فيما يعد بمثابة تتويج للتقارب المفاجئ الذى أعلن عنه فى ديسمبر الماضى بعد 18شهرا من الاتصالات السرية بين الدولتين، التقى الرئيسان الأمريكى باراك أوباما والكوبى راؤول كاسترو أمس فى بنما، على هامش مؤتمر القمة السابع للأمريكيتين. ورغم عدم احتواء أجندة الرئيسين على أى لقاء ثنائى بينهما، إلا أنه أحتل أهمية بالغة من وسائل الإعلام، والتى وصفته ب"التاريخي" كونه الأول من نوعه منذ 1956، أى قبل سنتين من الثورة الاشتراكية التى قام بها فيدل كاسترو، وأدت إلى القطيعة فى العلاقات الكوبية - الأمريكية فى العام 1961. ويعد هذا اللقاء الثانى من نوعه والذى يلتقى فيه الرئيسان مجددا وجها لوجه بعد المصافحة التى جرت بينهما فى أواخر 2013 فى جنوب إفريقيا خلال تشييع الزعيم نيلسون مانديلا. وعقب الافتتاح الرسمى للقمة، التى تستضيفها بنما لمدة يومين، بحضور قادة ووفود أكثر من 35دولة، شارك كاسترو وأوباما فى عشاء لقادة الدول فى المساء فى مدينة بنما القديمة. وذكر البيت الأبيض قبل القمة أنه بينما لم يتقرر بعد عقد أى اجتماع ثنائى رسميا بين أوباما وكاسترو، إلا أنه من المتوقع أن يتفاعلا أثناء القمة خلال اجتماعات رسمية وعلى هامش الاجتماعات. وقال بن رودز مستشار البيت الأبيض خلال مؤتمر صحفى:"هناك الكثير من الفرص للرئيسين لكى يتحدثان معا". ويأتى اللقاء بين الرئيسين عقب لقاء تاريخى آخر على مستوى وزراء خارجية الدولتين جمع بين جون كيرى ونظيره الكوبى برونو رودريجيز مساء أمس الأول، وهو الأول بين مسئولين على هذا المستوى منذ عام 1958. وعقب اللقاء، صرح بن كاردن المسئول الديمقراطى فى لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الشيوخ عن تقديم "توصية من الخارجية لشطب كوبا من قائمة الدول المساندة للإرهاب". وقال:"آمل أن يزيل هذا الإعلان العقبات أمام عودة العلاقات الدبلوماسية ما بين البلدين". ويعد شطب كوبا من هذه اللائحة السوداء بمثابة الشرط الأساسى الذى طرحته هافانا لإعادة فتح سفارتين فى البلدين، حتى وإن حذر أوباما بأن ذلك "يتطلب وقتا"، إلا أنه ورغم ذلك تبقى العديد من العراقيل على طريق المفاوضات الجارية بين هافانا وواشنطن نحو الوصول إلى تطبيع كامل للعلاقات بينهما، وعلى رأسها القاعدة العسكرية الجوية الأمريكية فى جوانتانامو، التى توجد فيها القوات الأمريكية منذ 1903، إلى جانب مسألة التعويضات المتبادلة التى يطالب بها البلدان عن أضرار الحظر وتأميم ممتلكات أمريكية بعد ثورة كاسترو. وفى غضون هذا، أعلن مطار أورلاندو الدولى عن بدء إحدى كبرى شركات الطيران الأمريكية فى تسيير رحلات مباشرة بين أورلاندو وهافانا فى الثامن من يوليو المقبل، مراهنة على شغف السائحين الأمريكيين بالذهاب إلى كوبا. وذكر المطار -فى بيان- أن رحلة جوية تستغرق 90 دقيقة بطائرة بوينج "737- 300"ستقلع كل أربعاء بشكل مبدئى مع توقع إضافة رحلة أخرى أيام الأحد فى وقت لاحق بالصيف.