وقف قادة العالم فى أرمينيا أمس دقيقة حداد على أرواح ضحايا»الإبادة الجماعية» من الأرمن قبل 100 عام، بمشاركة آلالاف من الأشخاص الذين وضعوا أكاليل الورد على النصب التذكارى الذى تم تشييده على تلال ياريفان. وعبر الرئيس الأرمينى سيرج ساركسيان عن شكره للقادة الحاضرين وبينهم الرئيسان الفرنسى والروسى فرانسوا أولاند وفلاديمير بوتين اللذان وضعا بدورهما أكاليل من الورد على نصب الضحايا، وأكدا أن ضحايا الإبادة الأرمينية «لن ينساهم أحد». وأضاف ساركسيان:»من واجبنا الإخلاقى ولزام علينا نحن الأرمن أن نتذكر 1،5مليون من الأرمن الذين تعرضوا للقتل ومئات آلاف الأشخاص الذين عانوا الأهوال». ومن جهته، أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ثبات موقف روسيا حول مذابح الأرمن، مشددا على أنه لا يوجد أى تبرير للإبادة الجماعية. وأضاف:»نحن نتعاطف بإخلاص مع الشعب الأرمينى الذى عانى من أكبر الكوارث فى تاريخ البشرية». وأكد الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند أن تركيا تحدثت «بكلام مهم» عن الإبادة الأرمينية، لكنه «ينتظر منها كلاما آخر». وقال هولاند:»صدر عن تركيا كلام مهم لكن ينتظر منها الإدلاء بكلام آخر ليتحول تقاسم الحزن إلى تقاسم للمصير». وفى غضون هذا، أقامت الكنيسة الأرمينية الكاثوليكية حفل تأبين للضحايا، وقال الأب كراكين الثانى رئيس الكنيسة، إن الحفل هو الأكبر عدديا الذى تقرره كنيسة مسيحية، مشيرا إلى أن»أكثر من مليون أرمينى تم ترحيلهم وقتلهم وتعذيبهم». وفى برلين، وصف الرئيس الألمانى يواخيم جاوك المذابح ب»إبادة جماعية»، كاشفا عن أن عسكريين ألمان «شاركوا فى التخطيط والتنفيذ الجزئى لعمليات ترحيل الأرمن». وقال جاوك - خلال احتفال فى كاتدرائية البروتستانت ببرلين - إن:»مصير الأرمن بمثابة نموذج لتاريخ الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والطرد، وفى نهاية المطاف الإبادة الجماعية التى وصمت بشكل مخيف القرن ال20». يذكر أن ألمانيا كانت تتحاشى من قبل إطلاق وصف»الإبادة» على الأحداث لتفادى إثارة غضب تركيا باعتبارها دولة حليفة. لكن، وفى تحول ملموس خلال الأسبوع الماضي، سمحت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل لمؤسسات الدولة الأخرى بأن تستخدم هذا الوصف. وفى واشنطن، اختار الرئيس الرئيس الأمريكى باراك أوباما وصف الأحداث ب»المذبحة المروعة» متجنبا وصفها ب»الإبادة» كما كان متوقعا. وقال أوباما - فى بيان اختيرت كلماته بعناية فائقة- إن»أرمن السلطنة العثمانية تعرضوا للترحيل والقتل والاقتياد نحو الموت. لقد تم محو ثقافتهم وآرثهم فى وطنهم القديم». وأضاف أنه»فى ظل أعمال العنف الرهيبة هذه، التى شهدت معاناة من جميع الجهات، هلك مليون ونصف المليون أرمنى لقوا حتفهم». وفى أنقرة، قال فيليب هاموند وزير الخارجية البريطانى إن النقطة المهمة فى هذا الصدد هى الوصول إلى اتفاق، فجميعنا لديه تاريخ طويل ومعقد، وبريطانيا لديها تاريخ استعمارى معقد. وأضاف:»العديد من المشكلات التى وقعت فى الماضى شكلت انهيارات وصراعات، وهى ما تركت جروحا غائرة للغاية فى علاقات الشعوب والأمم المختلفة، لكن الشيء الذى ينبغى فعله الآن هو النظر إلى المستقبل والعمل مع الذين اختلفنا معهم فى الماضي». ومن جانبه، قال أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى إن هناك بعض «الجهات القذرة» - لم يسمها- تتحرك بشكل استفزازى بأنحاء مختلفة من العالم، لشن حملة ضد بلاده وتشويه صورتها وهى التى تحاول ممارسة السياسة بعد آلام عاشتها قبل 100عام. وأضاف - فى تصريحات على هامش إحتفال البرلمان بمناسبة مرور الذكرى ال95 على تأسيسه - أن: «هناك جهات تمثل وجهين من التاريخ، فهى سبب ما عاشه الأتراك والأرمن فى تلك الفترة، لكنهم الآن يدلون بتصريحات وبيانات يدعون من خلالها أنهم يدافعون عن الأرمن»، مؤكدا أنهم لا ينكرون تعرض كافة الشعوب والقوميات لمأسى كبيرة خلال الحرب العالمية الأولى، وليس الأرمن وحدهم.