في الوقت الذي يتصارع فيه ثلاثة مرشحين جمهوريين علي انتخابات الرئاسة الأمريكية... قام بسحب أوراق الترشح لمنصب رئيس الجمهورية لدينا في مصر رقم خرافي وصل في اليوم الأول فقط الي حوالي 189 مرشح من طالبي الشهرة... لا يميزهم شيء سوي قدر كبير من الجرأة التي تصل الي درجة الوقاحة... وكأن الصراع قائم علي بعض المواد الغذائية في جمعية تعاونية وليس علي مصير امة. هذا بالإضافة الي انقضاض الإسلام السياسي علي الأمر... الإسلام المسيس الذي قفز علي الثورة ثم علي مجلسي الشعب والشوري ثم علي التشكيل الوزاري ثم علي اللجنة التأسيسية لوضع الدستور. فمن الملاحظ سيطرة الإسلام السياسي على مسرح الثورات العربية فهو الجهة الأكثر تنظيماً وفاعلية وشرعية شعبية.... دخل الإسلاميون كطرف رئيسي في شعبية تدعمها قوى دولية راغبة في تغيير وجه العالم العربي السابق. قبلوا فكرة الديمقراطية بشكل مؤقت لأنها بالنسبة لهم مجرد كلمة قادرة علي أرضاء المجتمع الذي نادي بها حين ثار علي أنظمته الديكتاتورية... ولكنهم في نفس الوقت لا يقبلون ما يسمي بالدولة المدنية. فمنهجهم الفرائض لا القيم الإنسانية الكبرى كالعدل والحرية والمساواة ولذا فهو لا يملك أي اجابات علي التحديات المعاصرة...ولا يسعنا سوي ان نضرب كفا علي كف كل يوم حين نري رئيس المجلس الانتقالي الليبي يترك مشاكل بلادة ويعلن حكم الشريعة ويبيح تعدد الزوجات...ونضرب كفا علي كف حين نري تونس تترك مشكلاتها وتتجه الي إلغاء نظام الاحوال الشخصية الذي أقره الحبيب بورقيبة في الخمسينيات حتي يتثني الزواج من اربع وتهتم بالنظر في امر قوانين شرب الخمر والمرافق السياحية....ونضرب كفا علي كف حين نري الأسلاميون يتصدون في لبنان لمحلات بيع الخمور وتقنين حريات المرأة. لم نري حتي الأن من يتحدث عن مشروع اقتصادي تنموي...لم نجد من يتحدث عن العمل والأنتاج وكيفية القضاء علي الفقر والجهل والمرض والعشوائيات. الكل يتحدث فقط بأسم الدين عن الدين. رغم انه بأستثناء التجربة التركية لم نجد على مستوى الحركات والأحزاب السياسية والإسلامية كافة أي مشروع تنموي ناجح ....وفشلت جميعاً فشلاً ذريعاً على مستوى البرامج والخطط التنموية والإصلاحية كما في إيران والسودان وأفغانستان وفلسطين والصومال, ولم تستطع هذه الجماعات تحقيق أي إنجاز نافع لا لمجتمعاتها ولا للعالم. للأسف تمركز كل هم التيار الأسلامي حول المرأة وكبت الحريات ...تمركز حول الحجاب والنقاب.... تمركز حول تعدد الزوجات وعودة الجواري... تمركز حول عمل المرأة والأختلاط بالمرأة وان صوتها عورة ووجودها نفسة عورة....تمركز حول نصرة الأسلام من خلال رفع علم كتب علية الشهادة ومن خلال صندوق انتخابات....تمركز في جمعيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي لا تريد سوي ان تلاحق النساء....تمركز حول ما يسمي بالخلافة الاسلامية متناسين ان الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجوز لانة سيتولاها بشر وليس انبياء.... بشر غير معصومين من من الخطأ، والسهو، والنسيان والمعصية. العلة الأساسية المزمنة التي تحكم تصورات ورؤى هذه الجماعات هي مرجعية الماضي لا المستقبل... مرجعية حكم الخلافة الأسلامية مع أن الحقيقة ان طوال 11 قرن من الخلافة ساد الجهل والصراعات الدموية ولم يتحقق أي شيء من العدالة والمساواة...فعن أي خلافة يتحدثون... ثلاثة خلفاء راشدين من أربعة مجموع حكمهم 29 سنة قتلوا يا سادة يا كرام... والشريعة لم تكن حلا لمجتمع الخلافة الاسلامية ، فقد غرق ذاك المجتمع في خضم مشكلاته وازماته ، ولم تفلح نظم الشريعة وقوانينها وحتى قيمها في حلها وازالتها. . ان الخلافة الوحيدة التي أفاخر بها هي خلافة أبي بكر، ولا أريد أن أرى في أي بلد عربي دولة الخلافة، وإنما دولة مدنية تتسع لجميع المواطنين، تستهدي قوانينها من القرآن والسنّة، ولا تخالف الشريعة، دولة قانون عصرية... الحكم فيها للشعب لا لديكتاتور. رئيس مصر القادم اتمناة موْمنا بالدولة المدنية ...بالدولة المتحضرة التي تنتهج مبدأ العلم والأدارة...الدولة المنفتحة علي العالم...الدولة التي توْمن بالوسطية والتعددية والحريات الشخصية...الدولة التي ستوحد جهودها من اجل النهوض بنفسها لتكون في مصاف الدول المتقدمة ...ولنا في تركيا وماليزيا والأمارات اسوة حسنة...رئيس مصر القادم اتمناة متحدث لبق يجيد اللغات الأجنبية وليس امام مسجد يحدثني عما قالة الله عزوجل ورسولة الكريم, فأنا لست في حاجة الي "داعية" ولكني في حاجة الي "رئيس دولة" .....رئيس مصر القادم اتمناة لا يجازف بأمن بلادي...رئيس ملم بالسياسة والأقتصاد وبشئون البلاد الداخلية والخارجية...واختتم بأن رئيس مصر القادم اتمناة شخص "يستحي" من ان يستغل حاجة وجهل الأخرين ...اتمناة شخص "يخجل" من ان يدفع ثمن كرسي لن يدوم........... فلا خير فيمن لا يستحي من نفسة!!.. [email protected] المزيد من مقالات رانيا حفنى