة للتربية نظام التعليم المفتوح والتى افتتحت مؤخرا، وهذا يؤدى لصعوبة حصول الكثير من الشباب على التعليم الجامعى وخاصة الفتيات واللاتى يرفض ذووهن السفر بعيدا عن موطنهم ، أما الذكور فلا يسافر إلا القادرون فقط ويزيد على ذلك البطالة بين شباب جنوبسيناء وشعورهم بالظلم البين من تولى شباب من محافظات أخرى بالجمهورية الوظائف سواء بالكهرباء أو بالمحافظة لمجرد أنهم من أبناء العاملين ويترك أبناء المحافظة بدون وظائف على الرغم أن عملهم سيوفر على الدولة السكن الذى ستتكبد أمر توفيره لهؤلاء المغتربين ، فأهالى جنوبسيناء لا يحبذون السكن فى المساكن التى تقيمها الدولة ويفضلون المعيشة فى البيوت التى يبنونها بأنفسهم ، والأجدى أن تسهل منح بيع الاراضى للمواطنين مما سيوفر على الدولة الكثير جراء المبانى التى تنشئها ويعزفون عن السكن فيها ، ولكن للأسف الشديد نجد صعوبة فى الحصول على الأراضى والتى كانت تتم بصورة سنوية ولكنها توقفت خلال الأعوام الماضية تماما، وهو الأمر الذى اضطر الكثيرين للبناء بصورة عشوائية وعن السياحة يرى عطيوى أن قرار وزير السياحة السابق بمنع دخول السياحة الفردية لحساب سياحة الشركات أدى لتعطيل حركة السياحة وتقلصها مما أضر بقطاعات كثيرة من فنادق والمطاعم وصولا لسائقى التاكسى ولا نعلم لماذا لا يتم أخذ خطوات من شأنها تنشيط السياحة كإنشاء منفذ بحرى بيننا وبين السعودية" بميناء "لن تتعدى تكلفته مليون جنيه، وهذا سيساعد على جذب السياحة العربية داخل جنوبسيناء. تملك الأراضي أما عن تنمية سيناء فيرى العطيوى أن أهم المشاكل بالنسبة لمواطنى جنوبسيناء مشكلة تملك الأراضى والتى يعرقلها جهاز تنمية سيناء ذاته، فهذا الجهاز هو سبب عطلة التنمية ، فأى مشكلة تواجهنا يستلزم علينا التوجه لهذا الجهاز لعرضها عليه ولا نجد لها حلا قبل ستة أشهر أو عام بأكمله ومما يزيد الأمر عناء ومشقة أن المشكلة تواجهنا مثلا فى دهب ونضطر للسفر لعرضها على الجهاز فى القاهرة ولا يجد الموظف المختص غضاضة من قول" فوت علينا بكرة أو الأسبوع القادم "دون مراعاة لبعد المسافة ومشقة السفر ، ولا نعلم لماذا يتم التمسك بتلك البيروقراطية العقيمة ، فيمكن أن يتولى مجلس المدينة أو المحافظة ذلك العمل ، وإن كان لابد من ذلك الجهاز فعلى الأقل يفتح له فرعا فى المحافظة لأنه ليس من المنطقى السفر مسافة 700 كيلومتر للحصول على رخصة مبان! ويؤكد عطيوى أن جنوبسيناء خط الدفاع الأول عن مصر ويجب زيادة تمثلينا بالبرلمان لمقعدين ، فالمحافظة تضم خليج العقبة وشرم الشيخ ودهب ونويبع وسانت كاترين وطابا وتقوم القبائل بتقسيم الدوائر فيما بينها واختيار ثلاثة نواب ثم نفاجأ بتمثيلها بمقعد واحد فى البرلمان المقبل وهو أمر غير مجد خاصة أن المسافة بين كل منطقة وأخرى لا تقل عن مائة كيلومتر ولا نعرف كيف سيتمكن نائب واحد فى البرلمان من أداء الخدمة لكل تلك المناطق مجتمعة ، مع أن البرلمانات السابقة كان يمثلها عضوان