ما الت إليه الاوضاع فى الاراضى اليمنية من تهديد لمصالح الامن القومى العربى استوجب الاسراع بتشكيل تحالف عربى عسكرى تقوده المملكة العربية السعودية بمشاركة دول عربية من بينها مصر تحت مسمى «عاصفة الحزم» لتحجيم دور ايران الداعم للحوثيين وتقليص قوتهم العسكرية التى تهدد الملاحة العالمية فى مضيق باب المندب والتى تعد تهديدا للامن القومى العربي. وجاءت مشاركة مصر فى عملية عاصفة الحزم تأكيدا على ان امن الخليج جزء لايتجزأ من امن مصر القومي, وهذا ما اعلن عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي . وفى هذا الاطاريقول اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ان الاسباب الرئيسية التى دفعت مصر للتدخل او والمشاركة فى عملية عاصفة الحزم ترجع الى دعم الشرعية فى اليمن وذلك بعد طلب رسمى من السلطة الشرعية ممثلة فى الرئيس عبد ربه منصور هادى وحكومته ,وبدافع الحفاظ على الوحدة العربية والحفاظ على دولة اليمن من التقسيم ، مشيرا الى ان تدخل قوة اقليمية خارجية مثل ايران فى المعادلة من خلال دعمهم للحوثيين فى اليمن يؤثر بالسلب على الامن القومى العربى بشكل عام والامن الخليجى وعلى الامن القومى المصرى بشكل خاص موضحا ان سقوط دولة اليمن ليس فقط معناه سقوط دولة عربية فحسب, ولكن له تأثير سلبى على كل دول الخليج ، فاذا ماحدث ذلك ستتحكم ايران فى مضيق هرمز وباب المندب ، وكلا المضيقين فى هذه المنطقة لهما اهمية كبرى للأمن القومى العربى . ويضيف الحلبى ان مصر اقترحت تشكيل قوة عربية مشتركة لتصون امن الدول العربية ولكن لم يتم وضع الاطار النهائى لها لان القمة العربية حددت 4 اشهر لحين الانتهاء من الشكل النهائى لها ، لكن فى حالة عملية عاصفة الحزم تعتبر قوات التحالف قوة عربية ضد سيطرة الحوثيين على اليمن، وبالتالى ليس من الملائم الا تشترك مصر فى هذا التحالف لما لها من دور وثقل اقليمي فى المنطقة لا تأثير على أداء القوات المسلحة ويؤكد الحلبى ان اشتراك مصر بقوة عسكرية فى اليمن لا يؤثر بالسلب على اداء القوات المسلحة المصرية فى الداخل معللا بذلك ان القوات المسلحة قادرة على القيام بمهامها سواء فى الداخل او الخارج دون ادنى تأثير على قدرتها وكفاءتها القتالية مشيرا الى ان القوات المسلحة قامت بتنفيذ المناورة بدر 2014 على جميع الاتجاهات الاستراتيجية واستمرت قرابة شهر بالاضافة الى قيامها بمحاربة الارهاب فى سيناء ومساندة الشرطة لحفظ الامن والاستقرار وايضا مساعدة القطاع المدنى فى اجهزة الدولة لتنفيذ المشروعات الجديدة على رأسها قناة السويس, وهذا رد عملى يؤكد قدرة القوات المسلحة على القيام بمهامها فى الداخل والخارج وبالتالى فإن امكانيات القوات المسلحة تمكنهامن حماية ارض الوطن والاشتراك ضمن قوات التحالف فى حماية ارض اليمن . المخاوف من استنساخ تجربة الستينيات وفيما يتعلق بمخاوف البعض والمقارنة باحداث اليمن فى الستينيات من خلال مشاركة مصر فى حرب اليمن يؤكد اللواء الحلبى ان الوضع مختلف تماما بالمقارنة بما حدث فى الستينيات عندما تدخلت مصر بقوة عسكرية فى اليمن ، فيقول الحلبى انه على الصعيد السياسى كانت المملكة العربية السعودية ضد تدخل مصر فى اليمن ، على العكس الان فالمملكة العربية السعودية ودول الخليج مرحبة بتدخل مصر فى اليمن وان العملية كلها فى اطار تحالف عربى ، بالاضافة الى مشاركة دول عربية اخرى مثل السودان والمغرب ويتابع الحلبى ان هناك فرقا ايضا فى تكنولوجيا السلاح فى الحالتين ففى عملية عاصفة الحزم نجد انه يتم استخدام القوات الجوية للدول المتحالفة