لم تحظ الكثير من المسرحيات علي المستوي العالمي بمثل التأثير الصادم لعادات وتقاليد المجتمع الذي حققته مسرحية "بيت الدمية "للكاتب النرويجي "هنريك ابسنفى مطلع القرن العشرين. فقد ثار ابسن وأثار حفيظة الرجل الاوروبي في ذلك الوقت فرمى المشاهدون الممثلين بالطماطم الفاسدة اثناء العرض لان المسرحية تعرضت للمرة الاولي بصورة جادة لعبودية المرأة في المجتمع الاوروبى. حيث هى دمية مدللة لا يُنظر إليها كإنسان له شخصيته المستقلة يملك الحرية والمسئولية والقدرة, ومزق ابسن القناع عن حياة زوجية عاشت فيها الزوجة طفلة جميلة في البيت اكثر منها شريكة لزوجها, مخلوقا قاصرا لايملك حق وواجب الدفاع عن كيان الأسرة حين يتعرض للخطر. فزوجها يعاقبها كطفلة مذنبة لأنها تجرأت فأقحمت نفسها فىعلم الكبار الخطر, عالم الرجال المحرم على الدمى الأنثوية الجميلة المدللة القاصرة حين قررت أن تأخذ المبادرة وتحمى زوجها من وغد يريد ابتزازه. وفي نهاية العمل تخرج "نورا "من بيت الزوجية"صافقة الباب خلفها, في دوي ترددت اصداؤه في اوروبا بأسرها. وسرعان ما تحولت شخصية نورا الي رمز للمرأة التي تكافح من اجل التحرر والمساواة وتحتج على النظرة الذكورية التى كانت-وربما مازالت عند البعض- تراها قاصرا,طفلة مغرية بالحب والتدليل, دمية لاأكثر .كما استغلتها الحركات النسائية المتطرفة في العصر الحديث اسوأ استغلال في تفسير المسرحية بعيدا عن مقاصد ابسن الحقيقية ولا تزال المسرحية تثير جدلا بين النقاد المحدثين.