الحب والاحترام وتقدير دور مصر في عيون ولسان قلوب كل إندونيسي وحفاوة بالغة للمصريين بمجرد الهبوط بمطار جاكرتا "حقيقي" ، وإنتظار زيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة في قمة آسيا- أفريقيا بجاكرتا العاصمة تزامنا مع ذكري مرور 60 عاما لإنعقاد مؤتمر باندونج عام 1955 يومي 22- 23 إبريل منذ أكثر من شهر بدعوة رسمية من الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو علي يد مبعوثه الخاص علوي عبدالرحمن شهاب من أجل تفعيل العلاقات التاريخية بين البلدين "ناصر- سوكارنو" ، ولكن "لم يتحقق" منيبا عنه رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ، ودعوة رسمية من الغرفة التجارية الصناعية بإندونيسيا لرجل الأعمال المهندس محمد بركة ليكون "المصري الوحيد" متحدثا في لقاء القمة للرجال الأعمال " تشريف" للدولة المصرية . إن عشق الإندونيسين لمصر ينبع أننا أول من أعترف باستقلال إندونيسيا عن هولندا عام 1945 وتوقيع معاهدة الصداقة 1947 في عهد وزير الخارجية محمد فهمي النقراشي "بداية" العلاقات الدبلوماسية ثم تطابق مواقف الدولتين من تأسيس حركه عدم الإنحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي والدول ال 8 الإسلامية النامية إلي الشراكة الإستراتيجية بين آسيا وأفريقيا ، ثانياً عشقا لدور الأزهر الشريف في نشر علوم الدين الإسلامي وصحيحه ونبذ الغلو والتطرف والتقريب بين المذاهب الإسلامية ، ومساهمته الفاعلة في إعداد وتثقيف العلماء وتعليم الطلبة الإندونيسيين، وظهر جليا علي لسان مبعوث الرئيس الإندونيسي الخاص " إننى لإزالت أتذكر حتى الآن ورغم مرور كل هذه السنوات رقم حافلة الركاب التى كنت استقلها من منزلى إلى جامعة الأزهر”، ثم الدور الفاعل لمؤسسة محمد بركة رئيس مجلس الأعمال المصري - الإندونيسي وعلاقاته المتميزة والحميمة بالمسئولين الإندونيسين لأكثر من 25 عاما ، ورغم معوقات المسئولين والسفير المصري بجاكرتا بديلا عن تنميتها وإستغلالها في صالح مصر وتنمية العلاقات الاقتصادية مع نمر آسيوي أصبح عضو في مجموعة الدول العشرين صاحبة أكبر الاقتصادات على مستوى العالم، وعلاج خلل الميزان التجاري بيننا الذي يتجه لصالح إندونيسيا بنسبة 90٪ بسبب الغياب المتعمد من التمثيل التجاري بالسفارة ونسيان دور وجوده الحقيقي في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين خاصة إن إندونيسيا تمثل سوق كبير 250 مليون نسمة يستورد كل شئ ويحتاج الكثير من المنتجات المصرية الذي يعمل عليه بركة ورفاقه من رجال أعمال مصريين يتحركوا بمجهودهم الفردي دون مساندة أو تقدير.
ترجع أهمية المشاركة المصرية بالقمة أيضا لمرور 10 سنوات على إطلاق مبادرة الشراكة الإستراتيجية الجديدة الأفريقية الآسيوية بعنوان ''الجنوب-الجنوب لتعزيز السلام والازدهار العالمي''، واجتماع كبار المسئولين بالتجمع الأفريقي الأسيوي لمراجعة الوثائق الثلاث التي بحثتها البعثات الآسيوية والأفريقية في نيويورك، وهي " إعلان باندوج " و" إحياء مؤتمر الشراكة الآسيوية الأفريقية منذ 2005 ، و" إعلان فلسطين'' ،ثم الإجتماع على مستوى وزراء خارجية دول المنظمة ويمثلنا فيها السفير حمدي سند لوزة نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية نيابة عن وزير الخارجية لمراجعة توصيات كبار المسؤولين وعرض الوثائق على القمة الآسيوية الأفريقية بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء لإقرارها اليوم وغدا وأخيرا زيارة باندونج للاحتفال بالذكرى الستين لانعقاد مؤتمرها.
أكيد القطاع الخاص ورجال الأعمال المصريين لهم دور كبير في التنمية وزيادة موارد الدولة من التصدير والاستيراد و التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية والآسيوية أكبر سوقين مهتمين بنا ويجب الحرص عليهما خاصة بعودة الدور المصري الي ريادته والتنمية المنتظرة لمصر المستقبل والمشروعات القومية العملاقة التي نحتاج فيها خبرات وقدرات عمقنا الإستراتيجي الإفريقي والآسيوي ، ونحتاج الي إستغلال كل القدرات والإمكانيات لتقوية هذه الأوصال خاصة الاقتصادية والتجارية وفتح أسواق للمنتجات المصرية، والتي يجاهد فيها رجال الأعمال المصريين أمثال بركة بإندونيسيا ، ولكن هذا الدور المهم لمصر يتلاشي ويضعف من عدم المساندة الرسمية لسفارتنا ومكاتبنا للتمثيل التجاري في هاتين القارتين ، فإذا لم تقوم بواجبها وسبب وجودها في هذه الدول وجب مراجعته وتقييمه حتي لا يدخل شيطان "الشخصنة" أو " النفسنة" في العمل الوطني ومصلحة البلاد العليا .. وهننتظر نتائج القمة وكلمة المصري بجاكرتا مش كدة ولا إيه!! [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