لا شك فى أن معطيات المشهد العربى الراهن الذى اكتسب أبعادا جديدة بعد اتساع رقعة الإرهاب التى وفرت الذرائع لشرعية التدخل العسكرى الأجنبى فى سوريا والعراق تفرض علينا سؤالا ضروريا ومهما. هو: أين نحن من تحديات مرحلة ما بعد انفضاض مولد الربيع العربى وصعود نجم التنظيمات الإرهابية مثل داعش والحوثيين وسائر المسميات التى تتستر بالدين فى الوقت الذى تتعاظم فيه الخلافات بين القوى السياسية المحلية إلى حد التناحر وبما يؤدى لاهتزاز الهيبة العربية مع دول الجوار الإقليمي. وهذا السؤال ليس موجها إلى الحكومات والأنظمة العربية وحدها... ولا هو قصر على المنظمات والهيئات الرسمية التى تندرج فى إطار النظام العربى لجامعة الدول العربية الذى يوشك أن يفقد ما تبقى من مشروعيته... و لكنه سؤال يطرق باب الجميع فى ضوء ما تحقق من نتائج إيجابية مبشرة فى قمة الرياض بين الرئيس السيسى والملك سلمان. إنه سؤال لا يمكن لأحد أن يتعلل بأنه غير مطالب بالإجابة عليه أو أن أحدا لم يطلب منه الشروع فى الاجتهاد بشأنه لأنه سؤال يتعلق بقدر ومصير ومستقبل هذه الأمة التى تتعرض فى هذه المرحلة لمخاطر بدأت تمس مقومات الحياة والوجود ووحدة التراب الوطنى وهو ما حدا بمصر إلى طرح مبادرة إنشاء قوة عربية مشتركة لدرء مجمل الأخطار والتحديات التى تدهم الأمة من كل اتجاه. أتحدث عن أهمية وسرعة صياغة جدول أولويات المواجهة لهذه التحديات التى ربما يتحتم التعامل معها دفعة واحدة لاستحالة تأجيل المواجهة بالنسبة لبعض القضايا التى فرضت نفسها علينا فرضا كأنها زلزال مدمر يحتاج إلى بذل كل جهد وفى أسرع وقت ممكن لرفع الأنقاض وإنقاذ أكبر قدر من الضحايا والشروع فى إعادة البناء لما تهدم وتحقيق الإيواء الضرورى لكل من تشرد حتى لا نعطى الفرصة لمزيد من انتشار الجرذان فى ثنايا الأنقاض وتحت ركام الخرابات التى تتزايد يوما بعد يوم!. وغدا نواصل الحديث. خير الكلام: من ينكر كل شيء يقر بكل شىء !. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله