كتب - حمادة عبدالوهاب بعد 53 عاما من القطيعة والعداوة الشديدة بين الولاياتالمتحدةوكوبا يلتقي الرئيسان الأميركي باراك أوباما والكوبي راؤول كاسترو، اليوم الجمعة، في بنما في إطار قمة تاريخية للأميركيتين تكرس التقارب بين بلديهما. وبعد المصافحة التي جرت أواخر 2013 بين أوباما وراؤول كاسترو في جنوب إفريقيا أثناء تشييع نيلسون مانديلا، يلتقي الرئيسان مجددا وجها لوجه للمرة الأولى في أول لقاء من نوعه بين رئيس للولايات المتحدة الأميركية ورئيس كوبي منذ 1956، أي قبل سنتين من الثورة الاشتراكية التي قام بها فيدل كاسترو وأدت إلى القطيعة في العلاقات الكوبية الأميركية في العام 1961. لقاء وزيري الخارجية أعلنت الإدارة الأمريكية أن وزير الخارجية جون كيري "حقق تقدما" في محادثات مع نظيره الكوبي، أمس الخميس، في بنما، إذ يسعى البلدان لتجاوز عقود من العداء واستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن "الوزير جون كيري ووزير الخارجية الكوبي برونو رودريجيز، أجريا محادثات مطولة وبناءة للغاية هذا المساء. اتفق الاثنان على أنهما أحرزا تقدما وسنواصل العمل لحل القضايا العالقة." رفع كوبا من قائمة الإرهاب وأوصت وزراة الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، برفع كوبا من قائمة الدول التي تصفها بأنها راعية للإرهاب، وتزامنت التوصية مع وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى بنما لحضور قمة الأمريكيتين. وقال بين كاردين، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي إن هذه التوصية كانت خطوة مهمة قدما في الجهود المبذولة لصياغة ما سماه علاقات مثمرة أكثر بين الولاياتالمتحدةوكوبا. لا حديث عن الشيوعية في حديثه أمام البرلمان في هافانا، قال الرئيس الكوبي إن القرارات التي أعلنتها إدارة أوباما أزالت "عقبة" كانت بمثابة حجر عثرة أمام العلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف أنه أبدى قدرا كبيرا من الانفتاحية أثناء مناقشة عدد كبيرا من القضايا، إلا أنه أكد في نفس الوقت على أن كوبا لن تتخلى عن مبادئها الاشتراكية. وقال كاسترو "إننا بنفس الطريقة التي لم نطالب الولاياتالمتحدة بها يوما بتغيير نظامها السياسي، نطالبها باحترام نظامنا السياسي." الكوبيون يريدون التطبيع اظهر استطلاع راي اُجري في كوبا في مارس الماضي ودون تصريح من الحكومه الكوبيه، ان أغلبيه الشعب الكوبي بنسبه 73% يرحب بعوده العلاقات مع الولاياتالمتحدة الإمريكية، معلقين آمالا أن عوده العلاقات بين البلدين ستساهم في تحفيز الاقتصاد المضطرب، مع إبداء قلق حول جلب هذه الإنفراجه الدبلوماسيه أيه اصلاحات للنظام السياسي الشيوعي . عقبات أمام الاتفاق التاريخي إعادة فتح السفارتين: تتناول المحادثات الثنائية التى تجرى مناوبة فى هافانا وواشنطن بجزء كبير منها استئناف العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين المنقطعة بالكامل منذ 1977، إلا أن عدم تنفيذ إعلان واشنطن، في وقت سابق نيتها بإعادة فتح سفارتها في كوبا قبل انعقاد قمة الأمريكتين المقررة اليوم فى بنما، يعنى استمرار تعثر المفاوضات. القائمة الأمريكية ل«الدول المساندة للإرهاب»: أدرجت واشنطنكوبا منذ 1982 على اللائحة الأمريكية ل«الدول المساندة للإرهاب» إلى جانب دول أخرى، وتشترط هافانا شطبها من هذه القائمة لإعادة فتح السفارتين، ويبدو أن هناك تقدم في هذا الملف بعد توصية الخارجية الأمريكية برفع كوبا من هذه القائمة. الممتلكات الأمريكية المؤممة: تبقى هذه المسألة من المواضيع الخلافية الشائكة بين البلدين لاسيما بسبب التعويضات عن عمليات تأميم الممتلكات الأمريكية التى جرت فى ستينيات القرن الماضى فى كوبا. وتؤكد واشنطن أن قيمة الدين تصل إلى سبعة مليارات دولار، فيما تعتبر هافانا أن واشنطن تدين لها بنحو 116 مليار دولار «كتعويض منصف لشعبها عما لحق به من أضرار بشرية واقتصادية» بسبب الحظر الأمريكى المطبق منذ 1962. قاعدة جوانتانامو: تطالب هافانا باسترداد القاعدة البحرية الأمريكية فى جوانتانامو الواقعة عند الطرف الشرقى لكوبا والتى تتواجد فيها القوات الأمريكية منذ 1903. لكن واشنطن لا تنوى التخلي عنها خاصة أنه للقيام بذلك يفترض أن يتمكن الرئيس الأمريكى من إغلاق معتقل جوانتانامو. الخدمات البريدية: أطلقت واشنطن وهافانا منذ 2013 أى قبل بدء التقارب بين البلدين، حوارا فى مسعى لإعادة حركة بريد مباشر. ومازالت هذه المسالة تتطلب وضع اللمسات الأخيرة، حيث لاتزال الجوانب التقنية بحاجة للتسوية. وسائل الإعلام المناهضة لكاسترو: تمول الإدارة الأمريكية راديو وقناة مارتي وهما وسيلتا إعلام معاديتان بشراسة لكاسترو تبثان من ميامي إلى كوبا لكن نسبة الاستماع إليهما فى الجزيرة ضعيف، وتطالب هافانا بإغلاقهما.