بشكل كبير لتقليص و تدمير جزء كبير من امكانيات الحوثيين العسكرية , اما بالمقارنة باحداث الستينيات فنجد انه كان يصعب القيام بضربات جوية متتالية لايام طويلة على كامل الاراضى اليمنية مثلما يحدث الان خلال عملية عاصفة الحزم و بالتالى كان الاعتماد فى الستينيات على القوات البرية لعدم وجود التكنولوجيا المتطورة فى الطائرات . أهداف العملية العسكرية فى اليمن ويشير الحلبى الى ان عملية عاصفة الحزم تستهدف إعادة ميزان القوة لصالح القبائل الموالية للشرعية ، وللقوات المسلحة اليمنية الموالية للشرعية وذلك بتقليص القوة العسكرية للحوثيين مما يدفعهم للجلوس على مائدة المفاوضات للوصول الى حل نهائى سلمى موضحا انه اذا تركت اليمن بدون تدخل عسكرى سيؤدى ذلك الى سيطرة إيران عليها بالاضافة إلى تغلل تحالفات وقوات وتنظيمات ارهابية اخرى الى ارض اليمن مثل تنظيم القاعدة وما على شاكلتها . التدخل العسكرى فى التوقيت المناسب ويوضح اللواء الحلبى ان تغيير وتنامى وضع الحوثيين العسكرى على بصورة واضحة على ارض الواقع فى الفترة الاخيرة بعد استيلائهم على جزء كبير من الاسلحة الثقيلة من الجيش اليمنى بالاضافة الى تعاون قوات الرئيس السابق على عبد الله صالح معهم والذى يسعى الى افشال العملية السياسية فى اليمن والعودة للحكم ، ، اضافة الى الدعم الايرانى لهم ، الذى مكنهم من السيطرةعلى بعض القواعد الجوية بالاضافة الى تمكنهم من تحليق بعض الطائرات منها وكذا امتلاكهم صواريخ ارض ارض، الامر الذى كلن لايمكن السكوت عليه بعد تتنامى هذه القوة اكثر من ذلك، والتى تشكل تهديدا لكيان الدولة فى اليمن وكذلك تهديدا للملاحة فى باب المندب, وكل هذا بالتبعية يشكل تهديدا مباشرا للامن القومى الخليجى والمصرى وبالتالى للامن القومى العربى كله . المحرك الرئيسى للحوثيين ويؤكد الحلبى ان ايران تريد ان تلعب دورا محوريا فى المنطقة من خلال تدخل غير مباشر فى المنطقة عن طريق 3 اذرع عسكرية, العراق وسوريا تمثل ذراعا وحزب الله ذراعا والحوثيين ذراعا اخر، كما تريد استغلاله فى المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووى الايرانى مع مجموعة 5 + 1 ، وسيطرتها على اليمن من خلال الحوثيين يمكنها من التأثير الكبيرعلى الامن القومى المصرى والملاحة فى مضيق باب المندب وبالتالى البحر الاحمر وقناة السويس مما يؤدى الى تحقيق هدفها وهو لعب دور اقليمى كبير على حساب الدور العربي . إمكانية التدخل البري وحول امكانية التدخل البرى فى عملية عاصفة الحزم يقول الحلبى انه من المحتمل ان يكون هناك تدخل برى فى عملية عاصفة الحزم اما بعد تحقيق اهداف الحملة الجوية وتقليص الامكانيات العسكرية للحوثيين ، او بالتزامن مع توقيت تنفيذ الحملات الجوية وذلك يتم من خلال مساعدة القبائل والقوات المسلحة اليمنية الموالية للشرعية عن طريق دعمهم ومساعدتهم عسكريا وماديا ومعنويا ليكونوا نواة للحرب البرية الى جانب قوات دول التحالف . طبيعة العملية العسكرية يرى اللواء الحلبى ان طبيعة هذه الحرب مختلفة عن طبيعة المعارك التقليدية والتى تكون بين جيوش نظامية , مشيرا الى ان هذه الحرب هى حرب غير متماثلة asymmetric warfare لانها تكون بين جيوش نظامية وقوة مسلحة لاتمثل الدولة militant/violent non state actors«الحوثيين» ، وهذا النوع قد يستغرق وقتا اطول من الحروب التقليدية. ويضيف الحلبى ان القوة التى لاتمثل دولة وموجودة حاليا فى اليمن وفى بعض الدول العربية فى المنطقة تاتى فى اطار مشروع تقسيم الدول العربية والذى يهدف الى تفتيتها الى دويلات صغيرة .