في مسرحية رسالة من حمار التي كتبتها واخرجتها وقمت ببطولتها لفرقة المسرح العربي الأمريكي, وأترجمها الآن لعرضها بالانجليزية, يقول آدم عن حماره الذي يحبه: الحيوانات صريحة أكثر من بعض البني آدمين, لأن الحيوان شكله بيقول أنا حمار غبي, بس طيب وأليف.. أو أنا ديب مفترس خطير وشرس.. وعلي هذا الأساس الناس تطمئن إليه وتتعامل معاه أو تبعد عنه وتحترس منه... ولكن هناك نوعا ثالثا من الحيوانات.. وده أخطرهم وهي الحيوانات الآدمية الناس اللي شكلها بني آدمين لكن همة حيوانات مفترسة ودول صعب إنك تعرفهم أو تكتشفهم إلا بعدما تقع فريسة لهم..وتدفع الثمن غاليا. أقول هذا بمناسبة استشراء ظاهرة الحيوانات البشرية في المجتمع المصري في الآونة الأخيرة.. تقتل الأبرياء متذرعة باسم الدين وهل للحيوانات دين؟ أو تخطف الإناث والأطفال تفترسهم وتنهش أعراضهم وتقتلهم وتتركهم بقايا بشر يعانون مدي الحياة وظاهرة الحيوانات البشرية وإن كانت حديثة في المجتمع المصري ولكنها موجودة في بلاد كثيرة من العالم منذ زمن طويل.. وفي أغلب هذه الحوادث نقرأ دائما هذه الجملة الناقصة. المجرم مسجل خطر هارب من عدة أحكام جنائية. وأقول إنها ناقصة لأن كمالتها( تحت سمع وبصر بعض المسئولين)!! كيف يظل المجرم هاربا من عشرات الأحكام لسنوات طويلة ومن يصدق أنهم غير قادرين علي القبض عليه, فالذي يحدث أحيانا مثلا أن بلطجيا أو تاجر مخدرات هاربا من حكم جنائي يذهب إليه بعض معدومي الضمير أو ضميرهم منتهي الصلاحية بفعل الظروف المادية مثل شيخ حارة أو مخبر أو أمين شرطة أو غيره فيقدم لهم المجرم ضميره( بظرف محشي) بعض الجنيهات يشتري بها حريته ويصبح صديقا لمن يزوره بصفة دورية لكي يقبض منه لكي لا يقبض عليه لسنوات طويلة تسقط خلالها بعض الأحكام( بمضي المدة) ويتطور من مجرم مبتدئ إلي وحش بشري ويكتسب لقب( مسجل خطر) ويظل سابحا في تيار الجريمة( آخر ما قرأت في الأهرام بتاريخ1 مارس في حملة لأجهزة الأمن بحلوان تم ضبط أكثر من سبعة آلاف هارب من أحكام!! وبتاريخ2 مارس تم ضبط هاربين من18 ألف سنة سجن!!) لكل ذلك اقترح مايلي: العمل بقانون ثلاث سوابق المعمول به في الولاياتالمتحدة الذي يقضي بأنه إذا حكم علي مجرم بالسجن مرتين في قضايا جنائية ففي الثالثة لا يخرج منه إلا في صندوق. رفع مرتبات جميع العاملين بوزارة الداخلية. إصدار قانون صارم يعاقب كل من يتستر علي مجرم أو يساعده في الهرب من العدالة. عدم التصريح لأي شخص له سابقة بالعمل في أي وظيفة يتعامل من خلالها مع الجمهور مثل سائقي التاكسي والسرفيس والتوك توك وخلافه. ندرس مادة الدين في جميع مراحل التعليم واعتبارها مادة أساسية للنجاح. نفعل مثل الكثير من بلاد العالم عند وقوع أي جريمة مهما كان حجمها. حيث تذاع فورا علي كل القنوات الاخبارية ومعها معلومات عن المتهم ونشر صورة له إن أمكن وأحيانا الحكومة أو أهل الضحية يعلنون عن جائزة مادية لمن يبلغ عن المتهم أو يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه. وأنا أيضا أعلن عن جائزة للمسئول الذي يستطيع أن يدلي بمعلومات( مختلفة عما ذكرته في رسالتي) نستطيع أن نكمل بها الجملة الناقصة( المجرم مسجل خطر هارب من عدة أحكام جنائية...) ونجعل منها جملة مفيدة أصدقها. فيليب راشد يونان فنان مسرحي أمريكا كاليفورنيا