هنا يتجسد التسامح فى أبهى صوره، مسجد لله بنى، وعليه أطلق اسم السيد المسيح.فى الأردن حيث يتجمع المصلون خمس مرات فى اليوم الواحد، يذكرون الله ويقرأون القرآن آناء الليل وأطراف النهار بصحبة عيسى بن مريم. والمسجد الذى أقيم بالقرب من كنيسة معروفة فى مدينة مادبا هو الوحيد فى العالم الذى يحمل اسم السيد المسيح عليه السلام وفقا لمؤسسه وصاحب فكرته الشيخ جمال السفرتى الذى قال: إن الفكرة تولدت لدىّ بعدما لاحظت بأن العالم الإسلامى ملىء بالمساجد التى تحمل أسماء جميع الأنبياء باستثناء اسم السيد المسيح. إمام المسجد أراد أن يوصل رسالة تسامح وتعايش بعد الحملة التى اتخذت أبعادا صليبية وانطلقت فى أوروبا قبل سنوات وأساءت للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فى صور كاريكاتورية نشرتها غير جريدة! وفى السياق ذاته دعا وزير الثقافة الأسبق محمد عبد المنعم الصاوى، عضو مجلس الشعب، ومؤسس ساقية الصاوى إلى انشاء مسجد باسم السيدة مريم البتول، مطالبا بأن يكون المسجد شديد الجمال والوقار وتفوح منه أطيب الروائح وتحمل جدرانه الآيات القرآنية لسورة «مريم» وغيرها من الآيات التى وردت بها سيرتها الشريفة. الصاوى أكد أن السيدة مريم تمثل نقطة التقاء روحانية لكل المصريين، مكانتها توحد القلوب وتضيئها بنور نحتاجه فى هذه الأيام أكثر من أى وقت مضى لمعالجة الظلام الفكرى الذى ننشغل عنه بظلام الشوارع. وفى حديثه ل«فيتو» قال الصاوى: إن فكرته هى دعوة لكل المسلمين والمسيحيين للإيمان بكل الرسل والأنبياء ومن اصطفاهم الله وطهرهم داعيا المصريين إلى الاتفاق على توحيد الجهود لإنقاذ الأمة من الهلاك وأن نستمد من السيدة مريم طاقة عفة وطهر نستعين بها على مواجهة الفساد والإفساد، مؤسس ساقية الصاوى، قال إن فكرة اطلاق اسم السيدة مريم على أحد المساجد جاءته من معلومات تفيد بأن بعض الكنائس الأوروبية تفتح أبوابها للمسلمين لاقامة صلاة التراويح خلال شهر رمضان المعظم مشيرا الفكرة تدعو إلى حرية العقيدة والتعايش فى سلام وأمان واتحاد المسلمين والمسيحيين فى مواجهة كل أشكال الفساد وسيكون له أثر كبير فى سد الأبواب فى وجهها والقضاء على الأمية الدينية وتوحيد الصف. ويظل السؤال الحائر.... هل يأتى على مصر يوم نجد مسجدا يحمل اسم السيد المسيح أو كنيسة تحمل اسم النبى محمد. صلى الله عليه وسلم .