تباينت نتائج معاينات هيئة الأبنية التعليمية وشركة المقاولون العرب فى 77 مدرسة بالإسكندرية، وظهرت اختلافات كبيرة فى الرأى بينهما. ففى الوقت الذى أكدت فيه المقاولون العرب ضرورة الإخلاء الفورى وإزالة عدد من هذه المدارس لخطورتها على حياة التلاميذ وعدم امكانية ترميمها أو الإصلاح والتجديد بها، جاء تقرير الأبنية التعليمية عن نفس المدارس ليؤكد صلاحية بعضها وأن وضعها مستقر وآمن بينما يحتاج البعض الآخر منها إلى صيانة فقط، مما أدى إلى حيرة المسئولين المعنيين حول اتخاذ القرار المناسب من جراء التضارب الخطير بين تقارير الجهتين. وللوقوف على الحقيقة، أحال التنفيذيون والمختصون بالعملية التعليمية الأمر إلى محافظ الاسكندرية لتكليف لجنة المنشآت الآيلة للسقوط بكل حى بإجراء معاينات أخرى كل فى نطاقه لإصدار تقارير خاصة بهذه المدارس للفصل بين الرأيين. وكانت مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية خلال الفترة الماضية قد قررت إخلاء خمس مدارس بإدارات المنتزه التعليمية وإدارات شرق ووسط ، تنفيذا لقرار رئيس مجلس الوزراء بالإخلاء الفورى لأى مدارس تمثل خطورة على الطلاب. وقد حصل «الأهرام» على نسخة من التقرير الذى جاء فيه على سبيل المثال وليس الحصر أن لجنة معاينة المقاولون العرب أكدت أنه لابد من الإخلاء الفورى لمدرسة فوزى معاذ الإعدادية بنات التابعة لإدارة وسط الإسكندرية التعليمية لجدوى الترميم والصيانة، بينما جاء رأى منطقة الأبنية التعليمية بأن هذه المدرسة لا تحتاج إلى إخلاء وإنما تحتاج لصيانة وترميم ولها مقايسة ترميم وصيانة، وفى مدرسة كوم الشقافة الإعدادية التابعة لإدارة غرب، رأت لجنة المقاولون إخلاءها فورا وإعادة المعاينة، أما منطقة الأبنية التعليمية فقد رأت أن المدرسة بحالة مستقرة ولا تحتاج صيانة. وحول مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية ببرج العرب، فقد أكد تقرير شركة المقاولون إخلاءها فورا وإزالتها، بينما جاء رأى الأبنية التعليمية أيضا ليقول بأنها فقط تحتاج لترميم وصيانة، وأيضا مدرسة النهضة النوبية الإعدادية رأت فيها لجنة المقاولون ضرورة الإخلاء الفورى وإعادة المعاينة لمتخصص للكشف عن جدوى الترميم من عدمه، بينما جاءت معاينة الأبنية التعليمية لتؤكد أنها لا تستوجب الإخلاء والمدرسة بحالة مستقرة وتحتاج لترميم وصيانة فقط، وغيرها من الإختلافات والتناقضات الغريبة فى رأى معاينات لجان الجهتين حول 77 مدرسة تستوعب عشرات الآلاف من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بمختلف إدارات الإسكندرية التعليمية الثمانى، حياتهم مهددة بالخطر، وهو ما يستوجب تحرك المسئولين قبل فوات الأوان ووقوع كوارث، وضرورة كشف الحقيقة حول تضارب تقارير الجهات الحكومية حول هذه المعاينات.