تعتمد الدولة على السياحة لتوفير احتياجاتها من العملة الحرة، ومن أجل ذلك فهى تسعى دائما الى إعداد البرامج المرتبطة بتنشيط السياحة عن طريق وسائل الإعلام والحرص على المشاركة فى المؤتمرات المحلية والعالمية، وكل ذلك يجعل الدولة تتكبد مصروفات باهظة، على أمل أن يكون العائد منها مجزيا عندما تتحقق الاستجابة المرجوة من تدفق السائحين الى مصر. ومن خلال تجربة جمعية الرفق بالحيوان فى هذا المجال فإن الأمر يتطلب وقفة جادة ومتميزة إذ تلقت الجمعية الكثير من الشكاوي، والتى أحيلت اليها من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة وكلها تنصب على ما تلاحظ من كثيرين من السائحين من سوء معاملة الحيوان، وبالأخص الخيول التى تجر عربات النقل (الحنطور) وذلك فى المدن التى توجد بها الأنشطة السياحية، وبالتحديد فى الجيزة والأقصر وإسنا وأدفو وأسوان حيث يفضل السائح هذه الوسيلة فى الانتقالات وزيارة المعالم السياحية فى هذه المدن. وللأسف الشديد فإن الكثير من هذه الخيول أصابتها أمراض الشيخوخة والضعف والهزال، ولا تتمكن من أداء واجبها فى جر عربات الحنطور، وبالتالى يلجأ صاحبها الى استخدام العنف والضرب بالسياط دون رحمة أو شفقة للحيوان المسكين وهذه الظاهرة المؤسفة تترك آثارا سيئة لدى كثيرين من السائحين مما يثير مشاعرهم بالحزن والأسى عند مشاهدة هذه المظاهر، بل إن بعضهم اتصلوا بوزارة السياحة وناشدوها التدخل لمنع هذه المظاهر اللا إنسانية. وعلى سبيل المثال ورد فى رسالة من سائحة نمساوية أنها لن تحضر الى مصر مرة أخرى بل ستدعو أصدقاءها وأقاربها إلى عدم السفر لمصر احتجاجا على ما لاحظته من سوء معاملة الحيوان بالشكل المشار إليه، وقد قامت الجمعية حينئذ بنشاط ميدانى لدعوة المواطنين وحثهم على التوقف واتخاذ الأساليب التى من شأنها عدم القسوة على الحيوان، وتقديم الرعاية اللازمة له الى جانب إيقاف استخدام الخيول المصابة بالضعف والهزال عن العمل، وتقديم مكافآت تشجيعية لأصحاب الحيوان الذين يقومون برعايتها وتظهر بحالة صحية جيدة. إننا نرجو إرساء قواعد الرحمة والرفق بالحيوان، «فما كان الرفق فى شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه» د. أحمد سمير سالم رئيس جمعية الرفق بالحيوان