أثارت تصريحات الدكتور محمود غزلان عضو مكتب الأرشاد والمتحدث الأعلامي لجماعة الأخوان المسلمين, دفاعا عن يوسف القرضاوي, ضد دولة الأمارات العربية المتحدة الكثير من اللغط. مما دعا الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الي التنديد بهذه التصريحات, بل زادت من توتر العلاقات بين مصر ودولة الامارات.. وبرغم نفي جماعة الاخوان أي تصريحات مسيئة لدولة الامارات, وتراجع غزلان عن تلك التصريحات, فإن هناك نقطة مهمة يجب أن يعيها المتحدث الرسمي للجماعة, أن السياسة عمل احترافي ولا يمكن لأي شخص أن يخرج بتصريحات, وينفيها في اليوم الثاني, فقد يحدث ذلك في الشأن الداخلي المصري, ولكن أن تحدث مع دول أخري فهو الامر غير المقبول, والذي ينذر بعواقب وأزمات بين مصر ودول حليفة لها. يجب أن يعلم المتحدثون في جماعة الاخوان المسلمين أنهم الآن يمثلون الاغلبية في مجلس الشعب, مما يترتب علية أن كل كلمة تصدر منهم مسئولية ويحاسبون عليها, وأن المزايدات يجب الا تتعدي حدود الوطن, لأن ذلك به ضرر كبير لمصر وأقتصادها وتحالفاتها الاستراتيجية في المنطقة, خاصة وأن تصريحات غزلان دفاعا عن يوسف القرضاوي الذي يحمل الجنسية القطرية, وليس ذا صفة داخل الجماعة أو الحكومة المصرية ولا يمثلها في الوقت الحالي.. يجب أن يعلم الجميع أن هناك ملايين المصريين يعملون في دول مجلس التعاون الخليجي, وتستفيد منهم مصر كثيرا من خلال تحويلاتهم وهو عنصر مهم من عناصر الدخل القومي المصري, وفي حال الخلاف مع تلك الدول بدون أي سبب مقنع ستكون عواقبة وخيمة علي تلك الفئه من المصريين وعلي أقتصادنا, بجانب أن دول الخليج علي وجه العموم لديها استثمارات ضخمة داخل مصر, ومن غير المنطقي أن ندعوهم لسحب تلك الاموال بسبب تصريحات غير مسئولة من اي جهه. هذه التصريحات لم تكن الاولي, ولكن هناك تصريحات عديدة من جهات مختلفة ووسائل إعلام ضد دول الخليج دون سبب الا أن قادتهم كانوا علي علاقات طيبة مع النظام السابق, ونسي كل هؤلاء أن العلاقات السياسية لا تقف عند شخص بعينه والتحالفات الاستراتيجية أكبر من نظام انتهي, والمصالح المصرية أهم من التصريحات والمزايدات التي قد تؤثر بشكل قوي علي الاقتصاد والمصريين في تلك الدول, وكفانا شعار أن مصر بعد الثورة لا يهمها تحالفات أو علاقات, ويجب أن نفهم الامور جيدا فنحن لا نعيش في هذا العالم وحدنا, ولسنا قوة عظمي خاصة في تلك الفترة الحساسة. المزيد من أعمدة جميل عفيفى