على الرغم من الحملات الموتورة والمسعورة لجماعة الإخوان وأنصارها فى الداخل والخارج للتشويش على المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ ،وعلى الرغم من تصعيد أعمالهم الإرهابية المدعومة ماليا وسياسيا وإعلاميا من دول لعرقلة عقده، نجح المؤتمرسياسيا واقتصاديا ،وفاق عدد المشاركين فيه من دول وأفراد ومنظمات دولية وعربية أكثر التوقعات تفاؤلا من حيث كبر الأعداد ونوعية المشاركين . ونجاح مصر فى تنظيم هذا الحدث العالمى الكبير والاستجابة القوية من دول العالم له ،يعد استفتاء جديدا على ثورة30يونيو2013وتقديم وجه جديد لمصر إلى العالم وللباحثين عن فرص استثمار كبيرة وقوية على أرض الكنانة، ويعطى مؤشرا ودليلا على أن مفتاح الحياة أومفتاح النهضة الذى أختير شعارا للمؤتمر يملكه المصريون جميعا بوحدتهم وإيمانهم برئيسهم ودولتهم .كما يعد هزيمة قاسية للإرهاب الذى فشل أمام يقظة الأمن فى إفساد هذا العرس الاقتصادى الذى كتب انطلاقة اقتصادية لمصر . غير أن المؤتمر الاقتصادى لايعد خطوة كافية إذا ماتراخت الجهود الوطنية عن إنجاز الكثير من التحديات فى شتى محاور العمل الوطنى، فلن يأتينا المن والسلوى بينمانحن نيام بلاأى جهد أوعمل وهذا لن يحدث ،فسواعد المصريين وحدها القادرة على فتح أبواب المستقبل ،والمساعدات التى تقررت لن تكون نقودا يتم تحويلها لمصر، بل سيتم ربطها بمشاريع وبرامج محددة ووفق جدول زمنى يتوقف على الأداء وسير العمل فى المشروع، وبالتالى فإن النتائج لن يلمسها المواطن العادى فى التو واللحظة ، أو بمجرد انتهاء الجلسات ،وإنما ستحتاج إلى شهور ربما أعوام ! ومن الخطأ تصور أن مشكلات الطاقة، والبطالة ، والعشوائيات، والمرور، والإسكان ،والتعليم ،والصناعة غيرها سوف تجد حلاسريعا ،ولكن المؤتمر خطوة تحتاج إلى خطوات من كل المصريين .صحيح أن دعم الأشقاء ولأصدقاء لنا مهم، خاصة فى هذه المرحلة التى تحمل من التحديات والمخاطر الكثير ليس فقط على مستقبل مصر، بل المنطقة بأسرها ،ولكن يظل الأهم منه ادراكنا لحجم هذه التحديات واعتمادنا على أنفسنا والإيمان بإمكانياتنا وبذل المزيد من الجهد لاستغلالها لتنمية بلادنا. فمؤتمر شرم الشيخ وإن كان يمثل علامة فارقة فى التاريخ المصرى، إلا أنه لن يكون المنقذ الأساسى للاقتصاد المصرى ،فهذا الدور كان وسيظل للمصريين، فلن تتقدم مصر إلا بعرق أبنائها وأموال رجالها ومستثمريها الذين يضعون مصلحة الوطن فوق أى اعتبار آخر . إننا فى حاجة ماسة إلى العمل الجاد الذى يبنى الأوطان ،وتزدهر به الحضارات ،وتتطور به الشعوب والمجتمعات . وعلينا أن ندرك أن أموال العالم لو وضعت فى خزائن مصر لن تفيد لو لم نتيقن جميعا أن العمل بجدية والإخلاص ومراعاة الضمير أساس نجاح المجتمع. وعندما يلتزم كل إنسان بعمله فهذا بالضرورة يعود بالنفع على المجتمع وتتحقق الحياة الكريمة للأفراد ويتبوأ المجتمع المكانة اللائقة به .وهناك الكثير من الطاقات والقدرات التى ينبغى أن تستثمر بشكل جيد أرجو أن تكون هدفا فى المشروعات المقترحة .كما أن هناك قدرات لابد أن يعاد اكتشافها حتى تعود بالنفع على الأمة، وهذا لن يتحقق دون بذل الجهد ومحاولة الابتكار ونفض الكسل والتكاسل، والسعى نحو تحقيق نهضة حقيقية من خلال الصناعة والزراعة . لمزيد من مقالات عبد المعطى أحمد