رغم كل الذى يجرى هذه الأيام على أرض اليمن وسوريا والعراق داميا ومحزنا ومزعجا ومخيفا فإننى أعتقد بأن زيادة حدة هذه الصراعات لتلك المعدلات المهلكة يؤشر إلى قرب الوصول إلى خط النهاية عبر تسوية سياسية شاملة ضمن المنظومة العربية والإسلامية.. «ضاقت ولما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج»!. وهذا الذى أقول به ليس نوعا من الدردشة السياسية وإنما هو قراءة واقعية للخيار الوحيد أمام العرب والمسلمين للبقاء وإلا فإن مصير الجميع - دون استثناء قد يصبح فى خبر كان خصوصا مع وجود محاولات خبيثة تجرى على مدى السنوات الأخيرة لإحياء نزاعات ونزعات طائفية ومذهبية تعود إلى أكثر من ألف عام ومازالت آثارها باقية فى بعض النفوس المتعصبة مذهبيا وطائفيا وعرقيا!. لقد بات محتما على العواصم العربية والإسلامية الكبرى أن ترتفع فوق كل الحساسيات وفوق كل الحسابات وأن تدرك أننا أصبحنا ضحية لعبة يديرها صناع الأسلحة وتجارها ومن يهمهم استمرار الصراعات الدموية فى العالمين العربى والإسلامى لضمان الحفاظ على مصالحهم وتوفير مبررات نفوذهم التى تتلاشى عند توافر الحد الأدنى من وحدة الكلمة ووحدة الصف بين العرب والمسلمين. وعندما تقول مصر بالحاجة الملحة لإنشاء قوة عربية موحدة تتولى مهمة فض النزاعات فإنها لا تنطلق فقط من الرغبة فى وقف الصراعات المدمرة التى أوصلت العرب والمسلمين إلى مرحلة التردى الراهنة وإنما لكى تغلق الباب أمام رغبات التدخل الأجنبى وأن تفرض على الآخرين وجوبية التعاون بديلا لنزعات الهيمنة ووفق شروط جديدة لمحاربة الإرهاب من ناحية وإلزام كافة الأطراف الإقليمية باحترام وتنفيذ مقررات الأممالمتحدة وفى مقدمتهم إسرائيل. باختصار فليس أمام العرب والمسلمين من خيار سوى التوحد واليقظة وأى خيار آخر تحت رايات سياسية أو عقائدية يعنى ارتداد الأمة لإحياء النزاعات القديمة أو التمهيد لنزاعات جديدة مستقبلا. خير الكلام: العدالة دون قوة تكون عاجزة.. والقوة دون عدالة تكون ظالمة!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله