الرعاية الصحية التى يكفلها الدستور للمواطن المصرى يجب أن تكون رعاية متكاملة، تضمن للمريض أن يتلقى علاجا لدائه فى أى تخصص يحتاجه، داخل حدود بلده، دون أن يكون لزاما عليه أن يشد رحاله .. هذا بالضبط ما يحلم به مواطنو قرى منشأة القناطر المدينة الرئيسية بمركز إمبابة أحد مراكز «محافظة الجيزة» ، وهو الموقع الموازى لاستراحة السادات والتى تقع أمام قناطر محمد على والقناطر الجديدة. أما الخدمة الصحية المتاحة لهم فهى التى يقدمها مستشفى مبارك المركزى الذى يقع على طريق المناشى - الخطاطبة المسمى ب «طريق الموت»، ويخدم المستشفى أكثر من 500 ألف مواطن يقطنون فى 25 قرية بمركز منشأة القناطر ، لكن منذ انشاء المستشفى فى عام 2009 وهو يعمل بنسبة 10% فقط من طاقته الحقيقية . رئيس اللجنة الشعبية بقرى مركز منشأة القناطر أحمد خضر قال إن عدم تشغيل المستشفى بطاقته الكاملة تسبب فى عدم قيامه بدوره الذى يجب أن يقوم به من الخدمة الصحية بالمنطقة ، فهو يقتصر على تشغيل 5 عيادات فقط تعمل بضع ساعات صباحاً ، وكانت النتيجة اضطرار المرضى للسفر الى القاهرة قاصدين مستشفياتها ، أو الذهاب الى عيادات الأطباء والمراكز الطبية القريبة التى رفعت أسعارها ، فقانون العرض والطلب هو الذى يحكمها وليس تقديم خدمة طبية مجانية أو بأسعار زهيدة ، والأهالى مضطرون لاقتطاع جزء من دخلهم المحدود غير الثابت أصلا للانفاق على تذاكر المراكز الطبية وأجور الأطباء فى عياداتهم الخاصة التى باتت تحتكر العلاج بعد أن عجز المستشفى المركزى عن العمل بكامل طاقته. ويضيف خضر أنه حمل هموم المواطنين فى قرى مركز منشأة القناطر وتوجه بها الى مكتب السيد وزير الصحة في يوم 21-12-2014 وقدم له شكوى ملخصها أن المستشفي يحتاج لتدعيم كامل من أجهزة طبية وهيكل طبى وادارى فى أسرع وقت لأن المنطقة بات يحتكرها عدد كبير من الاطباء والعيادات الخاصة التى تزيد من العبء على المواطنين البسطاء ، وأيضاً نظراً لبعد المنطقة عن مستشفيات القاهرة ، وقال للوزير إنه لا يوجد بالمركز مستشفى أو عيادة مخصصة لاستقبال الطوارئ بجميع أشكالها من حوادث أو حالات مرضية مفاجئة مما يؤدى الى حدوث الكثير من الوفيات بجميع قرى المركز . ونقل خضر للوزير مطالب المواطنين بالاستجابة السريعة ومد يد العون لهذا المستشفى ولهذه المنطقة التى هى فى أمس الحاجة الى الرعاية الطبية وهى أبسط الحقوق لهم . وقام بتقديم الشكوى مكتوبة ومدعمة ببعض الصور الفوتوغرافية لتوضيح السلبيات بالمستشفى وما تفتقده من خدمات ، فالمستشفى كاد أن يكون مهجوراً، وحدث أن استجاب وزير الصحة الى الطلب المقدم من المواطنين وبالفعل قام المسئولون عن ادارة المستشفى بعد هذه المقابلة بأربعة أيام ، وتحديدا فى يوم 28 -12-2014 بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور محمد عزمى وكيل وزارة الصحة بالجيزة والدكتور طارق الجيش مدير ادارة الطب العلاجى بمديرية الصحة بالجيزة لاستكمال التحقيقات الفنية وتقييم وضع المستشفى الحالى وحصر ما به وما يحتاجه من امكانات ، وبالفعل تم حصر كل مانحتاجه المستشفى من امكانات وأجهزة ومستلزمات طبية ، وكذلك الهيكل الوظيفى من أطباء واداريين ، وبدأ على الفور العمل ووضع خطة للتطوير على أن يسلم المستشفي أخر يناير الماضى الى الاهالى ليعمل بكامل قوته طوال أيام الاسبوع وعلى مدى 24 ساعة بجميع التخصصات من عيادات خارجية وأقسام داخلية . وقال خضر : هذا هو الجزء الايجابى لكى يسند كل نجاح وعمل الى صاحبه ولكل مسئول يعمل ويراعى ضميره من أجل الله والوطن ، والمنتظر أنه فى غضون شهر سيسلم المستشفى كاملا، والمواطنون فى انتظار استكمال تشغيل المستشفى بعد أن وصلت نسبة التشغيل فعلاً الى 40% حتى الآن من تجهيزات شاملة جميع النواحى بالمستشفى ، ولايزال الأهالى البسطاء ينتظرون من وزير الصحة ومحافظ الجيزة استكمال جهود اللجنة الشعبية التى قامت بتقديم كثير من التبرعات وشراء أجهزة ومستلزمات طبية وأثاثات وخلافه حسب امكاناتهم وطاقاتهم المادية . وأضاف أن طلبات المواطنين تشمل تجهيز وحدة الغسيل الكلوى نظراً لارتفاع أعداد المرضى بالمنطقة كما أن الوحدات الموجودة بدائية ولا تكفى حاجة المواطنين ، كما يحتاج المستشفى الى وحدة لعلاج المبتسرين (حضانات ) ووحدة عناية مركزة لرعاية الحالات الحرجة ، ويقول أعتقد أنها طلبات مشروعة لحياة كريمة فكيف يستقبل المستشفى حالات ولادة دون وجود حضانات أو وحدة عناية مركزة ؟ وكيف ستجرى عمليات جراحية واستقبال التطورات المرضية والحوادث دون عناية مركزة ؟ فهذه أمور لازمة حتى لايتحول المستشفى الى محطة لتحويل المريض منها الى أحد مستشفيات القاهرة لإنقاذ حياته ، ثم يعود مهجورا مرة أخري. وقال : حتى الآن لاتوجد أى معلومات أو أخبار عن أى خطوة عن تلك المتطلبات الناقصة من النقاط الخمس نقاط المذكورة بالشكوى المقدمة للوزير والتى وافق على تنفيذها أسوة بمستشفى زفتى العام التى قامت وزارة الصحة بتطويره وتجهيزه فى فترة وجيزة ووقت قصير وعلى أعلى مستوى من الخدمة والجودة بجميع التخصصات ، ولم تلتفت الوزارة هناك الى روتين أو عقبات مالية . موضحا أن المسئولين أكدوا أنه لابد من الحاق احتياجات المستشفى بالسنة المالية الجديدة لاستكمال اجراءات معينة وأمور مادية أخرى تحتاج الى وقت طويل وروتين