بمجلس الشعب ومثلهما فى الشورى. المشروع القومي أما الشيخ شحته حسين قبيلة الصوالحه فيقول كان المفترض البدء فى المشروع القومى لتنمية سيناء والذى وضعت خطط خمسيه له عام 1994 لتنتهى عام 2017، وكان هدف هذا المشروع دمج سيناء بالمجتمع المصرى من خلال إنشاء مناطق زراعية وصناعية وتجارية وعمرانية فى سيناء وخصص فى حينها 75 مليار جنيه لذلك المشروع القومى والذى أنشئت بالفعل البنية الأساسية لها وبعدها تم التوقف عن استكمال العمل به ووجهت المبالغ المتبقية للمشروع لتوشكي، واقتصر الاهتمام فى سيناء طوال السنوات الماضية على النشاط السياحى فقط ، ونحن علينا أن نترك الماضى بحسناته وسيئاته ونبدأ مرحلة جديدة ونسير وفق رؤى الرئيس السيسى والذى يعمل على تطوير وتحديث الدولة وسيناء جزء أساسى وأصيل فيها وهى عانت طويلا من الإهمال والتهميش ، ونحتاج الآن لمشاركة فعالة لأبناء سيناء فى مشاريع التنمية بجانب الحفاظ على الأمن . ويذكر أن اهالى جنوبسيناء لديهم مشكلة كبيرة فى تقنين الأوضاع وتملك الأراضى ، وتوجد آلاف الأسر مهددة بالسجن من المحاضر التى حررتها مجالس المدن لهؤلاء المواطنين لمجرد بنائهم منازل من عشرات السنين ليعيشوا فيها ، بالإضافة إلى قيام مزارعين باستصلاح مزارع بالجهود الذاتية وإنفاق الملايين عليها بوادى سهل بالطور ووادى رأس سدر وهى مناطق مخصصة للزراعة وللأسف كل تلك المزارع حررت تجاهها محاضر تقضى بإزالتها على الرغم من أن القوات المسلحة منحت ما يقرب من 600 صوبة زراعية للمزارعين للمشاركة فى إقامة مجتمعات زراعية فى تلك المناطق ، وهذا ما أدى إلى وجود حالة من الاستياء فى نفوس أبناء جنوبسيناء جراء عدم تمكنهم من تقنين أوضاعهم وتملك أراضيهم. جهاز وطنى للتنمية ويؤكد أهمية التنسيق بين الجهات المعنية بالمحافظة ووزارة الزراعة ممثلة فى هيئة التنمية الزراعية والموارد المائية بوزارة الرى ، وكل جهة منهم لها شروطها الخاصة والتى تتعارض مع الأخريات كشروط لإقامة المزارع وينبه الى أن قانون رقم 14 لسنة 2012 الخاص بإنشاء الجهاز الوطنى لتنمية سيناء ، ألزم المواطن السيناوى بضرورة تقديم أثبات الجنسية عند تقدمه بطلب للجهات المعنية لتقنين أو تملك الاراضى. أما الشيخ سلامة أبو تليل قبيلة العلجيان فيقول أنه يأمل خيرا من مساعى الدولة الحالية نحو التنمية وهناك قطاعات مشجعة للعمل بها فى جنوبسيناء كقطاع السياحة وتوجد لدينا ما يزيد على المائة قرية سياحية والتى تضاهى أكبر المدن السياحية بالعالم ولكننا نفتقد الاهتمام بها وتعانى من الإهمال ، وفى مجال الزراعة لدينا منطقة رأس سدر مشهورة ومنتشر بها زراعة الزيتون وسيكون من الأمور المجدية فى مجال التنمية إنشاء مصانع لزيت الزيتون بها وفى مجال الصناعة نمتلك رمله الزجاج والجبس الزراعى والصناعي وتصدر كمواد خام بأسعار زهيدة ، على الرغم لو أنشأت مصانع لها فى سيناء لساعد ذلك فى زيادة الدخل القومى وساهم فى حل أزمة البطالة .