مشاركة مصر في عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد معاقل الحوثيين لإنهاء الانقلاب والاعتراف بالشرعية في اليمن، أكدت مصداقية الرئيس عبد الفتاح السيسي فيما ذكره بأن مصر تعتبر أمن الخليج جزء من أمنها القومي، وأن تنفيذ هذا الأمر لا يتعدى "مسافة السكة ". نفذ الرئيس السيسي وعده وبعث برسائل عاجلة لمن يهمه الأمر أن بلاده قادرة على ردع من يقترب من أمنها القومي والعربي، وأن "عاصفة الحزم" هي رسالة قوية مفادها أن الوطن العربي قادر في أي وقت على سرعة الحسم والحزم عندما يتعلق الأمر بالأمن العربي. القمة العربية أجابت على بعض التساؤلات التي طرحنا في مقال سابق قبل انعقادها، حيث نجحت فيما كانت تصبوا إليه، تكوين قوة عسكرية عربية موحدة لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء بالجامعة العربية وسيادتها الوطنية وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي بما في ذلك تهديدات التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الدولة المعنية. والسؤال الذي يتردد الآن، متى يتحول وجود قوة عربية مشتركة على أرض الواقع؟ .. وكيفية آليات عمل القوة؟ .. وكم تحتاج ميزانيتها؟ وكيفية تشكيلها؟ .. الإجابة على هذه التساؤلات ننتظرها عبر توصيات الفريق الرفيع المستوى المكون من رؤساء أركان القوات المسلحة في الدول الأعضاء بعد دراسة كافة جوانب الموضوع لعرضها على مجلس الدفاع العربي المشترك لإقراره. لكن ما الوضع مع الأزمة السورية؟ .. الإجابة تبدو صعبة للغاية في ظل تأزم هذه الأزمة يوم بعد آخر، وخاصة أن بعض الدول ترى أن الحل السياسي هو الحل الأمثل لتجاوز الأزمة، والحفاظ على الأراضي السورية، في ظل دعم دول لديها أجندات تريد تنفيذها في المنطقة للمعارضة السورية، فيما تؤيد دول أخرى التدخل العسكري والوقوف بجانب المعارضة السورية وتسليحها. وبالتالي، لا يمكن استبعاد ظهور أزمة على السطح بمجرد تدخل القوة العربية المشتركة في الأزمة السورية المعقدة التي لا تجد حلاً حتى الآن لتبقى علامة استفهام كبيرة ما جدوى تلك القوة؟! .. سؤال تجيبنا عنه الأيام المقبلة.