مع بدء تطبيق نظام «التصنيف العمرى» فى الرقابة على المصنفات الفنية، يظل الجدل دائرًا حول النظام الجديد، وذلك رغم ترحيب السينمائيين والعاملين فى الصناعة بهذه الآلية، حيث رأوا فيها انتصارًا لحرية المبدع، ومساعدة على تقديم نوعيات مختلفة من الأفلام، ورافعة لمقص الرقيب الذى كثيرا ما ظلم الكثير من الإبداعات بسبب جمل مطاطة فى قانون الرقابة تتعلق بالأمن العام والآداب العامة وغيرها من المصطلحات التى يضمها القانون الذى يحكم الرقابة من الخمسينات رغم التطور التكنولوجى والطفرات التى نشهدها.جاءت فكرة تطبيق التصنيف العمرى على الأفلام، بعد تأكيد عدد من المبدعين وصناع الأعمال السينمائية، أن تغيير قوانين الرقابة بالتصنيف العمرى، يصب فى مصلحة الصناعة، ويهدف إلى تطويرها خلال الفترة المقبلة، بعد المعاناة التى شهدتها، والأزمات التى أحاطت بها وأهمها الفقر الإنتاجى طوال السنوات الأخيرة، واعتبروا أن هذا التصنيف يقضى على ظاهرة «النجم» فى السينما، ويجعل الموضوع الذى يتسم بالجرأة هو البطل الحقيقى، ويمنح قبلة حياة جديدة للسينما، بإنتاجات وتجارب سينمائية مختلفة، بعيدا عن الأجور الباهظة للنجوم.
فى حين أن المعارضين للقانون وجدوا فيه أنه سيسبب حالة من الانفلات، لدرجة أن خيال البعض وتحديدًا من المؤسسات الدينية رأوا أن قانون التصنيف العمري يعنى زيادة مشاهد العرى.
هذه الحالة من الارتباك والفهم الخاطئ لقانون التصنيف العمرى والمطبق فى معظم دول العالم أدت إلى ارتباك الرقابة نفسها فى تطبيقه، ورغم أن عبدالستار فتحى، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية ومن خلال تصريحاته قد أكد أن الجهاز بدأ فى تطبيق التصنيف العمرى على الأفلام المصرية والأجنبية، بحيث يتم مشاهدتها من قبل لجنة المشاهدة فى الرقابة، ثم تحديد ما إذا كانت تصنف للكبار فقط، أم لكل الأعمار، وهو ما حدث بالفعل مع الأفلام المصرية، ولكن يبدو أن مأزق الرقابة سيكون مع الأفلام الأجنبية، حيث تبدو الرقابة عاجزة عن تطبيق هذا القانون مع الأفلام الأجنبية وتحديدًا «الجريئة» منها، وهو ما أكده تصريح آخر لرئيس الرقابة، حيث قال إن بعض الأفلام يتم تطبيق التصنيف العمرى عليها، والأخرى يتم حذف بعض لقطاتها لجرأتها إذا تطلب الأمر، لافتًا إلى أنه قبل تطبيق التصنيف العمرى كان يتم حذف بعض المشاهد واللقطات حيث تم حذف مشهد جنسي كامل من فيلم «focus» للنجم العالمى ويل سميث والذى تدور أحداثه حول رجل وامرأة يقومان بعمليات سرقة ونصب بطريقة محترفة، ولكن الأمور تسوء بينهما، بعد أن تتحول علاقة العمل إلى علاقة عاطفية، وتتوالى الأحداث فى إطار رومانسى بوليسى مشوّق بين أبطال الفيلم.
كما تم حذف 4 لقطات «عرى» من الفيلم الحائز على 4 جوائز أوسكار «birdman» من أحداثه التى تدور حول أحد نجوم هوليوود الذى يدعى «ريج» ويجسد دوره النجم العالمى مايكل كيتون حيث يحاول أن يستعيد مجده ونجوميته من خلال تقديم عرض مسرحى، بعد أن خفت نجمه لسنوات عديدة.
وأوضح الرقيب أنه إذا رأت لجنة المشاهدة حذف مشهد بعينه لكونه يتنافى أدبيًا مع الذوق العام، يقوم بإبلاغ المنتج بحذف هذا المشهد أو يتم تصنيف الفيلم عمريا لفوق 18 سنة، وفى حالة موافقة المنتج على الحذف يتم تصنيفه لكل الأعمار.
كذلك تم حذف لقطتى عرى من فيلم «the devil's hand» والذى تسرد أحداثه قصة 6 فتيات يولدن فى اليوم السادس من الشهر السادس لأمهات مختلفات فى قرية صغيرة ذات طابع دينى بولاية بنسلفانيا الأمريكية، بحلول عيد ميلادهن ال 18، تبدأ نبوءة قديمة فى التحقق.
وشهد فيلم «ex machina» حذف 5 لقطات «عرى» من أحداثه التى تدور فى إطار تشويقى حول مغامرة لمبرمج كمبيوتر.
وعن الأفلام التى تم رؤيتها وتصنيفها قال عبد الستار فتحى، أجزنا فيلم «فزاع» بطولة هشام إسماعيل، إنعام سالوسة، عمرو رمزى، إخراج ياسر زايد، والذى تدور أحداثه فى إطار كوميدى حول شخصية «فزاع» التى قدمها هشام إسماعيل فى مسلسل «الكبير أوى» مع الفنان أحمد مكى، وتم تصنيفه لكل الأعمار، وفيلم «زنقة ستات» بطولة إيمى سمير غانم وحسن الرداد، وآيتن عامر، إخراج خالد الحلفاوى، إنتاج أحمد السبكى، حيث تمت الموافقة عليه دون إبداء ملاحظات وتم تصنيفه لكل الأعمار من 8 سنوات فما فوق، موضحا أن منتجه أحمد السبكى اعتقد أن الفيلم تم تصنيفه للكبار فقط لكنه تدارك الأمر.