هناك فى قلب الصعيد، فى قلوب نبتت من طين تلك الأرض الطيبة السمراء، حيث تشربت أرواحهم قيم التسامح والذوبان، تداخلت الخطوط فى لوحة غناء لا يبرز فيها غير معنى المحبة والمرحمة للجميع، فى عروس الصعيد اختار رجالاتها من المسلمين "مريم" عنوانا لبيت الطهر والتعبد الخالص ليغرسوا لبنات مسجدهم بحروف قدس السيدة البتول هناك فى المنيا، حيث رجل أعمال مسلم يعكف على بنائه ليكون شاهداً على روح التسامح بين المصريين مسلمين ومسيحيين، ونقطة التقاء روحانية بينهما فمكانتها توحد القلوب وتضيئها بالنور الذى نحتاجه فى هذه الأيام لمواجهة أصحاب الفكر الأسود، لما لها من مكانة وقدسية فى نفوس المسلمين، لأن القرآن الكريم خص السيدة مريم دون نساء العالمين بسورة تحمل اسم "مريم" وأن هذه المكانة لم تحظ بها أى سيدة أخرى من نساء الأنبياء والرسل. الدكتور وجدى النجدي، رجل الأعمال، الذى تبرع بإنشاء المسجد على نفقته الخاصة بمنطقة أبو فليو شرق النيل بمدينة المنيا يقول إن هذا الصرح الإسلامى الوطنى أردت منه أن يخدم الجميع مسلمين ومسيحيين من خلال المركز الطبى وحضانات الأطفال المبتسرين ووحدة علاج الكبد وقسم التحاليل الطبية وعناية مركزة لمرضى الباطنة والقلب ومدرسة تحفيظ القرآن، مضيفاً أن المسجد الذى يقام على مساحة 800 متر يضم 3 قباب ومئذنة. وأعرب النجدى عن أمنيته فى مشاركة فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى افتتاح المسجد قبل حلول شهر رمضان المقبل.