«مستشفى الهلال للعظام» من المستشفيات التى يجب أن نفخر به، فرغم ضعف الإمكانات داخله، وبعض أوجه القصور التى يمكن أن تشوب المبنى، فإن حماس مدير المستشفى والعاملين به سواء من أطباء شبان أو جهاز تمريض يعوض ذلك النقص، لأنهم يتعاملون مع المرضى بقلوبهم، وضمائرهم من منطلق إنسانى وهو ما يخفف من معاناتهم. وما يؤكد ذلك ما سطره المرضى فى كل ركن من أركان المبنى كانت كلها كلمات تقدير وعرفان لهذا الصرح ودوره الرائع فى العديد من الأحداث الكبرى التى مرت بها البلاد، ومنها علاج أكثر من 15 ألف مصاب من ضحايا ثورة يناير، وهذا ليس غريبا على أكبر مركز متخصص فى علاج العظام فى مصر يقع بقلب القاهرة يستقبل يوميا آلاف الحالات الحرجة من جميع المحافظات، سواء الفقراء لرخص تكاليف العلاج بالمستشفى أو الاغنياء لثقتهم فيه وتخوفهم من المستشفيات الخاصة. لهذا أتوجه بسؤال للدكتور عادل عدوى وزير الصحة ألا يستحق هذا المستشفى زيارتك ودعمك واهتمامك؟ فهل يعقل أن يتم نقل الحالات الحرجة من المستشفى لإجراء التحاليل والأشعة خارجه واعادتهم إليه وسط هذا التكدس المرورى التى تعانى منه المنطقة على مدى اليوم؟ وهو ما يسبب مضاعفة آلام المرضى وذويهم ورجال الإسعاف لعدم وجود بعض أجهزة الاشعة أو تعرضها للأعطال بصفة مستمرة بسبب قدمها، بالإضافة إلى عدم توافر صيدلية تابعة للمستشفى لصرف المستلزمات الطبية منها بدلا من اضطرار أقارب المرضى للبحث عنها خارج المستشفى وتعرضهم لمغالاة واستغلال بعض الشركات القريبة. وكنت أتساءل دائما لماذا هذا الكم الهائل من سيارات الإسعاف التى تتجول «كعب دائر» فى شوارع القاهرة بصرخاتها الشهيرة؟ وقد أيقنت أن السبب هو بقاء كل سيارة إسعاف ساعات طويلة مع كل مريض لحين انتهاء الفحوصات الخاصة به بدلا من استغلالها لنقل حالة اخرى فى حاجة ملحة لنقلها للمستشفيات لتلقى العلاج.