تحت شعار "أتذكر وأطالب" وفي رسالة مهمة للمجتمع الدولي من أجل الحصول علي اعتراف عالمي بالإبادة التي ارتكبها جنود النظام العثماني ضد الأرمن على مدى عامي 1915 و1916، بدأت في العاصمة الأرمينية ياريفان الاحتفالات بالذكرى المئوية لمذابح الأرمن بافتتاح المنتدى الدولي ضد جرائم الإبادة بمشاركة 600 من المسئولين وقادة المنظمات الدولية والبرلمانيين والمؤرخين والإعلاميين من 50 دولة بينهم مصر التي تشارك بثاني أكبر وفد في هذه الفعاليات على رأسهم البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وترأس الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي يستمر يومين سيرج ساركسيان كل من رئيس أرمينيا ورئيس برلمان أرمينيا جالوست ساهاكيان وبابا الأرمن الكاثوليك كاريكين الثاني ووزير الخارجية إدوارد نالباناديان والأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربيورن جاجلاند إضافة إلى رئيس المنظمة الدولية لباحثي المذبحة دانييل فييرستين. وافتتح لويس مورينو أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الحالي جلسات المشاركين من الوفود الأجنبية بحضور البابا تواضروس وعدد من الأكاديميين والمحللين السياسيين المصريين. وتناولت الجلسة الافتتاحية قضايا منع جرائم الإبادة وفقا لمباديء القانون الدولي، والقضاء على عواقب الإبادة المؤلمة. وتركزت كلمات ممثلي الدول على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بجانب المجتمع الارميني في محنته التي يعانيها منذ مائة عام. وستشهد الاحتفالات أيضا جلسية عامة تحت عنوان" برلمانيون ضد الإبادة" يشارك بها برلمانيون من عدة دول أجنبية. من جانبه، قدم سيرج ساركسيان رئيس جمهورية أرمينيا، الشكر للشعب العربي الذي وفر "ملاجيء آمنة للجاليات الأرمينية من جريمة الإبادة على يد الأتراك" حسب تعبيره، كما قدم الشكر لأصدقاء من تركيا وروسيا وأمريكا وأوروبا، ساهموا في احتضان الأرمن وتخفيف معاناتهم. وذكر سركسيان أن بلاده تحيي ذكرى عمليات الإبادة التي وقعت قبل 100 عام، لأن هناك التزاما أخلاقيا تجاه "مليون ونصف مليون" أرمني، خسرتهم ، في مجازر بدأها حزب "تركيا الفتاة" بقتل المفكرين الأرمن في القسطنطينية، مستشهدا بمقولة لأحد حائزين جائزة نوبل الذي قال إن "نسيان الضحايا يساوي قتلهم مرة أخرى". وأكد الرئيس الأرميني أن إنكار الإبادة يؤدي إلى إبادات أخرى،مشيرا إلى أهداف مرتكبي جرائم الإبادة ستفشل لأنها لن تمحو أي قومية وان أفضل رد عملي على هؤلاء المجرمين هو العمل على نهضة الدولة وبنائها. وطالب ساركسيان دول العالم و القانونيين والمؤرخين والبرلمانيين والاعلاميين اعتماد مصطلح " ابادة"، التي وصفها بانها صفعة ضد الحضارة المدنية و "سقوط فرع من شجرة الحضارة العالمية" ، وحذر من أن سقوط اكثر من فرع من تلك الشجرة سيكون بمثابة كارثة علي العالم ، وعلى الجميع أن يتجنبه. وأكد ساركسيان أن رسالة المنتدي الذي حضرته وفود اعلامية عالمية، هي بمثابة رسالة عملية للمجتمع الدولي بأن جرائم الابادة ليست فقط تهدد الانسانية ولكن الأهم هو العمل علي أن يكون منعها علي رأس أولويات العالم. وفي واشنطن، طالب البيت الابيض باعتراف "كامل وصريح وعادل" بالمجازر التي تعرض لها الارمن في عهد السلطنة العثمانية ابان الحرب العالمية الاولى ولكنه تجنب في الوقت نفسه استخدام مصطلح "الابادة الجماعية" لوصف هذه المجازر التي راح ضحيتها بحسب يريفان مليون ونصف المليون ارمني.