مصر اليوم في عيد وفرحانة بالنجاح الكبير الذي تحقق في مدينتها الساحرة مدينة السلام شرم الشيخ ، نعم بالتأكيد لم يكن ما تحقق مجرد صدفة بل كان نتاج عمل مكثف في إطار رؤية صادقة وبصيرة نافذة لصورة مصر المستقبل وما يجب أن تكون عليه وتستحقه تحقيقا لطموحات وأماني شعبها الصابر وإنفاذا لإراداته التي لا تلين. وتظهر دائما في الشدائد عندما يريد تلين له المحن وتتحطم علي صخرته العواقب، نعم لقد كسبنا رهان مصر المستقبل بشعار مفتاح الحياة أمام العالم الذي أنبهر بعبقرية مصر والمصريين فكان الإقبال منقطع النظير ودعم عربي وإقليمي ودولي غير مسبوق مع تغطية إعلامية عالمية رائعة جعلتنا قبلة الدنيا .
كل عام ومصر الأم بكل خير وعافية تحية واجبة في عيد الأم الذي يتواكب الاحتفاء به مع نهاية مؤتمر مصر المستقبل الأم الكبري للمصريين ، وإحقاقا للحق لقد قبلت مصرنا الحبيبة هديتها الصغري من أحبابها المنظمين لهذا المؤتمر الاقتصادي العالمي من جهات ومؤسسات مسئولة عن تنظيمه وإعداده بالشكل الأكثر من رائع ، ابتداءا من الرئيس السيسي وعزيمته الصادقة ومتابعته الدقيقة دافعا قويا للعمل وبذل غاية الجهد وإتقان الترتيب والإعداد للمؤتمر بمثابة المفتاح الذهبي لتحقيق الإنجاز ، ثم المهندس إبراهيم محلب العاشق للعمل والمتابعة ووزراء وأجهزة معاونة وشباب مصر المستقبل لم يبخلوا بجهد وعمل متواصل صباحا ومساءا كونوا لؤلؤة المؤتمر وزينته وبهجته ودعايته ، نعم كان عملا رائعا أنجز علي أحسن وجه ونافس في جودته وكفاءته أفضل مستويات الأداء العالمي وبما ينقل رسالة واضحة للعالم ، أن مصر بالفعل علي طريق المستقبل عملا وإنجازا للنهوض بشعبها وإعادة الثقة في اقتصادها ، ودورها الريدي ليس في المنطقة بل العالم أجمع كأم الدنيا صاحبة التاريخ العريق كأقدم دولة علي وجه الأرض ذات الثقافات المتنوعة والحضارات القديمة بلد السلام والإنسانية حباها الله بكل شئ موقع عظيم يتوسط الكرة الأرضية لتكون مركزا وكرمها في كتابه بدخولها آمنيين ، دولة لها قائد ذو رؤية وشعب له إرادة يستحق أن يكون كل شئ .
إن كان المؤتمر نقطة نجاح حقيقية فالمحصلة الاستثمارية للمؤتمر 72,5 مليار دولار من عقود استثمار مباشر بقيمة 36,2 مليار دولار ومشروعات ممولة بقيمة 18,6 مليار دولار وقروض من صناديق ومؤسسات دولية بقيمة 5,2 مليار دولار ليصل الإجمالي الي 60 مليار دولار ، بخلاف الالتزامات الخليجية الشقيقية بقيمة 12,5 مليار دولار من السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان سيتم ضخها في مشروعات تنموية عملاقة توفر الآلاف من فرص العمل للشباب أمل مصر ومستقبلها الواعد ، وإن كانت الرسالة الثانية التي إبهرت أنظار العالم أن مصر تبحث عن الأمن والاستقرار والتنمية في مواجهة قوي الشر والإرهاب وصلت بإقتدار أيضا ، وإعلان فراق مصر الماضي عن المستقبل بلا عودة أو تفكير ، واستعادت مكانتها والقضاء علي محاولات عزلتها خارجيا سريعا، وإن فرص الاستثمار في مصر استثمار لكل أقطار العروبة وواعدة لكل مستثمر عالمي .
لكن مصر تنتتظر هديتها الحقيقية العمل الجاد من الحكومة بإيقاع أكثر سرعة لتنفيذ هذه المشاريع حتي نحس بثمارها، خاصة بعد ما تحمل المواطن الغلبان ومتوسطي الدخل مرار الإصلاح الاقتصادي من إرتفاع للأسعار في الخدمات من فواتير الماء والكهرباء والغاز والسلع الغذائية وأزمات معيشية من أزمة أنابيب البوتاجاز والسولار والبنزين ، الي جانب سوء التعليم والخدمات الصحية ، والفساد الذي يتغلل أجهزة الدولة حتي أصبح عناوين كل صباح مشاكل وأزمات وجرائم وإرهاب وفقر وجهل ومرض ودماء علي الأسفلت وغلابة العشوائيات ، فهل نستطيع تنفيذ ماكيتات المشاريع بنزاهة وشفافية والعمل الجاد بأضعاف طاقتنا ومهارة الإنتاج وعودة الضمير وأخلاق التعامل .... لنكون بحق " الآن مصر تستيقظ" . [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