أثبت الهجوم الإرهابى الغادر الذى تعرضت له تونس الأسبوع الماضى أن الإرهاب صار خطرا متناميا يأتى على رأس التهديدات المحدقة بالأمن القومى العربى ، وأن دول المنطقة كافة صارت ملعبا مفتوحا للهجمات الشرسة من العناصر المتطرفة ، تستلزم مواجهتها بتحرك عربى ودولى واسع النطاق. وعقب العملية الأخيرة ، دخلت تونس فى دائرة استهداف الجماعات الإرهابية المتشددة،وأصبحت العاصمة هدفا جديدًا للإرهابيين عبر تنفيذ عملية جديدة، فى قلب العاصمة التونسية، حيث أنه لأول مرة يتم فيها استهداف السائحين الأجانب ، دون عناصر الأمن والجيش. تهدف العملية الإرهابية الأخيرة بشكل كبير لضرب السياحة التونسية التى تعتبر مصدرا مهما للدخل القومى للبلاد ،من أجل تدمير الاقتصاد الوطنى، حيث تمثل السياحة 7٪ من الناتج المحلى الإجمالي، وتقدر حجم الخسائر لهذا الموسم لقطاع السياحة بنحو700 مليون دولار.حسب تصريحات رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد الذى دعا الشعب التونسى إلى الالتفاف حول قوات الجيش والأمن، مشيرًا إلى أن المعركة مع الإرهاب طويلة وجاء الهجوم على متحف باردو فى ظل مناقشة إحدى لجان مجلس الشعب التونسى، هذه الأيام، قانون مكافحة الإرهاب، حيث تناقش لجنة التشريع العام فى المجلس، مشروع القانون قبل عرضه على البرلمان فى الأيام المقبلة، وقد نجحت الأجهزة الأمنية فى تحديد هوية منفذى الهجوم الإرهابى وهما التونسيان “ياسين العبيدي” و”حاتم الخشناوى “ وهما من العناصر المتشددة . وأوضح محللون سياسيون، أن الهجوم الإرهابى على متحف باردو مرتبط بالفوضى الأمنية التى تشهدها الجارة ليبيا، حيث أصبحت الأخيرة “مرتعا” للجماعات المسلحة المتشددة، وأبرزها “تنظيم داعش الإرهابى ولم يستبعد، أن تكون “جماعة أنصار الشريعة” فى تونس وليبيا، وراء الهجوم الاخير ، وكذلك “كتيبة عقبة بن نافع” التونسية المتشددة، المرتبطة بتنظيم القاعدة الذى ينشط فى جبل الشعانبى على الحدود مع الجزائر. وأخيرا، يمكننا القول إن الحادث الأخير يثبت صدق التحذيرات المصرية فى مناسبات عديدة من أن الإرهاب لا وطن له ولا دين ،ويؤكد ضرورة المواجهة الشاملة التى طالما نادى بها الرئيس عبد الفتاح السيسى والبعد عن المعايير المزدوجة فى تصنيف العمليات الإرهابية بين دولة وأخرى.