فى ظل ازمة اقتصادية تعصف بالاخضر واليابس ، اتخذ المسئولون بمحافظة سوهاج قرارا بإزالة زراعات القمح من اراض صحراوية تزيد مساحتها على 700 فدان بالجبل الغربى ، انفق على استصلاحها وزراعتها مبالغ تقدر بنحو 50 مليون جنيه وارسلت بالفعل الجرافات فى الايام الماضيه لتدمير هذه الزراعات التى كانت تحتاج إلى مهلة لاتزيد عن شهرين لاكتمال نضجها وحصادها كما يقول اصحابها بحجة ازالة التعديات يوضح عاطف عبد الراضى مزارع من قرية الخنانسه غرب بالمنشأه منذ نحو 20 عاما ويقول قمنا باستصلاح مساحة كبيرة فى المنطقة الصحراوية بمنطقة الكوامل المجاورة لمدينة سوهاج الجديدة التى تم انشائها بعد ذلك وبذلنا جهودا كبيرة لاستصلاحها وانفقنا مبالغ طائلة عليها حتى تحولت من صحراء جرداء الى واحة خضراء تزدان بسنابل القمح وقام الكثيرون من الاهالى بربط هذه المساحات فى هيئة الاصلاح الزراعى والهيئة العامه لمشروعات التعمير والتنمية الزراعيه بمقابل انتفاع سنوى، وبعضهم قام بتملكها. ويضيف منذ فترة عرفنا ان مدينة سوهاج الجديدة التى تم انشاؤها عام 2000 تريد ان تضم هذه الاراضى المنزرعة وغير المنزرعة والتى تقدر بنحو 30 الف فدان لحوزتها ، برغم أن القرار الجمهورى حدد لها 1100 فدان فقط، وبالسؤال أكد الجهاز أن هذه المساحة قد تحتاجها المدينة فى انشاء مشروعات مستقبلية بعد 50 سنة علما بان هناك اكثر من 3000 فدان بجوار الزراعات تصلح لاقامة هذه التوسعات المستقبلية وهنا طالبنا جهاز المدينة والوزارة بتقنين أوضاعنا على هذه المساحات بايجار شهرى لحين الحاجة الينا وتعهدنا بذلك بكتابة اقرارات رسمية وبرغم ذلك تم الرفض وكأن هناك مشروعا قوميا لايحتمل التأخير سيتم انشاؤه فى هذه الارض، ويقول : فوجئنا بقيام حملة مكبرة لإزالة الارض وحرث القمح والبصل والطماطم وطلمبات المياة بحجة تنفيذ طريق بطول 8كم من المدينه الى مطار سوهاج وبالتأكيد لم نعترض على تنفيذ المشروعات القوميه ولكن كل ما هنالك اننا طالبنا وتوسلنا اليهم بمنحنا فرصة لمدة شهرين لحين جمع القمح والخضراوات التى ينتظرها الاسر بعد ان انفقوا كل مايملكون عليها لكنهم رفضوا ونفذوا قرار الازالة فورا وتم اعدام اكثر من الف فدان. يؤكد الوردانى عكاشه مزارع ليت الأمر وصل الى انشاء الطريق فقط بل يريد جهاز المدينة تبوير مساحه 400 متر على الجانبين كحرم للطريق الأمر الذى يؤدى إلى خسائر كبيرة للمزارعين تصل إلي نحو 50 مليون جنيه ما بين تكاليف استصلاح للارض وحفر آبار ارتوازى وماكينات ومصاريف زراعة وتلف للانتاج ولذلك فقد قمنا برفع مذكرة إلى النيابة نشكو فيها مالحق بنا من تلفيات نتيجة عمليات الإزالة التى أتت على كل شيء من الأراضى. ويضيف كيف تعتبرنا الحكومه لصوصا للأراضى ونحن ندفع عنها مقابل انتفاع ولدينا حيازات ونصرف عنها مستلزمات زراعية؟! وطالب بوقف الإزالات وتقنين أوضاع المزارعين باعتبارهم منتجين وليسوا بلطجية ويوضح السيد خاطر احد المزارعين ذهبنا قبل الازالة بيومين الى المسؤلين بجهاز المدينه وتوسلنا اليهم أن يقوموا بتأجيل تنفيذ قرار الإزالة لحين الانتهاء من جمع المحصول لنستفيد منه ونعوض جزءا من خسارتنا ولكنه للأسف لم يستجب لنا وتم تنفيذ قرار الإزالة وهدمت الآبار وجرفت الارض. ويقول المهندس السيد ابو عميره من اولاد سلامه احد المزارعين كان الأسلوب المتبع فى استصلاح الاراضى الزراعية التى شملت كل بلادنا هو وضع اليد وزراعتها اولا قبل السماح بشرائها حسب قوانين وزارة الزراعة وترتيب الأوضاع وهكذا تم استصلاح مساحات شاسعة من الأرض بسوهاج تصل الى 50 الف فدان معظمها مربوطة علينا لدى أملاك الدولة ونقوم بالتوريد عليها 1200 جنيه سنويا للفدان ويوجد إيصالات تثبت ذلك واصبحت تدخل دائرة الإنتاج ،وكنا نتأهب لحصاد القمح فى شهرى أبريل ومايو المقبلين الى ان جاءت قرارات مدينة سوهاج الجديدة بازالة الزراعات لتنفيذ الطريق. ومن جانبه قال محمد مصطفى وهبه رئيس جهاز مدينة سوهاج الجديدة: «إن حدود المدينة وإحداثياتها معروفه لدى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التابعة لمجلس الوزراء ومديرية المساحة وأن هذه الإزالات بها أحكام نهائية من المحكمة المختصة ولا تتم إلا بعد مراجعة المستشار نائب رئيس مجلس الدولة للتأكد من أنها داخل كردون المدينة، وقال أن الجهاز لا يعتد بأى عقود مع المزارعين إلا بعقود نهائية مسجلة ويكون تاريخها قبل إنشاء المدينة، وأن خلاف ذلك لا يعتد به طبقا للقانون رقم 59 الخاص بإنشاء هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أما عن اعطاء مهلة للمزارعين لحين جمع المحصول فقال ان ذلك يكون بالتراضى بيننا وبين المزارعين وليس بالإجبار أو التهديد بالاعتصام والتظاهر. ومن جانبه اكد محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم أنه سيلتقى بالمتضررين من إتلاف المحاصيل وردم الآبار لبحث المشكلة لإيجاد حل.