هناك فرق جوهري بين الوقفة الاحتجاجية والإضراب عن العمل والبلطجة!! فأن تعترض علي موقف أو تطالب بحق تراه, من الممكن أن تعلن عن ذلك عبر وقفة احتجاجية تعبر فيها عن موقفك أو تعلن خلالها عن مطالبك. أما الإضراب عن العمل فهو التوقف عن العمل بهدف الضغط لتحقيق مكاسب ما سياسية أو مادية, وخلال الأسبوعين الماضيين أضرب عدد من العاملين في أمانة اتحاد الإذاعة والتليفزيون وفنيو الهندسة الإذاعية والمهندسون والمصورون وفنيو المونتاج في التليفزيون, وما حدث منهم لم يكن وقفات احتجاجية أوإضرابا عن العمل, بل تعدي الإمر الي تعطيل الأسانسيرات في مبني تصل عدد أدواره الي27 دورا, وإغلاق الجراج لمنع خروج أو دخول أي سيارات, وإغلاق استديوهات الإذاعة بالأدوار الثاني والرابع والسابع, وإغلاق استديوهات المونتاج في التليفزيون وقطع الإنترنت عن المبني, بل وتصدوا لمن بحاول أن يسير أعمال المبني من غيرهم. ولا شك أن المسئولين في ماسبيرو قد أخطأوا كثيرا عندما حضروا عفريتا اسمه اللائحة المالية, ولم يستطع أحد صرفه حتي الآن. ورغم أنني متعاطف مع العديد من قطاعات ماسبيرو الذين يطالبون بالمساواة مع زملائهم في الدخول, حيث أن اللائحة تميز بين قطاع وآخر رغم أن العاملين فيهما يمارسون نفس المهنة ويحملون نفس المؤهل. فالغريب أن العاملين بالهندسة الإذاعية لا يطالبون برفع أجورهم بنسبة معينة مثلا, ولكن يطالب الفنيون بمساواتهم بالبرامجيين, رغم اختلاف طبيعة عملهم عن الإذاعيين وأنهم مؤهل متوسط, بينما يطالب المهندسون بمساواتهم بالتليفزيونيين, ولا شك أن هذه المطالب لا تتطلب خبيرا اقتصاديا لعلاج الميزانية, ولكنها تحتاج الي طبيب نفسي لعلاج مثل هذه العقد النفسية. وليت مجلس الشعب يسرع في إصدار قانون ينظم الإضراب عن العمل حتي لا يتحول الأمر في كثير من الأحيان من مطالب مشروعة الي بلطجة. المزيد من أعمدة جمال نافع