حسين الزناتي: بتواضعه الجم وحنوه الأبوي كان يحول قاعات الوصول والمغادرة في مطار القاهرة الدولي إلي عنوان للبهجة..! رحلات علاجية عديدة قام بها البابا شنودة إلي الولاياتالمتحدة طوال السنوات الماضية, كان مطار القاهرة شاهدا عليها عند سفره أو عودته منها, هو هو لم يتغير في عافيته وفي مرضه, تشعر وكأنك أمام حكيم لهذا الزمان يحتوي كل من حوله وكل الظروف مهما تكن العواصف والأعاصير كانت زيارته لمطار القاهرة تبعث حالة من التفاؤل يستشعر بها كل العاملين به ويكون معظم رجال الكنيسة المصرية وقياداتها في انتظاره بقاعة كبار الزوار. القاعة كانت تمتلئ عن آخرها والرجال والسيدات ممن لايسمح لهم بدخولها ينتظرون خارجها لإلقاء نظرة علي قداسة البابا قبل سفره وبمجرد وصوله كان ينتظر داخل سيارته ولاينزل منها مباشرة حتي يتيح لهؤلاء الذين ينتظرونه خارج القاعة السلام عليه والحصول منه علي البركة البابوية. كان يعاملهم بلطف شديد وتواضع أشد تشعر من المشهد بالفعل بحنو الأب علي الأبناء الذين يشملهم عطفه, أما هم فيرون فيه الرمز والقيادة والطريق إلي الرضا. وداخل قاعة كبار الزوار اعتاد البابا أن ينتظر قليلا قبل أن يغادر إلي طائرته وكان إما أن يستخدم إحدي الطائرات الخاصة التي اعتاد عليها وهي الطائرة التي يملكها رجل الأعمال نجيب ساويرس أو طائرة مصر للطيران وكان قلما يغادر علي متن طائرة شركة طيران أخري غير مصر للطيران. وكان قداسته لايرفض التقاط الصور معه خاصة مع الموظفين بالمطار الذين يأتون خصيصا لالتقاط الصور التذكارية. في عودته من رحلته العلاجية الأخيرة كان واضحا عليه التعب عند نزوله من الطائرة ورغم انه كان من الممكن أن يغادر من سلم الطائرة إلي خارج المطار مباشرة لكنه تحامل علي نفسه حتي يلتقي من جاءوا في انتظاره بقاعة كبار الزوار. كانت السعادة تغمره وهو يري تلك الجموع التي تأتي ليلاقيها عقب عودته وبينما رجال الأمن يحاولون تأمين خروجه ومعه مساعدوه لم يكن يبالي ويقترب كثيرا من مستقبليه ومريديه.